Post: #1
Title: مودي بيطار يكتب عن النسخة العربية لرواية ليلى ابوالعلا
Author: nassar elhaj
Date: 08-26-2003, 07:45 PM
رواية سودانية تقع في أحادية النظرة لندن - مودي بيطار الحياة 2003/08/26 ترفض ليلى أبو العلا الآخر من دون تحفظ في روايتها "المترجمة" التي أصدرتها دار الساقي مترجمة الى العربية من الانكليزية. لكنها تخسر النقاش الحضاري والأخلاقي في المواجهة بين الغرب والعرب، وتضحي بالمستوى الفني الرفيع (خصوصاً في الجزء الأول) لمصلحة دعاية متشددة، شعارها الغلبة لا الحوار. ذكّرتني الكاتبة السودانية بالإسلاميين الذين يعيشون في بريطانيا ويجاهرون بخطتهم دخول البرلمان ليغيروا مجتمعها من داخل. ما تربحه أبو العلا بمهارتها الروائية وقوة سردها تخسره بدعاية متصلبة هي عدوة كل فنان. "المترجمة" ممتعة وقراءتها منعشة، لكنها تسير في اتجاه واحد لا يخدم الكاتبة ودعوتها بشيء. في مقابل تخلي البريطانيين عن المركزية الأوروبية وتقديمهم حضارات الآخرين من وجهة نظر هؤلاء، تنتقم أبو العلا من المستعمر السابق بسلبه هويته وتعكس اتجاه الاستعمار بالارتداد عليه.
تكشف "المترجمة" الفارق بين كتاب عرب يستسهلون النشر في بلدانهم من دون الاهتمام كثيراً بالجودة وبرأي القارئ والناقد، وزملاء لهم في الغرب عليهم ان يبذلوا جهداً ليعثروا على ناشر ويكسبوا صدقية لدى مقارنتهم بالكتّاب الغربيين. تهتم ليلى أبو العلا بالحياة في الخارج وتفاصيلها وتصلها بالحدث الداخلي ببراعة وألق، وتسطع من حين الى آخر حساسية الفرد الذي يعيش في العالم وينفصل عنه في آن واحد. في الصفحة (49) تختصر عيشها الغائب الآلي وعودة العالم، "هذا الامتداد الأرضي الرمادي" الى وعيها. في الصفحة (51) تقول عن عيد الميلاد: "يوم قصير، شريحة فضية، باردة، ملساء محشوة بين ليلتين" للإشارة الى غلبة اللاوعي في حياتها. موقف جميل في الصفحة (142) يستلهم التعبير عن الحياة الداخلية في الأدب الغربي بأفعال صغيرة يائسة، متلهّفة.
كان اعتناق من تحبه الإسلام الأمل الوحيد لزواجهما، ولكن ماذا لو كان ملحداً؟ تأرجُح الأحاسيس قبل الاتصال السريع به وأثناءه آسر وحيوي فنياً وعاطفياً.
لم أعرف معنى التشبيه البشع في الصفحة (14) إلا عندما تطالب سمر حبيبها السكوتلندي باعتناق دينها فوراً ليستطيعا الزواج. ليس المعنى نفسه الذي تقصده الكاتبة أو الراوية. فهذه أكيدة من صواب معتقداتها وأفكارها الى درجة لا تحتمل النقاش. تقول الراوية إن في داخلها رغوة تشبه سخم الدجاجة المسلوقة، وأنها ترغب من راي في أن ينقذها ويطهرها منها.
لا توضح معنى التشبيه، لكنني ربطته بموقفها من راي المتردد ازاء طلبها المفاجئ المتحجر. ينفجر حقد بشع عندما تتمنى له العيش بقية حياته ملعوناً وحيداً تعيساً وتعيّره بفشل زواجه مرتين. لا تبرّر لهفتها الى الحب وتعبها من الوحدة موقفها البدائي وكراهيتها الجاهزة تجاه من يفترض انها تحبه. سمر الضعيفة مع أهل زوجها سلكت معهم "طفلة تريد أن تشكَّل كالعجينة الطيعة" ص (15). فور عودتها الى السودان تحل محل الخادمة وتعتني حتى بأطفال شقيقة زوجها من دون أن تنجح في ازالة احتقار حماتها - عمتها. ما الذي حوّلها الى ديكتاتورة تستعبد الرجل الأجنبي ولا تعطيه حتى مهلة للتفكير؟ يقينها أنه يحبها؟ على سمر تدريس فن الاغواء للفتيات الراغبات في نجاحها في حمل رجل على تغيير دينه من دون أن تمنحه ولو قبلة واحدة. وهي بطلة أيضاً في إنكار قدرتها على السخرية من فشله كزوج وهي تعلم ضعف أمومتها وتقر به. طفلها "لم يكن يعني شيئاً مطلقاً" ص (15)، حتى انها كرهته عندما توفي زوجها وتمنت لو مات بدلاً منه لأنه يعوّض. وجدت حركته الدائمة وهو ابن سنتين قسوة لا تحتمل، ص (1 ، وعند لقائها به بعد أربعة أعوام من الغياب أحست ان "ثمة شيئاً لدى ابنها لا يفجر مكنونات الحب. ثمة قوة خاصة داخلية لا تعرف عنها شيئاً" ص (239). وحدها كراهية الحماة - العمة تدفعها الى اعادة النظر في موقفها من راي وتكشف حاجتها الى المصارحة والاتفاق مع زوجها الراحل. شكا لأمه من الحاحها على شراء سيارة فلامتها هذه عندما توفي في حادث اصطدام واتهمتها بقتله. تدرك رفض عمتها النهائي لها وتلوذ بالشخص الذي أحبها. كان راي كريماً معها ولم تعطه شيئاً في مقابل عطفه وحنانه. فكرت بنفسها فقط لتتخلص من وحدتها، ولم تطلب منه أن يُسلم لذاته بل لمصلحتها، ص (263). على أنها ستغيّره من بعد ومن دون أن يشعر بها، وسيتغير لمصلحته هذه المرة وليس من أجلها. في الصراع القديم - الجديد بين العالمين الشرق شرق والغرب شرق أيضاً وفق رؤية سمر.
لا تهتم بطلة "المترجمة" بدين راي، الخبير في الإسلام، وتأثير تغييره في مهنته إلا بعد ان يفعل. نظرتها الأحادية تكشف سذاجة نظرية وجموداً عملياً. لا تفكر بمعنى وراثة الدين في حالها وحال راي أو بمدى الحرية في خياره دينها. ثمة عدوانية في استنكار معرفته بدين وامتناعه عن اعتناقه، علماً أنها تدرك ان في ذلك خسارة أكيدة لصدقيته و"انتحاراً مهنياً". تتوقع المرونة من سمر التي تعمل مع راي في قسم الترجمة، لكن معرفتها الانكليزية أقرب الى معرفة العدو منها الى وسيلة الانفتاح والحوار بين حضارتين. بعض وجوه التصلب في شخصيتها يثير العجب، فهي تلازم منزلها أربعة أيام عندما يغطي الضباب المدينة وتعجب من العجائز الذين يملكون حيوية كافية لكشح الثلج المتراكم أمام بيوتهم. بقيت غريبة ترى قلقاً في عيون السكوتلنديين من أن تقول شيئاً محرجاً أو غير ملائم، وبكت عندما نادت جارتها "خالتي" فرفضت كلمة التحبب. الحب يلقي ضوءاً على حقارة غرفتها وبشاعتها فتجدده وتشتري ملابس جديدة: "أنا لست هكذا. أنا أفضل من ذلك". ص (103). ترغب في التخلص من الماضي "الجنين الميت المشوّه". ص (106). وتحس بشيء من الانتماء، لكنها لا تذهب أعمق لتتفحص موقفها الثقافي ورفضها التنازل من أجل من تحب أو لقاءه في منتصف الطريق. لا حل وسطاً عند ليلى أبو العلا، فالطريق واحدة والحق واحد يصلح لكل زمان ومكان. نهاية الرواية السعيدة تتبنى هذه النظرة وإذ يقع راي في شرك الخطابة الدينية في (294 - 296) يفرح قلب سمر لاقتناعها بأنه تغيّر بالخيار لا الغلبة. على ان ازدواجية المرأة واضحة: هي خادمة مذعنة لحضارتها وقاهرة قاسية للغرب. تغيير الأخر عبر راي واجب ورسالة، لكن لا شيء يمنع شابة مثلها من الزواج برجل شبه أمي في عمر والدها وله زوجتان بعد تسعة أشهر من وفاة زوجها الطبيب الشاب. "الرجل متدين ويشعر بواجب نحو الأرامل" كان دفاعها الذي يثير الغيظ والاستغراب.
لا يخلو نص "المترجمة" من بعض الشطحات. نقرأ في الصفحة (70): "ما الأعمق زرقة: النيل أم علبة النيفيا؟". في ص (85): "الحياة (...) كانت أشبه بحزام بلاستيكي مشدود". في ص (89): "شرف المرأة مثل عود الكبريت". وثمة أخطاء لغوية منها: "تعهدن بالطفل" ص (17)، و"حدث لك أمراً مروعاً" ص (99)، و"كل ملابس سمر وأشياؤها" ص (215). وتتعثر الترجمة أحياناً فتفقد سلاستها فنقرأ في ص (3 : "خان فكرة ان الغرب ليس كمثله شيء"، وفي ص (142): "لم يحدث ان كان شخص تهتم به غير مؤمن".
|
Post: #2
Title: Re: مودي بيطار يكتب عن النسخة العربية لرواية ليلى ابوالعلا
Author: ahmad almalik
Date: 08-27-2003, 09:52 AM
Parent: #1
شكرا نصار، قبل ايام رأيت للمرة الاولي النسخة الانجليزية من رواية المترجمة مع احد الاصدقاء، وكان مدهشا لنا ان نعرف انها كاتبة سودانية لها انتاجها وفازت بجوائز عن احدي رواياتها، ونتمني ان نقرأ اجزاء من رواية المترجمة هنا في هذا المنبر بالغ الامنيات الطيبة
|
Post: #3
Title: Re: مودي بيطار يكتب عن النسخة العربية لرواية ليلى ابوالعلا
Author: farda
Date: 08-27-2003, 08:46 PM
Parent: #1
*
رغم أنني أحترس كثيرا من الإحتفالية التي نبديها نحن السودانييون تجاه احتفاء الغير، وتحديدا في الغرب، بمنتوجنا الثقافي أو غيره، إلاَ أنني كنت ممتـنَا هذه المرة للصديق الذي أخبرني بفوز رواية (المترجمة) بجائزة أدبية ما. فالظروف التي نعيشها كمهاجرين ولاجئين في الغرب ترغمك أحيانا لأن تقارع الإضطهاد والتعالي الثقافي والعرقي بتقديم الأدلة الناصعة والبراهين الساطعة على إستحقاقنا للإحترام (وهو طبعا حق لايحتاج لمثل هذه المقارعة!) لذا، ماذال يثلج القلب أن تنال رواية سودانية (ولكاتبة سودانية!) قدراً من التقدير، خصوصا في مهاجرنا التي صورنا اهلُها بتصنيفاتهم النمطية - الجائرة في أغلب الوقت – على أننا شعوب لا إسهام لها في حضارة الإنسان.
ولكن عندما اطلعت على رواية ليلى أبوالعلا في نصها الأصلي أصبت بالإحباط الشديد
مثلما يوضح الناقد مودي بيطار أعلاه، فهي رواية أحادية الرؤية تنظر لموضوعها بفهم شديد المحدودية! فلو كان موضوعها هو فكرة حوار الثقافات فإن الرواية لاتقدم حواراً وانما انتـصارا (غير مقنع، لو أردنا الدقة) لثقافة (إسلامية؟) قدمتها الكاتبة على أنها راضيةً، مرضيةً ومطمئنة لايخالجها السؤال ولايراودها الشك! ولولم تكن الكاتبة من السودان - الذي يقدم مثالاً غاية في التعقيد لحالة من الحالات العديدة للثقافة الإسلامية – لوجدت عذراً للكاتبة ولو كان همٌ الرواية هو حالة الحب نفسها (كحالة إنسانية معقدة يفترض فيها أن تفـتَح الرؤى وتلهم الذات) فإن ابوالعلا قدمت صورة للعاشق وللعشق غاية في الضحالة خالية من العمق الإنساني بكل تعقيداته. لقد بدت النهاية (السعيدة) لرواية أبوالعلا حالة محزنة ومؤسفة، إلا أنها تمثل باخلاص وهمَ التعالي والتفوٌق الذي تفترضة الثقافة الإسلامية السائدة في نفسها! ليس من الحكمة ولا من العدل بالطبع أن نقارن الكاتبة المبتدئة ليلى أبوالعلا بكاتب مثل الطيب صالح، ولكن حقيقة أنَ الكاتبة حاولت معالجة ذات الموضوع الذي عالجه الطيب تدفعني لأن أذكرها بكلمات محيميد في موسم الهجرة عندما سأله أهل القرية عن "الخواجات": (من الذاكرة وليس من النص، فعذراً للكاتب
Quote: They are people, people just like us, worker, farmers, and teachers…. And just like us, in their journey from the cradle to the grave… they fear the Unknown, and seek contentment! * |
*
|
Post: #4
Title: Re: مودي بيطار يكتب عن النسخة العربية لرواية ليلى ابوالعلا
Author: Walid Safwat
Date: 08-27-2003, 09:33 PM
Parent: #3
The book was a very long road across town. A road deliberatly extended for no purpose other than transform a short story to a book. I felt bored at times and nothing realy happens to challange any monotomus movements. One thing great about it is the way Laila writes; very poetic and easily gliding.
Walid
|
Post: #5
Title: Re: مودي بيطار يكتب عن النسخة العربية لرواية ليلى ابوالعلا
Author: Ishraga Mustafa
Date: 08-27-2003, 09:54 PM
Parent: #4
شكرا يا نصار
هل يمكن ان تدلنى على كيفية الحصول على الراوية باللغة العربية واكون شاكرة
ام واصل
|
Post: #6
Title: Re: مودي بيطار يكتب عن النسخة العربية لرواية ليلى ابوالعلا
Author: nassar elhaj
Date: 08-31-2003, 08:03 PM
Parent: #5
الأعزاء أحمد الملك Farda وليد صفوت اشراقة مصطفى شكرا لكم بالنسبة لي حتى الان لم يتح لي قراءة اعمال ليلى ابوالعلا / اظن اصدرت رواية أخرى بعد المترجمة / لكني قرأت الكثير عن المترجمة تحديدا في جريدة الخرطوم وفي جريدة الزمان والحياة لذلك اذا أصبح متعذرا علينا قراءة مايصدر فيجب ان لا ننأى عن قراءة ما يكتب عنه وهذا بعض مما قصدته هنا وبالفعل كل الكتابات عن المترجمة كما أشار ( فردة ) كانت احتفالية أكثر منها قارئة للعمل بحيادية كتابة مودي بيطار كانت فيها الكثير من المغايرة والاختلاف وهذا لا يسئ الى الرواية ان كان هذا هو الهدف او الرؤيا الابداعية التي حاولت انجازها الكاتبة والرواية معا او اي تقاطعات معها من خلال هذه الرواية وللقارئ ان يتفق او يختلف فهنالك جوانب عديدة في عملية الكتابة الروائية وغيرها من الاعمال الابداعية قد لا تعجبني المادة الخام للعمل الابداعي لكن قد تعجبني جدا الادوات والقدرات الابداعية التي توفرت لانجازه وايضا من جهة لا انظر لكتابة الاخر / غير السوداني / عن اعمالنا بحساسية او بفرح بل لا يهمني كثيرا هذا التصنيف فقط يهمني ان هذه كتابة ابداعية هل تمثل لي او للعمل المقرؤ اضافة و اضاءة ام لا وتلامس اهتماماتي ام تنأى عنها فالقارئ هو قارئ والكاتب هو كاتب ما يحقق التنافر او التلاقي هو المادة المكتوبة والعمل المنجز وايضا ربما ينقذنا بعض هذا الاخر من الاحتفالية والاحتفائية الزائدة التي أشرت اليها أخي فردة عبر هذه الاضاءة الجميلة التي كانت سدى تعليقك ولكم جميعا مديد المحبة
|
|