الى ابا وشنتير ، دوما ، بيان ،الجندرية واشراقة ولكل من لم يعرف الألم بعد

الى ابا وشنتير ، دوما ، بيان ،الجندرية واشراقة ولكل من لم يعرف الألم بعد


09-15-2003, 07:41 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1063611707&rn=0


Post: #1
Title: الى ابا وشنتير ، دوما ، بيان ،الجندرية واشراقة ولكل من لم يعرف الألم بعد
Author: alsngaq
Date: 09-15-2003, 07:41 AM





حين كانت ابنتي (جميلة) تقترب من عامها الثاني، وفي ذلك اليوم البعيد، راحت تدفع الطعام
بأناملها الدقيقة، عدة مرات، ليسقط بعدها فوق الارض.
أحدق اليها بمشاعر امرأة منهكة بين هموم البيت والأمومة وهمموم العمل والوطن الذي لم يعد
يحتوينا... لم اضربها فوق يدها، تلك الضربات الآلية الموروثة بخفة واعتيادية.
كانت هذه هي الضربات الاولى التى وقعت عليها من الخارج. ذلك النوع من الأذى، والاكثر
قسوة، الذي يختلف استقباله، عن تلك الالالم الجسديةالتى يتعرض لها جميع الاطفال، وجع الاسنان
او الاحشاء مثلا.
راحت تحدق الى يدها كمن راى ثعبانا فجأة!!
ان اشد صور للفزع هي تلك الصورة للشحوب الغامض المتوج بشرود والذى يبدو انه قديم منذ الازل!!
كانت تنظر هناك حيث الأذى الاول والاكتشاف الاول بأن الدنيا، ليست كما تبدو عليه من صور الانسجام
ثمة العاب أكثر خطورة لا سلام هناك.

لم يهزني شحوب مثل ذلك من قبل، رغم انه كان يشبه كثيرا شحوب هؤلاء الذين يغادرون الحياة.
كانت هي ايضا تغادر تلك الحياة، التى ظنت انها تعرفها وتألفها.

نظرت طويلا هناك‘ حيث الضربات الأكثر أشكالية. فوق الكف الصغيرة البائسة، ثم غرقت فى بئر من الأفكار
التى لا يعلم الا الله ما هي.

يا الهي لقد بدت جميلة، هل كان على ان اؤجل اكتشافها ولو قليلا؟؟ أعرف جيدا انها فى ذلك اليوم، لم تعد الطفلة
التى كانت.

فى ليلة اخرى ، كانت نائمة بجواري. لأمر ما كنت أبكي صامتة ( وقد تعودت البماء سراً). رحت أسقط دموعي فى هدؤ
وأحسد نفسي على أنني ما زلت صالحة للبكاء.

تفتح جميلة عينيها .. وتنظر هنال... بحياد فى البداية، ثم شحوب آخر!!

تمتد أصابعها ، تتحسس تلك القطرات الغامضة ، تتحسسها طويلا ويجئ صوتها بعيدا: ( ما هذا ) ؟!

كان بكاؤها قبل هذه اللحظة لايمثل اي معنى لديها، مجرد تعبير جسدي عن الغضب، لم تدرك، مطلقا ان الذي يتساقط من عينيها
قد يتساقط أيضا من أعين الكبار.


لم تحتمل جميلة دموع امها، تلك التى أكتسبت معنى جديدا صادقا، ومربكا فى آن.
لم تسعفها سنواتها القليلة للقبض عليه، ولم تعرف ان ذلك هو الحزن، الا بعد سنوات.

ستظل تسأل بريبة وانكسار، ووجه أمها يجرجرها الى ألم جديد : ما هذا؟

تتفحص قطراتي غائبة، وسابحة فيها ، تصفعها امواجها حيث الشاطئ بعيد ...... بعيد وخطر.

هل أستطيع أن أوقف الأسئلة؟؟؟

أقول بألم لا مفر منه، إن جميلة هناك حيث الألم الأول، بدأت تكبر. لاشئ يحميها الآن من كبرها .... سوى الأمل فى قليل من الأذى ...... يا حبيبتي

*هناء عطية



Post: #2
Title: Re: الى ابا وشنتير ، دوما ، بيان ،الجندرية واشراقة ولكل من لم يعرف الألم ب
Author: bayan
Date: 09-15-2003, 07:57 AM
Parent: #1

شكرا ليك يا سنجك
كم رقيقة هذه القصة ومليئة بالعبر
وكم هى خاصة هذه العلاقة
بين الام و الابنة
شكرا ليك
مرة اخرى على هذه الشفافية
وعلى هذا الاهداء الجميل

Post: #3
Title: Re: الى ابا وشنتير ، دوما ، بيان ،الجندرية واشراقة ولكل من لم يعرف الألم ب
Author: الجندرية
Date: 09-15-2003, 11:00 AM
Parent: #1

السنجك
مشكووووووووووووووووور
القصة جميلة ولها ايقاع الهدهدة
ساعود كان الله قسم

Post: #4
Title: Re: الى ابا وشنتير ، دوما ، بيان ،الجندرية واشراقة ولكل من لم يعرف الألم ب
Author: aba
Date: 09-15-2003, 11:20 AM
Parent: #1

السنجك
إبن عمي
سلام
Quote: كان بكاؤها قبل هذه اللحظة لايمثل اي معنى لديها، مجرد تعبير جسدي عن الغضب، لم تدرك، مطلقا ان الذي يتساقط من عينيها
قد يتساقط أيضا من أعين الكبار.


ما أجمل هذا يا سنجك وما يميذ الألم ويجعله أكثر صدقا من الفرح أنه لا يمكن إفتعاله وكلاهما لا يميذ عمرا وكم من مرة نظرت إلي أحد أطفالي وهو يعاني من وعكة ما، وتمنيت بكل صدق ليتني أستطيع أن أحمل عنه آلامه .. ويا سنجك ما يجعلنا أكثر قدرة في تحمل الألم هو التجربة وإفتعال الفرح الضنين ومنذ الأزل كان الألم هو رفيقنا الذي لا مهرب منه لذلك صار صنونا، ومن منا من لم يجرب الألم يا سنجك ؟ وكيف نكون بشر ونحن لا نتألم؟
سلمت من كل أزي وألم أيها الحبيب

Post: #5
Title: Re: الى ابا وشنتير ، دوما ، بيان ،الجندرية واشراقة ولكل من لم يعرف الألم ب
Author: doma
Date: 09-16-2003, 08:40 AM
Parent: #4

الابن السنجك مشكور كتير
فقد طرقت مخزن احزاني

Post: #6
Title: Re: الى ابا وشنتير ، دوما ، بيان ،الجندرية واشراقة ولكل من لم يعرف الألم ب
Author: alsngaq
Date: 10-29-2003, 11:41 AM
Parent: #4

ود عمي ابا

وليتنا نكتشف الالم احساس جد عجيب

ترى متى يبدأ الطفل يتألم معنويا ؟؟؟؟

لى عودة