الكمبيوتر البيولوجي : الحلم المقترب

اول كومبيوتر بيولوجي يستخدم الحمض الوراثي للأسنان كوقود

سان فرانسيسكو ــ وكالات: توصل علماء الأحياء وخبراء الكمبيوتر إلي بداية عملية لصنع أول كومبيوتر في تاريخ البشرية يستخدم الحمض الوراثي للانسان. وتتزايد الرغبة لدي الكثير من الخبراء لابتكار هذا النوع من الكومبيوتر الذي يعد الخطوة الأولي في عالم الكومبيوترات البيولوجية التي تمثل المستقبل الفعلي لعلوم الكومبيوتر. وصرح عالم الكومبيوتر ميلان ستروجانوفيتش بأن هذا الكومبيوتر مجرد بداية للكومبيوترات البيولوجية، حيث يعمل هذا النوع من الكومبيوتر ببطء شديد، ولا يقلق صانعيه هذا البطء. وتوقع ان تزداد سرعته في صورة كبيرة، نظراً الي امكاناته المذهلة، حيث تعمل وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) علي تطوير الأبحاث في هذا المجال. ويعتبر الحمض الوراثي الموجود في الإنسان كومبيوترا ضخماً جداً، فهو يحمل كل المعلومات التي تستخدم في تكوين كل خلية في جسم الانسان، إضافة الي ذلك، يتضمن الحمض الوراثي المعلومات عن تفاصيل عمل كل عضو في الجسد. ويقدر الخبراء ان الحمض الوراثي الواحد للانسان يساوي عشرات الآلاف من أجهزة الكومبيوتر الخارقة، والموجودة في بضعة مراكز قليلة علي وجه الارض.
وما يجذب العلماء ان كل تلك الكميات المذهلة من المعلومات (مكتوبة) بطريقة سهلة نسبياً. فالحمض الوراثي يشبه سلماً لولبي الشكل، ويضم مليارات الدرجات. ويتألف هذا السلم من نوعين من الدرجات، حيث يتعاقب نوعان منها: أسود وأبيض. ومقارنة بالكومبيوتر فإنه يعمل علي تكرار رقمين فقط: صفر وواحد. ولعلها مفارقة لافتة ان كومبيوتر الطبيعة وذاك الذي يصنعه الانسان، يعملان انطلاقاً من القاعدة ذاتها، وذلك حسب ما وصفه ليونارد ايدلمان الذي وضع أول تصميم لكومبيوتر يعمل بواسطة الحمض الوراثي عام 1994.