ورقة من الدكتور القرشي موضوعها( الختان)

ورقة من الدكتور القرشي موضوعها( الختان)


09-08-2003, 10:45 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1063014347&rn=3


Post: #1
Title: ورقة من الدكتور القرشي موضوعها( الختان)
Author: حسن الملك
Date: 09-08-2003, 10:45 AM
Parent: #0


الخفاض تقليد عربي أيضاً
تعقيب على (( القلق الرسمي من ختان الإناث في السودان ))
د . إبراهيم القرشي – الرياض


صحيفة الشرق الأوسط صحيفة سيّارة ذائعة مقروءة ، وهي حقاً جريدة العرب الدولية الرائدة ومن هنا تكمن الخطورة والأهمية فيما ينشر فيها . وهي صحيفة معروفة بالتزام الدقة فيما تنشره ، ولكن قد تفوت على بعض الناس أشياء ومن واجب الملمّ بها ألاّ يسكت عن الحق حتى يخرج من نفق الشيطان الأخرس . وقد نشرت صحيفتنا الغراء في صفحتها الأخيرة من عددها ( 9036 ) – الاثنين 27 جمادى الآخرة ، 24أغسطس 2003م خبراً عن ( تقليد ختان الإناث في السودان ) ونقل مراسلها الموقر في آخر الخبر ما نصُّه (( ومصر والسودان واليمن هي الدول العربية الوحيدة التي يمارس فيها الختان وهو تقليد إفريقي يعتبر أساسياً للمحافظة على شرف الفتيات )). انتهى . ولي على نقل المراسل استدراكان أحدهما لغوي وهو أن ختان الأنثى يسمى خفضاً وخفاضاً والآخر تاريخي وهو أن الخفاض عربي إسلامي قديم . ولكن قبل ذلك أحب التأكيد على أن الخفاض أو ختان الإناث شائع في السودان وغيره من دول القرن الإفريقي وفي مصر واليمن وغيرها . ( انظر مقالة لكاتب التعقيب في كتابه عادات سودانية أصولها عربية ص ص 202-209 ) وهو ظاهرة قديمة مقلقة حقاً وضارة . أما في اللغة فأصل الختن هو القطع . ويكون الختان للذكر والأنثى ولكن العرب خصت الذكور بالختان والإناث بالخفاض . وقد يسمونه الطهورة والطهارة والإعذار. جاء في لسان العرب : ختن فلان ولده : إذا أقام سُنّة ختانه . وقال : الخافضة : الخاتنة ، وخفض الجارية يخفضها خفضاً ، وهو كالختان للغلام . والأعرف أن الخفض للمرأة والختان للصبيّ . (لسان العرب : ختن /خفض /عذر) فختان الإناث تسميه العرب خفضاً وخفاضاً . وهذا التوضيح يقودنا إلى الاستدراك الآخر المتعلق بتاريخ هذه العادة وصلتها بالتراث الإسلامي والعربي فقد زعم ناقل الخبر أو مصدره أن الختان تقليد أفريقي وليس كما زعم فاليمن ليست من افريقيا . والخفاض أو ختان الإناث تقليد عربي قديم وسنّة ولو لا أن العرب قد عرفت الخفاض وهو تطهير الأنثى ومارسته لما جاء في لغتها ولا اشتملت عليه معاجمهم ولا تضمنته أشعارهم وأخبارهم . بل جاء في الحديث الشريف قول الرسول  لأم عطية ، نسيبة بنت الحارث الأنصارية (( يا أم عطية ، أشميه ولا تنهكيه ، فإنه أسرى للوجه وأحظى عند البعل (الزوج ) أخرجه أبوداود في الأدب 4/368 ، وهو في كتاب الإصابة 8/259 برقم 1409 ، والنهاية 2/503، 5/137 وأورده ابن منظور في لسان العرب في أربعة مواضع (شمم/خفض/نهك/ختن ) وفي كلها يشرحه بأن الرسول ص أمر الخاتنة أن تقطع من النواة قليلاً ولا تستأصلها . بل قال  للشفاء أم عبدالرحمن وهي قابلة مشهورة (اخفضي ولا تنهكي) وفي الحديث الصحيح : (( إذا التقى الختانان وجب الغسل)) . والختان في اللغة والشرع هو موضع القطع من الرجل والمرأة . قال الأزهري عن اللحياني : للجارية (البنت الصغيرة) عذرتان إحداهما مخفضها وهو موضع الخفض من الجارية والثانية قضتها (الالتحام الطبيعي) سميت عذرة من العَذْر وهو القطع لأنها إذا خفضت قطعت نواتها وإذا افترعت انقطع خاتم عذرتها . والعاذور ما يقطع من نواة الجارية . (اللسان /عذر) فالختان والخفاض عربيان قديمان وهما من سنن الفطرة و عملية تطهير قديمة في الجنسين.
أما في تراث العرب وأخبارهم فيقول الجاحظ المتوفى سنة 250هـ ( وهذا الختان في العرب في النساء والرجال من لدن إبراهيم وهاجر إلى يومنا هذا ...)) ثم قال: (( والبظراء تجد من اللذة ما لا تجده المختونة ؛ ولذلك قال الرسول للخاتنة : )) يا أم عطية أشميه ولا تنهكيه ... الحديث )) يعني تقليل القطع من النواة . ونقل الجاحظ الحديث السابق كما أثبتناه في كتابه (الحيوان 4/15) وأعاد الاستشهاد به في كتابه (البيان والتبين 2/21). وقال في شرح الحديث : كأنه أراد صلى الله عليه وسلم أن ينقص من شهوتها بقدر ما يردها إلى الاعتدال . ثم مضى يبين أثر الخفاض في العفاف والفجور فقال : زعم جناب بن الخشخاش القاضي أنه أحصى في قرية واحدة النساء المستوعبات ( المختونات ) والمُعْبرات (غير المختونات) فوجد أكثر العفائف مستوعبات (مختونات)وأكثر الفواحش مُعْبرات (غير مختونات) ثم ذكر طوائف من الأمم المجاورة غير العرب ممن لا يخفضون الإناث وذهب إلى أن فشوّ الزنا فيهم أعمّ لكثرة شهوة نسائهم بسبب ترك الخفاض وأورد براهين وحقائق وتجارب دقيقة يمكن مراجعتها حيث أشرنا .
وكان العرب لرسوخ عادة الخفاض فيهم يتعايرون بتركها ويرون ذلك سُبَّة فيمن يتركها . قال بعضهم للأبرش الكلبي يذمّه : ولكنكم يا معشر كلب تُعْبِرُون النساء وتجزُّون الشاء ... (الإمتاع والمؤانسة 3/173) والإعبار هو ترك الخفاض كما أعلمتك . فجعل ترك الخفاض سُبَّةً في النساء ومذمة في القوم . وما يزال ترك الخفاض في السودان سبة كبيرة على الرغم من الجهود المكثفة المبذولة على المستوى الرسمي والشعبي لمحاربته ومنذ عهود سحيقة حتى تسبب في أزمة سياسية في بعض برلمانات فترة ما بعد الاستقلال في السودان ، وأدى إلى صِدام بين المتظاهرين والشرطة في بعض المدن . ومن الدعوات المبكرة لترك الخفاض في السودان ما أمر به الفقيه حمد بن محمد المشيخي (ود أم مريوم)قبل قرون من الزمان وكان مصلحاً وفقيهاً نافذ الكلمة (توفي سنة 1055هـ -1646م) فقد نهى عن تزويج الفاسق والحلف بالطلاق وأكل الربا ، وقطع مخالطة الرجال مع النساء وأمر بترك بكارة النساء وقال هو السُّنّة .) ( كتاب الطبقات ص 175) .
ولأهلنا في السودان نوعان من الخفاض ، أحدهما يسمى السُّنة وهو قطع جزء يسير من النواة (البظر) أما النوع الآخر الذي يشكو منه الناس ويسبب القلق فهو المسمّى بالخفاض الفرعوني واسمه يدلّ على أصله وتدل ممارسته على أنها مخالفة للسنة وليست من الإنسانية في شيء .
فالظاهرة موجودة منذ القدم ، وماتزال بنسب معتبرة في بعض البيئات وهي عربية كما بيناه وإن انحرف بها بعض ممارسيها إلى الطريقة الفرعونية ، و الأخيرة تقليد بغيض يُسْتَوْعَبُ فيه قطع النواة ثم يخاط الموضع بطريقة محكمة بشعة تؤثر سلباً على الوظيفة الطبيعية وتترتب عليها معاناة دائمة خصوصاً في أيام الحيض للأبكار ، وفي حالات الولادة ثم في لقاء الزوجين الأول الذي يمثّل كابوساً في كثير من الحالات مما يجعله اختباراًًَ حقيقياً لفحولة الرجل وامتحاناً فعلياً لشرف المرأة في المحافظة على بكارتها . والمعروف أن البكارة أو العُذْرة غشاء خفيف قد تزيله في الأحوال الطبيعية الحيضة أو القفزة وطول التعنيس كما نصّ عليه الفقهاء كالنَّخَعي .
والذي تقدم من حديث أم عطية وأمرها بالإشمام وهو القطع الخفيف وعدم الإنهاك يدل – إذا صح الحديث – على أن مقصود الشارع هو القطع اليسير الذي يفضي إلى الاعتدال لا إلى الإخلال بالطبيعة فربما أساءت الخافضة فأفقدت المرأة المتعة كلياً وانسحب الضرر على الزوج أيضاً, ولا أرى ترك الناس له الا من باب دفع المضرة اولى من جلب المنفعة . وليست ممارسة الخفاض هي ضمانة العفة ولا تركه هو داعي الفجور وإنما المعوّل على التربية الفاضلة . والكثرة الغالبة من المثقفين وغيرهم عندنا يرفضون هذه العادة ولكن سلطان المجتمع غالب ويحتاج الأمر إلى صبر وتوعية مستمرة .


Post: #2
Title: Re: ورقة من الدكتور القرشي موضوعها( الختان)
Author: ترهاقا
Date: 09-08-2003, 11:09 AM
Parent: #1

عزيزنا الاستاذ حسن

ختان المراة هذه العادة القبيحة والذى يعانى منه الزوج بنفس المستوى الذى تعانى منه الزوجة ،وكما تعلم فالمتزوجون من المرأة الغير مختونة هم اوفر حظا من غيرهم فى مسائل عدة ،والسؤال المطروح الآن كيف لا نستطيع التخلص من هذه العادة القبيحة واين الإخفاق؟

Post: #3
Title: Re: ورقة من الدكتور القرشي موضوعها( الختان)
Author: حسن الملك
Date: 09-09-2003, 12:56 PM
Parent: #2

اخي ترهاقا
الاخطر من الختان ان الدكتور عمل الموضع حق (العرب) العمرهم مااتختنوا الا لمن شافوه من الفراعنة والنوبة لا ادري ايهم اسبق بعد الاكتشافات التي اظهرت ان الحضارة النوبية اقدم من المصرية بالف عام حسب ابحاث كرمة وحفريات ابريم ...
عموما هو موضوع مهم وتناول الدكتور جوانب كثيرة ومفيدة ...