د. حيدر إبراهيم: إنقاذ الانقاذ بالوفاق الوطني

د. حيدر إبراهيم: إنقاذ الانقاذ بالوفاق الوطني


08-27-2003, 09:51 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1061974304&rn=0


Post: #1
Title: د. حيدر إبراهيم: إنقاذ الانقاذ بالوفاق الوطني
Author: sultan
Date: 08-27-2003, 09:51 AM

البيان 27/8/2003

إنقاذ الانقاذ بالوفاق الوطني


اضاءة سودانية، بقلم: د. حيدر ابراهيم علي


تتصاعد المبادرات واللقاءات هذه الايام في حمى واضحة في تسارعها من اجل تحقيق ما يسمى بالوفاق الوطني. ولابد للمرء ان يتساءل لماذا تفتق الذهن السياسي ـ الان فقط ـ لضرورة الاتفاق والوحدة الوطنية؟ ولماذا تتركز المبادرات في النهاية لدى الاسلامويين فقط؟ هل الوفاق الوطني هدف في حد ذاته ام يهدف الى تحقيق غايات محددة تهدف لتسريع انجاز السلام والدمقرطة؟ أين المعارضة وبالذات التجمع الوطني الديمقراطي في كل هذا؟ وهل نتائج المبادرات الوفاقية ستكون بديلا للمؤتمر الدستوري الذي ظلت تطالب به المعارضة منذ سنوات؟


تكشف التحركات السياسية الاخيرة عن الآليات المتخلفة التي يعمل بها العقل السياسي السوداني. فهو يحتفظ بالرؤية والطريقة العشائرية. فالمسرح السياسي في نظرهم يضم أبناء جد واحد ولكنهم متخاصمون الان ولابد من وجود حكماء او عقلاء في العشيرة يصلحون بين هؤلاء الاحفاد والابناء، وتبدأ الاجاويد وتطييب الخواطر.


وقد تكون الصورة اكثر كوميدية، فالمبادرات تبدو وكأنها محاولة لارجاع زوجين تم الطلاق بينهما ويحاول العقلاء او الكبار تجنيب بيت الزوجية الخراب! والا اين اصل الازمة ولماذا هذه النخوة والهمة الان، بينما هذا الشعب ينوء منذ الثلاثين من يونيو 1989 تحت القمع والاذلال والتجويع والتهجير. فهل هذه الوساطات تسعى لانقاذ نظام او انقاذ وطن وشعب من الشمولية والفقر والتقسيم؟ ويتجنب المبادرون والوسطاء الاقرار بأن النظام وحزبه جزء اساسي من الازمة. لذلك، تكون البداية خاطئة حين تجعل منه المبادرات الخصم والحكم.


ليس مصادفة ان تتركز المبادرات في النهاية في فئتين: مجموعة العشرة ومنبر السلام، اذ يرأس المجموعتين، قيادات من الحركة الاسلامية. فدفع الله الحاج يوسف ـ رغم اعتداله وحتى قوميته ـ هو من رواد الحركة الاوائل ولا يعقل ان يقف مع اي قرار يمكن ان ينتقص من قدر الحركة وهي في السلطة وتحمي ـ حسب قولها ـ الشريعة. اما مجموعة منبر السلام فهي تحت رئاسة د. عصام صديق مستشار رئيس الجمهورية صاحب براءة فكرة البكور العبقرية! هذه أيضا بداية خاطئة تجرح قومية المبادرات، الا يوجد داخل هاتين المجموعتين شخصيات مستقلة وقومية حقيقية لكي تبعد شبهة الانحياز عن مثل هذا العمل؟ ولكنها الاقنعة المتعددة التي تحدثت عنها في مقال سابق. والاهم من ذلك الفراغ السياسي الكامل وغياب المعارضة الفعالة والنشطة يستوجب تجاهل المعارضة والعمل المنفرد للاسلامويين. وبالفعل استطاع الوفاقيون الجدد تجميع 300 شخصية سودانية «على وزن المسيرات المليونية» في قصر الضيافة دون ان يشترطوا مقابلا لمشاركتهم ثم جاءوا بعد الاجتماع ليصرحوا بأن اللقاء كان مخيبا للآمال! لا ادري ماذا كان يتوقع هؤلاء السادة. فقد كان ذهابهم للقاء مجانياً تماماً لم تسبقه اي شروط او مطالب. فهذا ما يستحقه اي غافل عن حقوقه.


استفادت السلطة من اجواء الوفاق في موقفها التفاوضي مع الحركة الشعبية كما ظهر في الموقف المصري والكيني الذي اتهم قرنق بالتعنت. فالانقاذ تقدم نفسها وكل السودانيين خلفها، وهنا اخشى ان يكون الوفاق تكتلا شمالياً مقابل الجنوبيين. ولا اظن ان مؤتمر اكسفورد، وهو تكتل جنوبي صرف، لم يدرك هذا الاستقطاب الجديد. ويوجد من يلوح بخطر قرنق اذا لم يلتف الشماليون حول البشير، وهذه عملية تقسيم مؤجلة مليئة بالخبث رغم ان مقصدها الاصلي حشد التأييد للانقاذ دون ادراك الاثار الجانبية المحتملة. وبينما حققت الانقاذ كل هذا النجاح، لم تدفع مقابله اي تنازلات تعمل على تهيئة اجواء الوفاق: رفع حالة الطواريء والغاء القوانين المقيدة للحريات. ولا ادري ما الحكمة في بقاء الحواجز الليلية بعد ان احتفلت الانقاذ بعيدها الرابع عشر.


شهدت الفترة القريبة بعض المواقف الرسمية التي تظهر ان الوفاق الوطني يسير في اتجاه واحد: انقاذ الانقاذ، فقد تم تجديد حبس الشيخ حسن الترابي لمدة ستة اشهر اخرى. وقد كانت هذه فرصة لابداء حسن النية، ورغم اننا اكثر المتضررين من ممارسات الشيخ الكارثية الا ان مباديء حقوق الانسان تستوجب الدفاع حتى عن الخصوم. وقد ضحت الانقاذ بموقف يحسب لها وفضلت الضمانات الامنية. وخلال هذا الاسبوع تم توقيف علاء بشير ومصعب الصاوي بجريدة الصحافة، بسبب تحقيق مع منسق مجموعة الازمات الدولية وهو غير مرغوب في وجوده رسمياً لمواقفه المعادية. ورغم الحديث عن حرية الصحافة فقد قام مجلس الصحافة بمهمة المنع بطريقة ناعمة تحقق الغرض: الرقابة والقمع.


نتوق حقيقة الى وحدة وطنية بعيداً عن الالتفاف والمناورة، تقوم على ميثاق قومي ملزم للجميع ويضع في اولوياته ايقاف معاناة الشعب السوداني خاصة الحرب وتدني مستوى المعيشة في إطار عودة الديمقراطية والحريات. فالغاية ليست عودة القيادات السياسية او استرجاع الممتلكات واخيرا اقتسام ما تبقى من كيكة ـ أصبحت الان عظمة ـ السلطة السياسية والاقتصادية اي الحكم والرخص التجارية.


http://www.albayan.co.ae/albayan/alarbea/2003/issue199/highlights/1.htm
====

Sudan for all the Sudanese ..السودان لكل السودانيين


Post: #2
Title: Re: د. حيدر إبراهيم: إنقاذ الانقاذ بالوفاق الوطني
Author: elsharief
Date: 08-27-2003, 10:32 AM
Parent: #1



الاخ سلطان

شكرا على نشر المقال والتحية لدكتور حيدر ابراهيم على هذا المقال التحليلي ولجان الاجاويد لانقاذ الانقاذ عن طريق الاجماع الوطنى
يجب على المعارضة ان لاتستسلم لهذا المبادرات التى لاتخدم سوى النظام واعادة انفاسه والمطلوب هو مشروع الاجماع الوطنى للتجمع وتطبيقه على ارض الواقع ليصبح برنامج للنضال اليومى المباشر