قضية (دارفور) والغياب العربي ����� ����� ������ ����� 2009� ������ ���������� ���� ��� ��

قضية (دارفور) والغياب العربي


04-04-2009, 06:35 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=200&msg=1238823345&rn=0


Post: #1
Title: قضية (دارفور) والغياب العربي
Author: ياسر احمد محمود
Date: 04-04-2009, 06:35 AM

Quote: حرصتُ على متابعة كلمة الرئيس السوداني عمر حسن البشير أمام القمة العربية الحادية والعشرين المنعقدة في الدوحة وخصوصاً الجانب المتعلق بالنواحي الإنسانية في مأساة دار فور, كنت أتمنى أن أستمع من فخامته عن دور المنظمات العربية والجهود الإغاثية من قبل المتطوعين من عالمنا العربي, خصوصاً أن إقليم دارفور أصبح قبلة ومزاراً للمنظمات والهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان على طول السنوات الماضية, حيث انخرط في برامج الإغاثة المئات من المتطوعين من كافة الجنسيات العالمية المهتمة بالعمل الإغاثي والإنساني, إلا أنني وللأسف لم أسمع من فخامته الإشارة إلى أي دور لمنظمة أو جهد مدني وأهلي من قبل الكوادر العربية, سواء في الكادر الطبي أو الإنساني, وكنتُ أنتظر أن أسمع في كلمته أمام القمة إجابة عن تساؤل ظل مطروحاً منذ أن ظهرت دارفور كقضية أممية بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية (الشهير) عن السر في غياب الجهد الإنساني بقدر حضورهم الطاغي في المجال السياسي للقضية, بشكل يضعنا أمام مأزق إنساني حيال الأجيال العربية الطامحة لفضاء عربي جديد تحكمه مبادئ الحق والعدل بعيداً عن قيم الجاهلية القديمة.
لقد تابعنا أثناء أحداث غزة الماضية, تحركاً حثيثاًَ من قبل الكوادر الطبية والإغاثية العربية من أجل نصرة أهلنا في غزة , إلا أننا لم نجد ذات التحرك في ملف إقليم (دارفور), في الوقت الذي نشاهد المنظمات الأجنبية تبادر إلى التطوع والمساعدة للضحايا هناك, مما يضعنا أمام تساؤل ظل يطرح بقوة ونتهرب دائماً من مواجهته بشجاعة: فهل مفاهيم العمل الإنساني متجذرة في أعماق ثقافتنا بمعناها المتجرد بعيداً عن العواطف أو المواقف السياسية المتباينة؟ وهل تحركنا الإنساني التطوعي نابع من استشعارنا للقيم الإنسانية المجردة, أم هي استجابة للميكنة الإعلامية التي تحرك توجهاتنا ومواقفنا فأصبحنا نتعاطى مع الواقع الإنساني من خلال النوافذ السياسية والشاشات الإعلامية الموجهة لا المنطلقات الإنسانية المستقلة؟
قد يكون نشاطنا الوحيد في دار فور هو نقد المؤسسات والجمعيات الأهلية الدولية, وكيل التهم لها دون أن نتساءل عن دورنا نحن, وأين العرب أفراداً وجماعات عن ذلك الملف الإنساني الأليم والجرح الغائر في جسدنا العربي منذ عدة سنوات؟
نحن بحاجة الآن لأن نوصل رسالة للعالم, بأننا شركاء حقيقيون في المبادئ والقيم الأممية ذات العلاقة بحقوق الإنسان, من خلال التفاعل الإيجابي مع ضحايا الانتهاكات, بغض النظر عن الجوانب السياسية التي يفترض أن تكون بعيدة عن أجندة العمل الحقوقي, كما أعدنا تكراره في أكثر من مناسبة, وهو المبدأ الذي يحتاج إلى ترسيخ في ثقافتنا وممارستنا الحقوقية, إذا أردنا ممارسة محترفة ومهنية لا تتخطفها الأهواء ولا الأمزجة المسيسة.
كما أن الجامعة العربية لا بد أن يكون لها دور في تنظيم مثل تلك الأنشطة التطوعية, ونأمل أن تنال (حقوق الإنسان) اهتماماً من قبل قيادات الجامعة فإنشاء هيئات حقوقية ضمن مؤسسات الجامعة العربية, تهدف إلى معالجة الانحرافات المتعلقة بحقوق الإنسان, لدى الدول الأعضاء, أصبح مطلباً ملحاً وسط التغيرات المتسارعة في عالمنا اليوم, فالشجاعة الحقيقية تقتضي المكاشفة الذاتية والقدرة على النقد الذاتي داخل البيت العربي, ومن داخل مؤسساته وهيئاته الرسمية, فالتترس خلف شعارات (القومية) و(الإمبريالية) العالمية أصبح أمراً لا يمكن تسويقه لدى الجماهير العربية كما كان في السابق, لأننا أمام أجيال جديدة واعية ترقب الأوضاع وتقيمها وفق معاييرها الخاصة , التي لا يمكن أن تخترقها اللغة (الشعاراتية) التي أصبحت موروثاً عربياً بامتياز.

-----------------------------------------
عن الوطـن السعودية