احتفالات الحنين في المنفي

احتفالات الحنين في المنفي


08-21-2003, 11:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1061506104&rn=0


Post: #1
Title: احتفالات الحنين في المنفي
Author: Ash
Date: 08-21-2003, 11:48 PM

سلام ...
يقول حيدر حيدر ، في شهادات عن أحوال زماننا ؛ أوراق المنفي ....
أطياف ؛
عندما تنعطف بك الذاكرة القديمة نحو حقول الطفولة و الهبوب الحنيني للأوطان الصغيرة التي شردت ، تأتي الأمهات و الأطفال الحزاني و الأصدقاء ، موجة تلو موجة في رماد الريح .
طفل نحيل الجسم ، أسمر البشرة ، شرس الطباع ، ينمو بين وحول أزقة القري الجائعة ، ووديان الصيد ، و صراع الفتية في الساحات .
أول الأسلحة ؛
العصي و مدي المطابخ و الحجارة .
أول الصدامات ؛
شج رؤوس أولاد الحي اختصامآ علي الرئاسة و القيادة .
أول الصبوات ؛
رسالة حب ورقية ملفوفة بحجر لابنة الجيران المزهوة بخيلائها علي سطح الدار .
و أول القصص ؛
حكايات الجدة و أساطير الجن و رحلات السندباد .
و أول الحزن ؛
موت الاباء في نهار صيفي ، بغتة .
الاباء ... يموتون اذن ؟؟
هكذا بين الأسلحة و المعارك الصغيرة و الحب و الأساطير و الموت ، تتشكل الهيولي الأولي للاختمارات .
ـ بعد سن الثامنة لم أتعلم شيئآ ذا قيمة ـ يقول غابرييل ماركيز . لكن الأسلحة تتطور فيما بعد ، و الصدامات تتعمق و تتسع ، و الصبوات تندفع و تتشكل كالسحب ، و الموت يتنامي ، فندخل في الأوطان الشتيتة و المنافي ، أو الشقاءات التي لا تنتهي .
ليس امتيازآ أن تكون منفيآ بلا وطن .
تطوي وراءك المدن الغريبة و الشوارع الغريبة و المحطات
و الأصدقاء و الأمهات .
كما لن تكون سعيدآ اذ يأتيك نبأ موت الأم و زج الأصدقاء في السجون ، و أنت لا تستطيع حتي أن تشارك في الجنازة أو تقدم علبة دخان لصديقك المعتقل .
لقد كبر الوطن و معه كبر الشقاء .
...
وأنت من هزيمة الي هزيمة
و ـ من منفي الي منفي ـ ، تطوف .
ليست امتيازآ هذه اللعنة .
كما ليس فخرآ للوطن أن تكون علي حافة هاويته ...

Post: #2
Title: Re: احتفالات الحنين في المنفي
Author: dreams
Date: 08-22-2003, 09:26 AM
Parent: #1

بل منتهى الحزن ان يخصص الوطن ابعد مقاعده عنه لاعز ابنائه

قد يكون المنفى قساوة لكن المنفى الاختيارى موت

ويموت منا الكثيرين كل يوم

بغتة الموت اضحت حقيقة اعتادها اطفالنا كما اعتيادهم على تناول الحليب كل صباح

ولازال هناك رجال تقف قلوبهم عند سماع اخبار الموت عن بعد

فحزنا لوطن يفسح للفواجع مساحات فى قلوب ابنائه

وحزنا لاطفال يتجرعون الموت حليبا

تسلم