سليمان ضرار يتحدث ( 1 )

رد على مقال قراءة هادئة لمؤتمر فلوتو للأستاذ محمد الزين المحامي

سليمان صالح ضرار
[email protected]

اطلعت على المقال القيم الذي كتبه الأستاذ محمد الزين المستشار القانوني, وبلا شك فقد قام بعمل كبير بتحليل وتلخيص الاجتماع, وبما أن لكل عمل كبير هفوة أود أن أوضح هنا بعض النقاط الخلافية التي وردت في المقال عن الورقة التي قدمتها, ومنها ما نتج عن التلخيص الذي أخل بمعاني ما قصدت إليه. لقد تحدثت بصورة عامة عن الدستور حيث أرجعت كل مشاكل السودان لعدم وجود دستور مطبق وغياب سيادة القانون الذي هو أساس لكل دولة فبالرغم من وجود دستور في السودان إلا انه معلق ومخصص لعرضه على الوفود الأجنبية ومنظمات حقوق الإنسان. وتعليق الدستور هو سبب مشاكل السودان, وفي نفس الوقت لا يمكن تطبيقه في ظروف الاضطرابات الموجودة حسب قول الحكومة وبذا فقد اصبح عدم تطبيق الدستور سبب ونتيجة في وقت واحد.

لان السودان يحكم بالمزاج الشخصي, وضربت مثلا ببريطانيا التي برغم من أن دستورهاغير مكتوب إلا انه محترم. لهذا فإننا نرى في السودان التردي والفساد واستغلال النفوذ ونهب المال العام الذي تحدث عنه تقرير المراجع العام. وضربت مثلا باستغلال النفوذ قيام السيد النائب الأول بتعيين متعلمين من رهطه في أربعمائة وخمسين وظيفة سيادية وتنفيذية رفيعة دون وجه حق وانه قام بتعيين الفاقد التربوي من رهطه في جهاز أمن المغتربين وجهاز الأمن الخارجي في السفارات حتى يستلموا بالدولار ولا يفوتهم المولد لدرجة أصبحت السفارات ديار شايقية, كما ذكرت بأنه قام بدون وجه حق بتعيين ابن عمه عبد العظيم سالم مديرا لمعهد الخرطوم

الدولي بعد أن زوده بالمؤهلات الورقية, بينما أساتذة علي عثمان في جامعة الخرطوم مشردون في شوارع القاهرة. وضربت مثلا للفساد قيام إبراهيم احمد عمر بإرسال ابنه لأمريكا لبعثة مزدوجة لتحضير الماجستير والدكتوراه علما بأنه حاصل على درجة الماجستير من جامعة الخرطوم, وهذا بالرغم من أن البعثات الحكومية موقوفة.

كما أن أركان الإنقاذ يرسلون أبناءهم للدراسة في الخارج ويرسلون أبناء المهمشين لمناطق العمليات ليتخلصوا منهم. ومن ضمن ما ذكرت انه خلال الأربعة عشر عاما الماضية التي هي حكم الإنقاذ لم يحصل أي من أبناء المناطق المهمشة على شهادة ماجستير أو دكتوراه فقد خصصت كلها لرهط النائب الأول والشمالية ليتولوا جميع المناصب العليا مستقبلا حتى بعد سقوط الإنقاذ وهكذا تستمر هيمنة الشمالية.

لذا اقترحت على الحضور إقامة جامعة في همشكوريب تخصص لأبناء المناطق المهمشة,

ولقد وجد هذا الاقتراح ترحيبا حارا من الحضور وتقدم عدد من أساتذة الجامعات الحاضرين

على الفور لتسجيل أسمائهم كمتبرعين للعمل في هذه الجامعة.

البجه بين الأمس واليوم والغد
الورقة التي قدمتها

سليمان صالح ضرار ــ مؤتمر البجه

email: [email protected]