أحابيل تديين السياسة وأسلمة الإرهاب

أحابيل تديين السياسة وأسلمة الإرهاب


08-16-2003, 06:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1061054861&rn=0


Post: #1
Title: أحابيل تديين السياسة وأسلمة الإرهاب
Author: jini
Date: 08-16-2003, 06:27 PM

أحابيل تديين السياسة وأسلمة الإرهاب

فرج بوالعشة




جاء تسييس الدين في دول ومجتمعات عربية اسلامية، قوانينها ودساتيرها متساوقة مع روح الاسلام ومعلومه. فلا اتاتورك عندنا. ولا علمانية ملحدة حتى نكفرها..! هو اذن (الاسلام السياسي) على كل وجوهه المتقاطعة، جماعات متباينة، وتتقاتل في ما بينها، ايضا، رغم انها تدعي، جميعها، التطبيق الصحيح للنص نفسه (الاخوان المسلمون، يدعون التبرؤ من التطرف، وهم مكفرون من لدن جماعات التطرف والعنف، وجماعات التطرف والعنف تكفر بعضها بعضا، بل تصفي بعضها بعضا!)، فكيف يصح اذن ان يصبح المصدر الديني المطلق نفسه، متعدد التفسيرات المتناقضة حد الالغاء المتبادل، حيث كل جماعة فرقة تدعي انها هي وحدها الفرقة الناجية!
القصة اذن قصة مشروع سياسي يريد السلطة له وحده باسم سلطة «الحقيقة المطلقة» التي تحتم بالضرورة الغاء ما يعارض تفسيرها!
انه مشروع اكراه، فاشي، ظلامي، يتلبس الدين ليظهر «الحقيقة» بخلاف ما هي عليه! يتوسل نصوصا دينية مجتزأة من سياقها الابستمولوجي ـ التاريخي التزامني!
وهو مشروع تيه خارج التاريخ! يشيع تصورات ذهنية خرافية تناقض المعرفة العلمية ومقتضياتها المنهجية العقلانية في فهم الواقع وتفسيره ومن ثم تغييره!
ان اصحاب مشروع الاسلام السياسي يرفضون مرجعية المعرفة العلمية في تحليل التاريخ والتراث والسياسة والتحولات الاجتماعية والثقافية، تحليلا تفكيكيا نقديا لا يخضع لليقينيات المطلقة ويسبر التاريخ بالمنهج التاريخي! بما هو التاريخ افعال من صنع البشر! تصوغه المعرفة الناسوتية النسبية المتحركة المتغيرة، التي ترفض التأصل في المطلقات، ولا تستقيم مع ألاعيب تسييس الدين وتديين السياسة.
لذا، تبدو ركيكة، شعاراتهم السياسوية المتلفحة بالدين، الفارغة من فلسفة السياسة الحديثة بما هي فن الممكن الدنيوي النسبي في معالجة المصالح والمشكلات والازمات. ان السياسة تختنق عندما تقيدها المطلقات والحلول النهائية سابقة التجهيز، التي ترفعها شعارات الاسلام السياسي الذي يتغذى «على» ويغذي «مستودع الشحن العاطفي» (1) للعوام المحبطين، ويصك لهم وعودا لا تشتري شيئا!

* لا حقيقة مطلقة في السياسة

* ان طرح الاسلام السياسي، عند التحليل المعرفي (الابستمولوجي) ينكشف عن اطروحة بلا منطق سياسي (بالمفهوم السياسي الحديث)، لانها اطروحة «حقيقة مطلقة» حيث لا حقيقة مطلقة في السياسة! انها اطروحة على الضد من طبيعة الوضع البشري الذي يخضع للمنطق الوضعي في استنطاق عالم الظواهر واستقراء قوانينها والكشف عن العلاقات المنتظمة ضمنها. ان مسيّسي الاسلام يحولون القرآن الكريم الى ادبيات حزبية وتعليق سياسي على الاحداث ويفسرون نصوصه الروحية حرفيا ليقحمونها في تنظيم شؤون الشأن الزمني ورسم السياسة الدولية وحتى في مماحكة علوم العلماء، فيحشرون الاسلام في كل شيء. يبتدعون علم نفس اسلامي مفصولا عن علم نفس الانسان (بحيث لك ان تقول بعلم نفس مسيحي وبوذي وسيخي ويهودي.. الخ..!) وجر على ذلك اقتصاداً اسلامياً وطباً نبوياً وحتى فيزياء اسلامية. ولا يفعلون شيئا في (مجال) الابداع والابتكار والاختراع سوى لوي معاني القرآن الكريم للتدليل على ان ما اكتشفه الغرب بجهده العقلي والعملي (موجود) في القرآن.. ولا تجد منهم من يجيبك عن السؤال: ما دام كل ما اكتشفه علماء «دار الكفر» موجود اصلا في القرآن، لماذا لا تكتشفونه انتم قبل الغرب ما دمتم بهذه القدرة العبقرية في فك معادلات الكون في شفرات القرآن؟! ان الاسلام ليس هو المسلمين بالضرورة! فقد تجد مسلمين ولا تجد الاسلام! ألم يضف المسلمون، في القرن الثامن عشر، في بلدان عربية عديدة، على الصخور والاشجار قوى خارقة أولم يقدسوا الاضرحة والمزارات ويقدموا لها النذور، ويقسموا بغير الله، بل سادت بينهم ممارسات الشرك الاصغر والاكبر! (2)

* الإسلام ليس محكمة تفتيش

* ان الاسلام قد جاء «رحمة للعالمين» ـ سورة الانبياء ـ وليس محكمة تفتيش وحسبة وتكفير!! افيعقل، اذن، ان خطابا جاء «رحمة للعالمين» و«لا اكراه في الدين» ـ سورة البقرة ـ و«قل الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» ـ سورة الكهف ـ و«الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون» ـ سورة الحج ـ (الله هو الحكم وليس فقهاء الظلام والعنف).. وكثيرة هي آيات فقه الحريات.
فكيف، اذن، تستقيم هذه الروحية الانسانية الرحيمة مع تفسيرات «فقهاء» الاكراه والعنف الذين جعلوا الاسلام وصفة ورخصة للقتل؟ ان التسامح روح الاسلام. ولا علاقة له بمكفري المجتمع وقتلة الابرياء والآمنين باسم الاسلام. واين ذهبنا بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تقتلوا طفلاً ولا شيخاً ولا كبيراً ولا امرأة ولا تعتدوا ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة»، وبالطبع: «قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا، ان الله لا يحب المعتدين..».
الا نكف، اذن، عن الكذب على النبي الرحيم القائل: «جعل الله الرحمة مائة جزء، فامسك عنده تسعة وتسعين وانزل في الارض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه».

Post: #2
Title: Re: أحابيل تديين السياسة وأسلمة الإرهاب
Author: bayan
Date: 08-16-2003, 06:42 PM
Parent: #1

الاخ ابو الجنون ما جننت الاسلام السياسى جن