طه وقرنق اتفقا على نشر قوات مشتركة في الجنوب

المفاوضات السودانية: اتفاق وشيك حول «الترتيبات الأمنية» وإعادة انتشار الجيش السوداني
طه وقرنق اتفقا على نشر قوات مشتركة في الجنوب



لندن: عيدروس عبد العزيز نيفاشا: «الشرق الأوسط»


وصلت المفاوضات بين نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق الى «لحظة حاسمة»، بتاكيد حصول تقدم كبير في قضية الترتيبات الأمنية، التي تعد مفتاح الوصول الى اتفاق سلام شامل. وقالت المصادر ان طه وقرنق توصلا امس الى نقاط تفاهم كبيرة في قضية «الترتيبات الأمنية التي تعنى بعملية نشر القوات خلال الفترة الانتقالية التي تمتد لمدة 6 سنوات، بعد توقيع اتفاق سلام شامل». وأوضحت ان اجتماعهما استمر مساء امس حتى ساعة متأخرة لحسم بقية الخلافات، ولم تستبعد التوصل الى اتفاق وشيك يمكن ان يوقع في اية لحظة. وتقوم لجنة ثنائية مكونة من سيد الخطيب الناطق باسم الحكومة وباقان اموم القيادي في الحركة الشعبية بصياغة ما تم التوصل اليه حتى الان في مجال الترتيبات الأمنية. وذكرت المصادر ان الجانبين اتفقا على اعادة انتشار الجيش السوداني حتى حدود العام 1956 (استقلال السودان)، وقد رفضت الحكومة اقتراح الحركة الشعبية انسحاب الجيش الحكومي حتى حدود خط العرض 13، ليشمل ذلك المناطق الثلاث المتنازع عليها وهي جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق، وابياي، لكن الجانبين اتفقا على اعادة الانتشار حتى خط العرض 12 وهي حدود الجنوب منذ الاستقلال. واتفق الجانبان ايضا على نشر قوات مشتركة قوامها 21 ألفا في الجنوب، فيما لا يزال الخلاف حول موضوع نشر القوات في المناطق الثلاث المتنازع عليها. وقالت المصادر ان المفاوضات انحصرت في لقاءات ثنائية بين طه وقرنق، بينما تقوم الوفود بعمل مشاورات جانبية لحسم نقاط الخلاف، واشارت الى ان حسم قضية الترتيبات يمكن ان يسرع بتوقيع اتفاق سلام شامل حيث ان الجانبين توصلا الى تفاهمات كبيرة في معظم نقاط الخلاف الاخرى خاصة في مجال توزيع السلطات والثروات. وقال مصدر مقرب من السفارة السودانية لـ«الشرق الأوسط» «ان الجانبين حسما مجمل نقاط الخلاف وتوقع توقيع اتفاق خلال ساعات، لكن مصدرا في الحركة اكد وجود تقدم غير انه اشار الى وجود بعض نقاط الخلاف. واعلن وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل في داكار (السنغال) ان اتفاقا سلميا في جنوب السودان سيوقع «في اليومين المقبلين». وقال اسماعيل امام الصحافيين بمناسبة زيارة الرئيس السوداني عمر البشير الى السنغال «نأمل في ان يلعب السنغال دورا في ترسيخ السلام» بعد التوقيع «في اليومين المقبلين على اتفاق سلام» بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان الذين يتفاوضون حاليا في كينيا. ودعا الوزير السوداني السنغال ايضا الى لعب دور متابعة مستقبل «اتفاق السلام» هذا