حميد ومدني النخلي والمكاشفي في ليلة من ليالي سودان الديمقراطية

حميد ومدني النخلي والمكاشفي في ليلة من ليالي سودان الديمقراطية


08-31-2003, 02:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1062334840&rn=0


Post: #1
Title: حميد ومدني النخلي والمكاشفي في ليلة من ليالي سودان الديمقراطية
Author: أبنوسة
Date: 08-31-2003, 02:00 PM



: الصادق الرضي

إحتشد جمهور غفير في باحة مسرح صحيفة المشاهد مساء الاحد 17 اغسطس 2003 حيث جرى اعداد المكان لفعالية ثقافية وفنية متميزة وقد كان الجمهور على موعد للالتقاء مع كوكبة من نجوم الشعر الزواهر التي غابت عن سماء الوطن ردحاً من الزمان ولم تغب عن أجوائه ومناخاته الثقافية، رغم المسافات .

السر الطيب والمكاشفي

صعد الى المنبر، في مستهل الأمسية، الشاعر ازهري محمد علي، صاحب وضاحة، بصوته الأنيق وحضوره المميز حيث تلا على السامعين بعضاً من آي الذكر الحكميم ثم انبري مرحباً بالجمهور وبالشعراء والمشاركين وقد اعلن عن حضور الهرم فنان السودان وافريقيا الاول محمد وردي كـ(ضيف شرف) للأمسية ثم قدم الشاعر السر الطيب، في اول قراءة في الأمسية، وقد تحدث الشاعر حينما صعد الى المنصة عن الشاعر حميد وبدأ بقراءة احدى قصائد حميد، قبل ان يشرع في تقديم قصائده التي نالت قدراً من الاستحسان والقبول من الجمهور العريض، الذي كان نجماً حقيقياً للأمسية . وفي ختام مشاركته خص الاستاذ محمد وردي بإحدي قصائده.

صعد الى المنبر مرة اخرى الشاعر ازهري محمد علي لتقديم أحد الاصوات الشعرية المميزة والذي غيبته الغربة ولكن بقيت روحه الابداعية بيننا كان ذلك هو الشاعر المكاشفي محمد بخيت الذي قرأ مجموعة من نصوصه الشعرية الجميلة والتي قوبلت بدورها من الجمهور بموجات متدافعة من التصفيق، اعقب الشاعر المكاشفي محمد بخيت على المنبر الشاعر محمد عبد الله برقاوي الذي قرأ على الجمهور عدداً من القصائد التي نالت رضا واستحسان الجمهور.

واقف براك والهم عصف

حين بدأ الشاعر ازهري محمد علي تعديد جوانب من انجازات الشاعر الذي يوشك على إعتلاء المنبر، كان الجمهور يصفق لفرط ما كانت انجازاته ذات أثر على الوجدانعلمي العيوني السفر)، ( لو متلي هداك الحزن)، ( واقف براك) ولم يكن ازهري محمد علي بعد ذلك في حاجة لأن يقول مدني النخيلي) غاب لاكثر من خمسة عشر عاماً عن الوطن والمنابر وحضرت قصائده الحسان على القلوب، وهاهو على المنبر، يقرأ ماتيسر من شعره بصوت عميق وهدوء آخاذ أسر به جمهور تلك الامسية الحاشد.

الرجعة للبيت القديم

لم يجد مقدم الامسية، حيث اراد ان يقدم الشاعر محمد الحسن سالم حميد إلا ان يدعو الفنان عاطف أنيس ليقدم عملاً غنائياً لتهيئة النفوس استقبالاً لحميد ولكن بعد حديث هامس بين الشاعر حميد والفنان عاطف انيس صعد بين تصفيق الجمهور الحاد، الذي وقف محبة وتقديراً للشاعر لدقائق، صعد الشاعر محمد الحسن سالم حميد معلناً انه سيغني للسلام وقدم قراءة شعرية مميزة إذ كان قد اعلن عن قراءاته الشعرية أكثر من مرة ولم يصدق الوعد إلا في هذه الامسية، قدم الشاعر حميد الفنان عاطف أنيس على وعد تقديم قراءة ثانية وبالفعل صعد حميد للمرة الثانية بعد أن قدم بصوت متفرد لحناً من إبداعه لكلمات حميد:

أنا اتيقنت من تالاك

ولا آسف ولا محزون

على العمر السفكتو وراك

وكان السكة حارت بي

براي باقي الدرب بمشي

صعد الشاعر حميد مرة اخرى وقدم من قراءاته الشعرية مطولة (الرجعة للبيت القديم) كختامة لأمسية ثقافية استعاد فيها الشعر الكثير من عافيته المستلبة واستعاد فيها جمهور الشعر نبض شاعر كبير غاب عن المنابر لفترة ليست وجيزة وصحبة نجوم زهر في فضاء الكلمة ذات العمق والجمال.