!!! مثقف مع وقف التنفيذ

يحلو للبعض منا الحصول على عدد من الألقاب ذات القيمة الاجتماعية والمرتبطة بمهن ووظائف معينة كالطيار أو الدكتور أو المهندس أو القاضي أو المحامي..الخ.
وهذه الألقاب و غيرها، من الطبيعي أن لا يتصف بها الشخص إلا بعد حصوله على ما يثبت ذلك من شهادات موثقة تخوله خوض هذه المجالات، فمن غير المعقول أن تصف الدكتور بالمهندس، أو الطيار بالقاضي، لندرة جمع أكثر من صفة أو مهنة لشخصٍ ما، إلا أننا نقوم في الوقت نفسه بمنح العديد من الناس بعض الألقاب مجاناً، وعلى من نريد دونما استحقاق؛ فمثلاً، هل سئلت نفسك يوماً ما هي الثقافة؟ أو على من يطلق لقب (مثقف)؟ أو هل يُحرم أناس من هذا اللقب لمجرد أنهم لم يحظوا بإكمال تعليمهم أو لأنهم ذوي وظائف بسيطة؟ وما المعيار الحقيقي لكلمة (مثقف)؟ فعند سماعي لشخص ما يصف أخراً بأنه مثقف، لمجرد أنه تحدث قليلاً بالفصحى، التي أجزم بأن جحا كان يُحادث بها حماره يومياً، تنتابني نوبة من الضحك فوراً بسبب هذه النكتة السمجة، وعلى هذا المعيار القاصر، وأمضي في ضحكي حتى يمر بجانبي أقل الناس تعلماً أو أصغرهم سناً، لأقول له لا تأبه بهم فصدقني أنك أيضاً مثقف.
(مثقفون) و (مثقف)...اعتادت العامة إطلاقها على من يمتلك كمّاً من المعلومات، وسعةٌ في الإطلاع، و بياناً في الحديث ...ولكن لو نظرنا بتعقل، نجد أن كل شخص يختزن في ذاكرته قدراً من المعلومات، تنوع حسب العمر، والاهتمام؛ فصانع الفخار لديه ثقافة واسعة في مجال عمله، والمزارع هو أيضاً لديه ثقافته في مهنته، حتى الطفل لديه ثقافته التي تنمو معه، فلماذا لا نصفهم بـ(المثقفين) ؟ أم أننا نزن ثقافة الأشخاص بمعاييرنا التي تصنعها أمزجتنا ، دون أن يكون هناك ما يوضح من هو المثقف؟ ومن هو غير المثقف؟... إنها دعوة جماعية للاتصاف بالثقافة حقا مشروعا لكل من يؤدي دوره في مجتمعه،و يخدم الناس بالثقافة التي يجيدها، لذا سأهدي عامل النظافة هذا اللقب، كما سأصدر حكمي العادل على منتجي الكلام " فقط " أنهم مثقفون .. لكن مع وقف التنفيذ
منصور الخميس

من المواضيع الجميلة والتى احببت ان تشاركونى فيها وهى نقلا من جريدة ايلاف