Post: #1
Title: Sincere Euology for the late Abdallah Mahjoub by colleague
Author: Elmekki
Date: 09-30-2003, 07:48 AM
ورحل عنّا دبلوماسي معلم
أحمد عبد الوهاب جبارة الله -- المديرالأقليمي للأمم المتحدة لشـئون اللاجئين لزامبيا وملاوى وزيمبابوى [email protected] كنت فى زيارة خاصة بمدينة تورنتـو بكندامؤخراً ، التقيت خلالها ببعض الأصدقاء الأعزاء . . أخص بالذكر منهم الأستاذ السر سيد أحمد . وبينما كنا نتجاذب أطراف الحديث عن القريب والبعيد ، فجعت بنبأ فقد صديقنا العزيز السفير عبد الله محجوب ، الذى فارق الدنيا بين أهله ومرتع صباه فى وادمدنى . استغرقنى الصمت والحزن بهذه الفاجعة .. وأنا من العارفين لفضل الرجل ، المدركين لقدره ، والمنتفعين بعلمه وخبراته ، حيث أكرمنى الله بأن كنت أحد مساعديه فى الدائرة الاقتصادية بوزارة الخارجية فى مرحلتين . . أولاهما فى بداية الاعوام السبعينات .. والثانية فى نهاية الاعوام الثمانينات من القرن الماضى . وعندما ياتى ذكر ذلك الدبلوماسي الفريد ، تتداعى الى الذهن صولاته وجولاته فى أروقة الأمم المتحدة ، واللجنة الاقتصادية لافريقيا (ECA) ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD) ودورات الشراكة الاوربية الافريقية الباسيفيكية (ACP) وهو دون منازع من النجوم الساطعة فى سماء الدبلوماسية متعددة الاطرافDiplomacy) (Multilateral لمعرفته الوثيقة بأصول العمل وفنونه فى هذا الضرب من ضروب الإبداع الدبلوماسي . وكلنا كان يعرف أن عبد الله محجوب كان مولعاً بالانخراط اللامحدود فى المفاوضات والمؤتمرات من أجل وطنه ومن أجل البلدان النامية .. وتلك محكات تستوجب المعرفة والمتابعة والاطّلاع ، وفوق ذلك اللباقة فى العرض وطول النفس فى الأخذ والرد من أجل غاية سامية هى تسخير المنبر الدبلوماسي لصالح البلدان النامية . . وكم رأيته مقاتلاً بالذهن الوقّاد ، ومناضلاً بالحجة المؤسسة فى ميادين التفاوض وطرح المواقف لانتزاع حقوق البلدان الأقل نمواً " من فك الاسد " فى مفاوضات كانت مضنية ومازالت . وقد لايعرف الكثيرون أن الرجل صاغ مذكرة تاريخية حملها فى أواخر الثمانينات وزير الخارجية الى مجلس الوزراء وبموجبها صدر القرار بانضمام السودان لمنطقة التجارة التفضيلية ال (PTA) التى صارت فيما بعد ال (COMESA). لقد كان عبد الله محجوب ضميراً حياً يستشعر قسوة الفقر على البلدان النامية ، ومنها وطنه السودان ، وفوق ذلك فقد كان من قلائل الدبلوماسيين فى بلادنا الذين يفهمون المعادلة الشائكة التى تربط بين المنظومة الاقتصادية -الاجتماعية والمنظومة السياسية فى عالم تتضارب فيه المصالح وتصطرع فيه القوى . . ومن هنا كان عندما يشارك فى هذه المحافل الدولية يحرص على أن يتم التحضير لها بدراسة واعية لجداول الاعمال وللعناصر المؤثرة فى تحديد مسار المفاوضات والقوى الفاعلة فى الوصول الى النتائج . . وأذكر جيدا أنه كان لايبخل علينا باتاحة فرص المشاركة . . والاستفادة القصوى مما أتيح له من خبرات . . ويشجع مساعديه لأخذ المبادرات وتجويد الأداء والولاء للوطن ليس بالصياح والتظاهر وانما بالحجة الرصينة والمداخلات الموضوعية التى تجذب المشاركين لصوت السودان وموقعه . ولن أنسى أنه كان يهتم كثيراً بفتح الابواب أمام ناشئة السلك الدبلوماسي وعياً منه بدورهم فى المستقبل .. وأعلم أن العديد من الشباب كانوا يكنون له الاحترام لما يلقونه عنده من تشجيع ومعاملة طيبة ممعنة فى الذوق واللطف . وفوق ذلك كان عبد الله محجوب دبلوماسياً حاذقاً للمصطلح والعبارة ، ومتفوقاً فى صياغة البيانات لوفد بلاده ولمشاريع القرارات ، والكلمة عنده طيّعة القياد مما يصطلح على تسميته فى بعض الاحيان ( ( Wordsmith وذلك عمل يجرى وراء الكواليس ولا يتقنه الا أصحاب النظرة الثاقبة، والصلات الواسعة ، والقدرة على حصر المفاهيم فى صياغات ذات دلالة.. تتم فى بعض الاحيان بشىء من الغموض المتعمّد إذا كانت الحقوق مهددة بالضياع و المصلحة تقتضى شراء بعض الوقت للتحرك بفعالية أكثر فى جولة قادمة وفى ظروف مغايرة . وقد أسعدنى الحظ ، ضمن آخرين ، لتعلم شىء من هذا خلال عملى مع الراحل عبد الله محجوب . . ولن أنسى أن ذلك دفع بى للتشرف برئاسة لجنة مؤتمـر ( الانكتاد ) للسلع الاولية . . وعضوية المجلس التنفيذى لصندوق السلع الاساسية وغيرها من المهام .. يرحمك الله يا عبد الله فقد كنت لى مثالاً يحتذى فى هذه المواقع وناصحاً أميناً رغم بعد المسافات عندما حكم الزمان علينا بالتفرق أيدى سبأ . إننى إذ أودع عبد الله محجوب بهذا المقال المتواضع .. أشعر كأنى أراه هذه اللحظة يتهادى فى الجـادة الثانيـة فى مانهاتن ولسان حالة يقول فى كل خطوة : " مشيناها خطى كُتبت علينا . . ومن كُتبت عليه خطى مشاها " . . ولا أظننى وحدى فى إثبات قدر الرجل الذى تنقل مؤخراً خارج وطنه بين البلدان و المواقع يسعى من أجل عيش كريم .. كأنه يستلهم ما فى الأبيات التى تُنسب الى عُمارة اليمنى :- سـافر تجد عوضاً عمّن تفارقه ** وأنصب فان لذيذ العيش فى النصب فالأسد لولا فراق الغاب ماأفترست ** والسهم لولا فراق القوس لم يصب والتبـر كالترب ملقى فى معادنه ** والعود فى أرضه نوع من الحطب
رحمك الله رحمة واسعة إذ نحن نفتقد بفقد ك الوفاء والعزة واللطف وروح الدعابة والإخلاص للبلاد والعباد .. ولعلك عندما فارقتنا فى واد مدنى ، كنت تود أن تقول للقاصى والدانى ان جذورك ضاربة فى عمق البسطاء والمخلصين رغم ما أتيح لك فى حياتك الزاخرة من تنقل كان بعضه بإختيارك وكان بعضه رغماً عنك . وأودعك بقلبٍ مفعمٍ بالحزن عامرٍ بالوفاء والاحترام وأنا أستعيد قول المعتمد بن عباد الأندلسى :- النفسُ جازعةٌ والعينُ دامعةٌ ** والصوتُ منخفضٌ والقلبُ منكسرٌ
========
|
Post: #2
Title: Re: Sincere Euology for the late Abdallah Mahjoub by colleague
Author: Elmekki
Date: 09-30-2003, 08:10 AM
Parent: #1
بهذه الكلمات الصادقة يرثي السفير أحمد جبارة الله زميله الراحل عبد الله محجوب أحد نجوم الدبلوماسية وشرفاء المناضلين من أجل الديموقراطية. استقال من منصبه سفيرا للسودان لدى المغرب حين أحس أن النظام يريد أن يذله ويبقيه في الخرطوم في موقع قاعدي ليرأسه من هو دونه من معيني الجبهة. احتمل حياة المنفى ولوحق في رزقه بينما استولى على التمثيل الخارجي أغرار بلا تدريب ولا خيال. وافته المنية فجأة وهو يزور مسقط رأسه في ود مدني نحتسبه عند الحق سبحانه شهيدا والله نسأل ان يسبغ الصبر علىعائلته المكلومة وأهله المفجوعين ورفاقه على درب الديموقراطية والتمثيل المتميز لسودان لايستحق الا الافضل . وسلام عليه في الخالدين محمد المكي ابراهيم
|
Post: #3
Title: Re: Sincere Euology for the late Abdallah Mahjoub by colleague
Author: Elmekki
Date: 09-30-2003, 08:11 AM
Parent: #1
بهذه الكلمات الصادقة يرثي السفير أحمد جبارة الله زميله الراحل عبد الله محجوب أحد نجوم الدبلوماسية وشرفاء المناضلين من أجل الديموقراطية. استقال من منصبه سفيرا للسودان لدى المغرب حين أحس أن النظام يريد أن يذله ويبقيه في الخرطوم في موقع قاعدي ليرأسه من هو دونه من معيني الجبهة. احتمل حياة المنفى ولوحق في رزقه بينما استولى على التمثيل الخارجي أغرار بلا تدريب ولا خيال. وافته المنية فجأة وهو يزور مسقط رأسه في ود مدني نحتسبه عند الحق سبحانه شهيدا والله نسأل ان يسبغ الصبر علىعائلته المكلومة وأهله المفجوعين ورفاقه على درب الديموقراطية والتمثيل المتميز لسودان لايستحق الا الافضل . وسلام عليه في الخالدين محمد المكي ابراهيم
|
|