لعشاق الشعر ..القصيدة الجبلية ...كمال الجزولى

اطلعت لاول مرة على هذا
النص اواخر الثمانينات حيث نشر
اولا بمجلة اليوم السابع..ثم نشره الشاعر الياس
فتح الرحمن بملحق الايام الثقافى فى ذات الفترة
احببت هذا النص فحفظته دون قصد آنذاك..شاركونى
المتعه به فهو ما زال ساخنا

صخر لوجهك فى الممرات القديمة
صخر لعينيك
صخر لقدميك
صخر وكل الموت مرصود لاغنية يتيمة
هل ضاع هذا الرصد فى وجداننا عبثا
وهل ذهبت مراثينا سدى
صخر واغنية وموت

هأنت تخرج من جلال الموت متشحا
باغنية الصخور الشم
ترجع للصدى
قال الذين نحبهم
ياليتنا كنا فما كنا اذن
فى موضع السيف التجأنا للندى
حتى تفتت حلمنا فى ذائب الذكرى
وغرغر بالنشيج المر من اعراقنا
دمنا الموزع فى المدى
صخر لوجهك فى الممرات القديمة

ان الجراح تخص وجهك وحده
ان الجراح الآن تلفظ ملحها
ان الجراح تضئ ابواب المتاجر
ونزيفك اليومى يصعد فى بخار الشاحنات
نزيفك اليومى يهبط فى ثغاء النائحات
نزيفك اليومى يختزل المسافة
بين صدرك والخناجر
فعلام صمتك
امحلت كل الدروب
استأكم السهل الفسيح
وصوحت فيك الجريمة
يايها الماسور فى جلباب سقطته العظيمةصخر لوجهك فى الممرات القديمة
صخر لعينيك
صخر لقدميك
صخر وصخر لم يعد فى البال غير الصخر
هل تجدى الاظافر
صخر وصخر لم يعد فى الصخر غير الصمت
هل يغنى السؤال
واراك امشاجا تفرق فى الورى
يا واحدا فى كل حال
خذنى بعشقك تلتقينى ساجدا
زدنى بعلمك اصطفيك انى وات البعض
والبعض المكمل
كيف اذن ضياع الكل فيك
انى وانت النهر والغرقى
فهل خفت لنجدتنا مراثيك الطوال
ادمنت شهوتك الاثيرة لم تنل
غير المخالب فى الظلام
ولم تنل غير الحبال
وتارجح الاجساد بين الصخر والصخر
واعقاب التراتيل الهزيمة
فلاى موت ننتمى
قال الذين نحبهم
يا بؤس برق لا يليه الغيث
يا بؤس الرعود المستغيثة
والولايا النادبات لاى موت ننتمى
وباى شجو نحتمى
قال الذين نحبهم
كثرت تواريخ المراثى
ظلها يمتد لا يمتد ابعد من
مدى البصر الكليل باى شجو نحتمى
اهى البصيرة ام هى الابصار قد عميت
سواء عندها الورقاء ..والعنقاء
والصديق ..والزنديق
والوغد الدعى
ما كل وضاح السنا ذهب ولكن من يعى

فاض السرادق بالمعزين الكسالى
مصمصوا شفة بثفل القهوة الاولى
واغفوا فى سراديب النميمة

صخر لوجهك فى الممرات القديمة
صخر لعينيك
صخر لقدميك

لم يبق غيرك فيك فانهض
من رماد الصمت انهض
من خواء الموت انهض
من ضياع الزمن المنسى انهض
وانبعث يا طائر الفينيق
زلزالا واعصارا يهب على القلانس زائفات
واللحى مخضوبة بدمى
وهرطقة النداءات الدميمة

انت العليم وصمتك العلم القديم
واننى مزقت صدرى فى النشيج المر
بين يديك فانهض

هذا المساء
تشابه البقر
قد صد عصفك عن اذانها الوقر
واشدد اليك صباحك لايعتمه
شبه الرجال بالاء له كفروا
واذا اصابك مما انت فيه اذى
فاصبر جميلا وقل طوبى لمن صبروا

الاستاذ عبد الرحمن ،تحية لك . وتحية لشاعرنا الكبير الدكتور كمال الجزولي

استمتعنا بقصيدة جميلة قديما ، منها هذه الأبيات ، وارجو أن يتحفنا الدكتور بباقيها أو يصحح ما قد يكون خطأ منا :

هذي المرة صوتي عار
كعيونك يا عزة عار
كجباه الناس بأرضك عار
كشراع في عرض البحر
يراقص في ريح المد
كالجزر النائية المرشوقة في صدر الأفق
كدموع الفرح على عارض أمي
وكطعم الصدق
طنبور حصاد يركض في الأبعاد
ركوض البهجة في عيون إنسان
كدبيب الجبهة والسندان
ربابة (شكاوي) صوتي هذي المرة عار
وأنا عريان

اهل العوض

لك عاطر التحايا
وشكرا على المداخلة
وكمال الجزولى شاعر كبير
اخذته وتاخذه منا السياسة
آمل ان اتمكن من نشر المزيد
من نصوصه

ولك الود من قبل ومن بعد