بعض الحكمة في ريبورتاج صحفي مجنون

ممكن أعمل معاك ريبورتاج صحفي ؟ معليش المكان و الوكت ما مناسبين و لكن إنت ما بنلقاك بسهولة.
نظرت إليه ، فوجدته زولا أنيق المنطق و وجه طلق بشوش ، و لكن يشوبه قلق لا تخطؤه العين ، فوقفت و سلمت عليه بحرارة و أنا أحاول أن أستوعب سبب إختياره لي دون خلق الله في منزل زميلنا و صديقنا في المناسبة التي ضمت الكثيرين بالخرطوم بحري.
قلت له : و ليه أنا بالذات ؟
فقال و كأنه مقتنع تماما بأنني سأستجيب لتحقيقه الصحفي : أنا سمعت عنك كتير و عاوزين نعرف خلفياتك و كدة.
إنتفختْ أوداجي بهذا الإطراء الذي أتخمني به هذا الذي لا أعرفه.
طيب إنت بتشتغل في ياتو جريدة ؟
قال و هو يفتح دفترا و يستل قلما من جيبه دون أن يجيب على سؤالى و متجاهلا إياه تماما : أها ممكن نبدأ الأسئلة؟
قلت و قد غاظني تجاهله لسؤالي : جاوبني بالأول. إنت في ياتو مطبوعة ؟
قال و هو ينظر لي نظرة مباشرة و مخيفة و عيناه تلمعان ببريق مرعب : كلامك كتير يا أخي. جاوب على أسئلتي بدون غلبة. أنا البسأل مش إنت...
تغامز الجميع و هم يكتمون الضحك ، كانوا يعرفون من هو. أما أنا فقد فاجأتني إجابته الفظة و حاولت أن أقف لأرد عليه الرد المناسب و أنسحب من أمامه ، إلا أن زميلي وقف خلفه و أشار لي بيديه ، ففهمت أن زولنا ( عقله ما تمام ) و قال زميلنا : أخونا صحفي جانا عن طريق واحد قريبي.
قلت و أنا غير مستسيغ لمحاورة رجل مختل العقل لا يمكن التكهن بردود أفعاله تجاه أجوبتي و ردودي : إتفضل إسأل.
فقال و هو ينظر إلى من تحت نظارته : الأخ متزوج ؟
أيوة و لله الحمد.
فقال و هو يكتب و كأنه قرفان و مجبر على محاورتي : أهبل جايب واحدة من بيت أهلها و خاتيها معاهو و بيصرف عليها...
غالبت ضحكة خوفا من أن تخرج مجلجلة فيسيء فهمي هذا المتصحفن ، و قلت له : تقصد شنو ؟ دي زوجتي و أم عيالي...
فقال بحدة : أقصد إنك أهبل و بس. ما علينا. أبوك و أمك عايشين ؟
لا
فقال و هو يكتب : مقطوع من شجرة و يتيم ما عندو ضهر... طيب حبوباتك عايشات ؟
لا..... الله يرحمهم جميعا
فقال و هو يكتب : فاقد حنان ، و ما عندو قديم ، و الناس القُدام ما بيتلقوا في السوق الأسود ،، ما علينا. بتشتغل وين ؟
أنا مغترب
قال : هربان من البلد المسجم و المرمد.
قلت له : ربنا قال أسعوا في مناكبها بحثا عن الرزق.
فقال : السودان ما فيهو مناكب ؟
طريقة محاورته لي تبدو و كأنه لا يريد التفاهم مع نفسه داخليا ، لذا فإنه يسأل و يجاوب على الأجوبة بمفهومه هو و رأيه الشخصي بصوت عال نظرا للخلل الذي أصاب عقله فأفقده خاصية التحدث إلى نفسه دون الإستعانة بشخص يحاوره.
ثم واصل : عندك أولاد ؟
أيوة ، الحمد لله ............
فقال و هو يكتب : زول ما عندو تلفزيون و لا شغلة بالليل غير التفريخ و ولادة الشفع و بيصرف عليهم و لما يكبروا حيفوتوا يخلوهو في الصقيعة. ما علينا، مين أكتر ناس خدموا السودان ؟
شهداء الوطن طبعا ............
كضبا كاضب. أكتر ناس خدموا السودان هم الشوايقة و عربات الكومر ، الشوايقة لأنهم أكتر ناس إشتغلوا في العسكرية و الكومر لأنو حام السودان حتة حتة......
هنا ضحكت ، فقال : في حاجة بتضحك ؟
فقلت : الشوايقة عرفناهم ، الكومر ...
و قبل أن أكمل خبط التربيزة التي أمامه بيده حتى قامت كل محتوياتها و قعدت و قال : الما عارف يقول عدس ، و إنت العدس ذاتو الظاهر بتاكلو و إنت قايلو كاستر بي لبن ...............
ثم واصل و أنا أتابع حركات يديه حتى لا يفاجأني بضربة من الطفاية أو بطبزة في عيني من القلم الذي في يده :
الطير بيتكلم وين ؟
فقلت له : الطير البيتكلم هو الببغاء و بيتكلم لما صاحبو يعلمو الكلام في البيت.........
فقال : إنت عايش وين ؟ الطير بيتكلم في الباقير ، لاكين بلدكم طيرا عجم و ناسا عجم ....
و ضحك ضحكة هستيرية ، ثم قطع الضحكة فجأة و كست وجهه مسحة الجدية و الغضب و قال :
الضحك بلا سبب قلة أدب. و الهظار الكتير بيكتل القلب. ما علينا. إنت حبيت قبال دا ؟
طبعا...........
طعمو كيف ؟
الحب بيعيشوهو ما بيضوقوهو......
فهب واقفا و أمسك بطفاية مهددا بالضرب ، فوقفت و أخذت ساترا.
فقال : ما تتفلسف علينا ... خليك في حدودك. الحب حياة ، و الحياة فيها المر و فيها الحلو ، أها عشان كدة الحب عندو طعم الحلو مر .....
كلام منطقي متسلسل ، لا بد أنه ينبع من تجربة مريرة عاشها خلال تمتعه بكامل قواه العقلية............
لعنت زميلي و قريبه و سنسفيل اليوم الذي عرفتهما فيه. دة يوم شنو دة يا جماعة. الراجل زانقني في خانة اليك.
ثم واصل : الصلاة بتنتظر الوكت ولا الوكت بينتظر الصلاة ؟
فسكت و أنا أفكر في هذه الغلوتية. فقطع صمتي قائلا : الوكت و الصلاة متباريات زى السترة و الفضيحة و زى قواديس الساقية و تروس الساعة.
برجك شنو ؟ قلت له بسرعة : العقرب.
فقال : كل المسلمين حيغيروا تواريخ ميلادهم. برجهم حيكون برج التجارة العالمي ، و تاريخ ميلادهم حيكون حداشر سبتمبر.
ثم وقف مخاطبا الحضور بخطبة عصماء هي عبارة عن خليط من كل المواضيع و الأمور ، و ختمها بشتيمة البشير و قرنق و القذافي ، و لا أدري ما الذي أتى بالقذافي وسط ناسنا ديل :
السودان ، بلد الموجوعين و ما عندو وجيع ، و بلد السادة و ما عندو سيد. النار إكتشفوها أجدادنا في سنار قبال جدود العالم الأوائل ، عشان كدة عندنا أم سنط و أم دوم و أبو حراز و أبو عشر و حلفا و الحلفاية و قاطعين كهربا ليل نهار. إمامنا المهدي ، أذكى من تشرشل و رومل و هتلر ، لما فكر يعمل دولة إسلامية ، بداها من وسط الجبال بالغرب، عشان لو سواها في الشمال ، ولَا في الشرق بجوه الجماعة بالبحر و من جهة مصر. نيرون حرق روما و عجوبة خربت سوبا بكيماوي سوداني... سودانا فوق ، عشان كدة ضربوا مصنع الشفا. هلال مريخ ، بن لادن و بوش ، لحم الصاج و فتة بوش ، بترولنا طلع ، و زيتنا طلع ، سير سير يا البشير لي خارج البلد ، و طير طير يا قرنق فوق غابات موسوفيني. و كلو من القذافي.إن أردت أن تعرف ماذا في أفريقيا و العالم العربي و الإسلامي ، فلا بد أن تعرف ماذا يخطط القذافي.
عرفت فيما بعد أن زولنا خريج إقتصاد ، و لكنه للأسف تابع تدخين حشيشة البنقو إلى أن آل إلى ما آل إليه مأسوفا عليه.
يخلط الجد بالهزل ، و أحيانا تشعر بأنه أعقل إنسان و أحيانا يفاجأك بكلام غير منطقي ، و أحيانا عطوف و تارة يثور و يحاول الإعتداء عليك بالضرب.
أحيانا يقوم بتدريس أولاد الحى الرياضيات الحديثة بكل إقتدار ، و أحيانا يمزق كتبهم و كراساتهم و يخرج ساخطا و لاعنا ثم يهدأ و كأنه لم يفعل شيئا..
شفاه الله و حماكم الله و إيانا.

ابو جهينة الراقي

لووووووووول كدا كميات
والله زولك دا احلي زول..واعقل زول
ذكرني واحد اسمو كيمو كان في جامعة الخرطوم..مرة اصحابي دعوني مخصوص للجامعة عشان اشوفو..فيهو كتير من صفات الراجل دا
لكن عليك الله كلامو ما حكم كلو

والله يا اخوي نحنا المجانين القادرين نعيش في العالم المجنون دا ومتخيلين نفسنا عاقلين
لووووول قلت لي عربات الكومر والشوايقة
انا فطست خلاص

بسم الله الرحمن الرحيم

المزنوق أبو جهينة
سلااااااااااااام وشفقة

صحافية مباركة يا أبو جهينة
ياخوي دا ريبورتاج ولا كرباج صحفي؟؟؟ً

عشان كدة عندنا أم سنط و أم دوم و أبو حراز و أبو عشر وأبو جهينة

عمك تنقو العزيز
تحياتي لك
عقلاء هم في نظرنا الذين يمارسون الجنون. و مجانين أولئك الذين يهتدون بالعقل.
عالم بقى مشقلب.
تسلم أخي للطلة

بدر الدين الحميم و الشفيف
تحياتي
الله يبارك فيك ، و عقبال صحافيتكم ، نجي نبارك ليك و نسلم على سوما و نتحمد ليها السلامة.
و لكن يا بدر الدين ، بالجد كدة عندك ملكة رائعة على القفشات الذكية و اللماحة ، فلا أدري لماذا لا تكتب ، و حتى عندما تكتب تكون بخيلا علينا.
نرجو أن نرى كتابات بزخم بديهتك الجميلة.
تسلم أخوى بدر و أرجو نقل تحياتي للأخت سوما.

لوووووووووووووووووووووول
وتانى
لووووووووولين

Quote: ، و زيتنا طلع ، سير سير يا البشير لي خارج البلد ، و طير طير يا قرنق فوق غابات موسوفيني.

دا عين العقل
عللى المجانين نحنا

صدق فى قصة الشوايقة دى واى زول عندو كلام
يلاقنا فى بورد معاذ

الاخ ابوجهينة

الراجل ده فعلا شخصية مدهشة ، واضح انه السودان الما فيه مناكب هو اللي وصله للمرحلة دي

دكتورة بيان
تحياتي
بس بالأول طلع زيتي أنا ، زنقة عدوك.
تسلمي أختي

الأخت مايا
تحياتي
مناكب السودان بقت محجوزة زى المناصب إياها.
ربك يهون يا مايا
تسلمي و تحياتي لك.