لعنة الله على الشيطان وبناته

صحوت من نومي مذعورا لأجد وسطي مبتلا فلعنت الشيطان وبناته اللآئي لا يتركن شيخا عليلا إلا ويأججن نار اللوعة وحمى الرغبة فيه. فنهضت جالسا في وسط السرير أفكر في الشيطان وبناته وحيلهن التي تخطت سور تعويذاتي. ففكرت ونقبت الذاكرة الخربانة لأسترجع ما وعيته وحفظته عن ظهر قلب في خلوة سيدنا وما زودت به ذاكرتي من كتب علم النفس والأجتماع خلال الثلاثين عاما الماضية وما دخل ذاكرتي بغير إستئذان من برامج المذياع والتلفاز كما فعلن بنات إبليس لعنة الله عليهن إلى يوم الدين. فالشيطان كما حدثتنا كتب التفاسير هو إبليس الذي إستكبر وأبى السجود لأبينا آدم وأسترجى الأله الباري أن يمهله ليغوينا جميعا. والمعلوم أنه ذكر مفرد لا أنثى له فمن أين أتين بناته؟ جاء في القرآن الكريم ذكر الشيطان على صيغة الجمع في أكثر من آية كقوله تعالى " وجعلناها رجوما للشياطين" وقد يكون المقصود إبليس وقوم الجن. والجن خلق آخر سبق الأنس والدليل على أن إبليس من الجن قوله تعالى:"إلا إبليس كان من الجن" قال طاووس عن إبن عباس: كان إبليس قبل أن يركب المعصية من الملائكة أسمه عزازيل وكان من سكان الأرض وأكثر الملائكة علما. وروى سعد بن مسعود: كانت الملائكة تقاتل الجن فسبيء إبليس وكان صغيرا فكان مع الملائكة يتعبد معها...الخ. مهما يكن سبق خلق الجن وسكنهم الأرض خلق آدم وهبوطه إليها وهذا ما قد يعلل رد الملائكة المطيعة طاعة أبدية لخالقها ومولاها:".......أتخلق فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم مالا تعلمون"
على ضوء الأبحاث الأثارية يعود وجود الأنسان على كوكب الأرض إلى أكثر من مليوني سنة وقد وجدت آثاره الأولى في الهضبة الأثيوبية وتنزانيا. في التلمود جاء أن أبني آدم عليه السلام هابيل وقابيل كان أحدهم مزارعا والآخر راعيا علما أن إستيئناس الحيوان والنبات لم يتم إلا في الألف السادس قبل الميلاد في منطقة ما بين النهرين وهو ما يعرف عند الآثاريين بالعصر الحجري الحديث. الظاهر أن الكائنات شبيهة البشر التي عثر عليها الآثاريون في المرتفعات الأفريقية والتي تعود إلى ملايين السنين هي للجن الذين كانت هيئتهم قبل خلق أدم تشبه البشر كونها محسوسة.جراء فسادهم وضلالهم وسفكهم الدماء خلق الله أدم في أجمل صورة ولم يكن في حاجة إلى تطور جسماني وعقلي، ثم بدل الله الجن هيئتهم المحسوسة وأصبحوا غير مرئيين والله أعلم