البشير ... الدول الافريقية تدرس الانسحاب الجماعي من المحكمة الجنائية !!

في لقائه مع القناة الفضائية السودانية صرح الرئيس البشير بان الدول الافريقية تدرس الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية ردا علي مذكرة التوقيف، مما سيؤدي الي انهيارها واعلان وفاتها ، او كما قال: !!

السؤال الذي يطرح نفسه:
- هل انسحاب الدول الافريقية سيؤدي فعلا الي موتها ؟؟

انسحاب الدول الافريقية باجمعها من ميثاق المحكمة، ومعها دول عدم الانحياز لن يضر المحكمة بشيء، فالمحكمة يمولها الاتحاد الاوروبي، هذا من ناحية التمويل، اما من الناحية القانونية فالمحكمة اصبحت واقعا لايمكن تجاهله، وقد ارست سوابق قانونية تتمثل في استدعاء الرئيس السوداني، والاستاذ / احمد هارون، وكوشيب، وهي تنظر في قضية نائب الرئيس الكنغولي، كما انها حازت علي اعتراف ضمني من اعلي هيئة عالمية الا وهي مجلس الامن(الذي يقوم في الشأن الدولي مقام النيابة العامة) حيث اقر بالتعامل معها والاعتراف بولايتها الجنائية العالمية ، حين احال لها قضية دارفور.. فواضعي ميثاق المحكمة كانو من العبقرية بمكان حين خولوا مجلس الامن حق الاستمتاع بخدمات المحكمة، والتي لم يتواني المجلس في استخدامها، وبذلك حصلوا علي اعتراف دولي ما كان لهم ان يحصلوا عليه مهما طال الزمن الا بهذه الحيلة، حيث ان اتفاقيات جنيف المعترف بها من الامم المتحدة حددت النصاب الدولي لأي ميثاق او معاهدة لتصبح ملزمة دوليا ، الحصول علي توقيع 137 دولة ، وهو ما لم يتوفر للمحكمة الجنائية الدولية التي حصلت علي 107 فقط،، وقد ايد قرار الاحالة 12 دولة من اعضاء مجلس الامن اثنان منها دائمة العضوية وعشرة من العضوية المتبادله، وهي تغطي الغارات الخمس 3 من دول الاتحاد الاوروبي، والباقي من افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية، كان فيها الصديق والعدو، وكون امريكا او روسيا والصين امتنعت عن التصويت لا يقدح في ولا يتها اذ كان الامر اختلف لو استخدمت احدي هذه الدول حق النقض، وهذه السابقة كفيلة بتفعيل دور المحكمة الي ان يشاء مجلس الامن، وهو امر يتطلب موافقة الدول الخمس دائمة العضوية..