..مصادر مصرية: المفاوضات السودانية «حوار طرشان

لندن: «الشرق الأوسط»
قالت مصادر رسمية في مصر ان مفاوضات السلام السودانية الجارية في كينيا حاليا، تحتاج الى «معجزة» لتحقق نجاحا نظراً للخلافات الكبيرة في وجهات النظر بين طرفي النزاع وهما الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان.
ووصفت المصادر المفاوضات بانها اشبه بـ«حوار طرشان». وقالت ان «المتمردين السودانيين يطالبون بالحصول على 60 في المائة من العائدات النفطية في السودان و40 في المائة من المناصب الحكومية»، ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية المصرية عن مصادر مقربة من المفاوضات ان «فرص نجاح مفاوضات السلام الجارية مع الخرطوم ضئيلة». وقالت المصادر، ان «المتمردين يطالبون ايضا بان يشغل زعيمهم جون قرنق منصب حاكم الجنوب الذي يضم عشر ولايات، ومنصب النائب الاول للرئيس السوداني». كما يطالب قرنق بحق الفيتو على قرارات الرئيس السوداني، في حين لا يحق للرئيس الاعتراض على قراراته بخصوص الجنوب.
ورأت الوكالة المصرية ان المفاوضات التي يتوقع ان تضع حدا للحرب الاهلية المستمرة في السودان منذ عشرين عاما، بحاجة الى «معجزة» لتحقق نجاح نظرا للخلافات الكبيرة في وجهات النظر بين مختلف الفصائل، ووصفتها بأنها «حوار طرشان». وبحسب المصدر ذاته، فان الحركة الشعبية التي يقودها قرنق تطالب بان «يتولى الرئيس عمر البشير الحكم لمدة ثلاث سنوات خلال الفترة التي تعقب اتفاق السلام، ويتولى بعدها قرنق او ممثل آخر للحركة الرئاسية لمدة ثلاث سنوات»، مع الاحتفاظ بجيشه في الجنوب. واوضحت الوكالة ان التفاوض ما زال جاريا حتى الآن "بشكل غير مباشر عبر وسطاء».
وفي نيروبي قال وزير الخارجية الكيني مكالنزو موسيوكا في بيان بعد عودته الى بلاده من زيارة شملت مصر والسودان، ان الرئيس السوداني عمر حسن البشير واثق من نجاح المحادثات التي ترعاها بلاده. واشار انه شعر ان البشير تحول في مواقفه التي اعلنها الشهر الماضي عندما وصف مقترحات طرحها الوسطاء بأنها بلا قيمة. وبيّن ان البشير حث مفاوضي الحكومة والحركة على الاسراع بالعمل نحو التوصل الى اتفاق سلام نهائي في المحادثات التي تعقد في مدينة نانيوكي الكينية. وقالت وزارة الخارجية الكينية في بيانها «دعا الرئيس فرق المفاوضات لاجراء مداولات في جو من الثقة المتبادلة والتوصل الي اتفاق سلام نهائي في اقرب وقت». ويقول وسطاء ان محادثات السلام لانهاء الحرب الاهلية في السودان بلغت مرحلة حاسمة وان خبراءً يحذرون من ان فشلها قد يطلق شرارة دمار اوسع.

الخرطوم: نيروبي: محمد عبد القادر

حددت سكرتارية الايقاد العاشرة من صباح اليوم موعداً لعقد الجلسة الختامية لجولة محادثات الايقاد التي تنتهي دون احراز تقدم حول القضايا الخلافية أو حتى التوصل لأجندة التفاوض. ومن المقرر ان تصدر بياناً خلال الجلسة يوضح نتائج الجولة بينما ينتظر ان يعود الوفد الحكومي المفاوض من نيروبي اليوم.

وعلمت «الرأى العام» ان الجنرال لازاراس سيمبويو مبعوث الايقاد للسلام في السودان اجتمع لمرات عديدة أمس برئيسي وفدي المحادثات وحثهما على ضرورة اجراء مشاورات مع قيادتيهما حول قضايا التفاوض قبل العودة الى جولة المحادثات المقبلة التي رددت المصادر انها ستنعقد قبل العاشر من سبتمبر المقبل.

وشهدت المفاوضات أمس مشاورات بين الوسطاء ووفدي التفاوض كل على حدة كانت تنتهي بجمع رئيسي الوفدين لاجراء جلسة محادثات مباشرة لم يكتمل انعقادها.

وقللت مصادر دبلوماسية مطلعة من النتائج التي احرزتها الجولة وقالت إن طرفي المحادثات لم يتمكنا حتى مشاورات أمس من تلخيص القضايا الخلافية وتحديد مرجعية محددة للتفاوض في وقت تصر فيه الحركة الشعبية على «وثيقة ناكورو» ونوّهت الى ان سكرتارية الايقاد بذلت جهداً مقدراً حتى تنهي جولة المحادثات في وقتها المعلن رغم احتدام الخلافات حول الاجندة وجدول الاعمال ومرجعيات التفاوض.

ومن المتوقع أن يصدر لازاراس سيمبويو اليوم بياناً يحمل النتائج التي احرزتها جولة المفاوضات ومواقف الطرفين من طرح الوسطاء وموعد انعقاد جولة المحادثات المقبلة والخطوات التي سيبذلها الوسطاء لتقريب وجهات النظر قبل بدء جولة المحادثات المقبلة.

ولم يتوصل الطرفان حتى أمس لجدول اعمال محدد لبحث قضايا المناطق الثلاث غير ان المصادر رجحت ان تلتئم مفاوضات المناطق قبل انعقاد جولة المسار الرئيسي في جولة انعقادها المقبلة.