عفواً لا تقرأ هذا المقال

عفواً لا تقرأ هذا المقال


08-07-2003, 11:32 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1060252322&rn=0


Post: #1
Title: عفواً لا تقرأ هذا المقال
Author: Napta king
Date: 08-07-2003, 11:32 AM


الدولة المهدية والرق (1889 ـ 189

المهدي اباح استرقاق كل من انكر دعوته مسلما ام كافراً


محمود ود احمد بعث للخليفة بـ 234 جارية من المتمة يمثلن خمس السبي الذي سباه من فتيات الجعليين


في سبيل اقامة دولتها اباحت المهدية سبي المسلمين المتنكرين لدعوتها بعد ان قررت ان انكار المهدية والكفر سواء. وفي التاريخ شواهد موجعة على اباحة سفك الدماء وبيع المسلم الحر في ذلك العهد. فمنشور المهدي فيما يتعلق بالاسترقاق كان واضحا: ان يسترق بحد السيف كل من لم يهده الله الى الاسلام من غير المسلمين او ينكر الاعتراف بالمهدي المنتظر، مسلما كان ام غير مسلم. وبهذا اتجهت المهدية بالجهاد وسبي الحرب اتجاها غير مألوف، بل مبتدع، اذ يحرم الاسلام سبي المسلم للمسلم. ويروي شقير ان محمود ود احمد قد بعث للخليفة بـ 234 جارية من المتمة يمثلن خمس السبي الذي سباه من فتيات الجعليين، مما حمل اخواتهن، حسب رواية شقير، على القاء انفسهن في النيل تفضيلاً للموت على حياة الفضيحة والعار. وكان سبي النساء والرجال بين القبائل المسلمة التي انكرت المهدية كالكبابيش والشكرية والجعليين اكبر عامل في تبغيض المهدية لقبائل الشمال حتى للحد الذي دفع بعضهم، كالشكرية مثلا، للتضرع الى النصارى لكي ينقذوهم من دولة الاسلام التي اذلت قومهم والحقت بهم الهونى. عن اولئك عبر شاعرهم الحردلو:
أولاد ناس عزاز مثل الكلاب سوونا ـ يا يابا النقس، يا الانكليز الفونا.
استقصى نعوم شقير (مؤرخ) ايضا تسري المهدي بثلاث وستين فتاة من بنات الاسر الشمالية، سُبين في الحرب. في حين لم يتسر الرسول رغم كل حروبه الا بأربع، اثنتان منهن من سبايا الحرب: ريحانة بنت يزيد من سبي بني النضير وقعت في سهم ثابت بن يزيد فكاتبها على تسع اواق لم يؤدها فأداها عنه الرسول وتزوجها، وجويرية بنت الحارث (من سبي بن المصطلق)، واثنتان أُهديتا اليه (ماريا) ام ولده ابراهيم اهداها المقوقس عظيم القبط، واخرى اهدتها له (زينب بنت جحش). وفي حقيقة الأمر اهدى المقوقس الى رسول الله جاريتين تأمى بواحدة منهما هي ماريا، واهدى الثانية (سيرين) الى شاعره حسان بن ثابت، وكانت تجيد الغناء ونقر الدف، ولعل رسول الله اختار لها من يتغنى بشعره.
المهدية والجنوب ومع تمكنها من فرض هيمنتها الكاملة على الشمال، لم تنجح المهدية في تحقيق سيطرة تامة على الجنوب، اذ توقفت سيطرتها جنوباً عند مناطق في بحر الغزال وأعالي النيل.
بعض هذه المناطق (مثل الرجاف) اصبحت حاميات يعزل فيها، او ينفى اليها المنشقون عن المهدية. وبوجه عام، فان اكثر ما يستذكره الجنوبيون من المهدية هو سعيها لفرض إسلام طهراني قاس عليهم، واطلاق العنان من جديد لتجارة الرقيق. تلك النظرة السلبية للمهدية لدى اهل الجنوب سبقها شهر عسل قصير بينهم وبين الدولة المهدية، لاسيما وقد توسموا فيها الخير، وحسبوا أن لهم فيها منجاة من عسف الأتراك. في شهر العسل ذلك، يقول فرانسيس دينق، نظم الجنوبيون الاماديح في المهدي، وعده الدينكا تجلياً لأحد آلهتهم هب لتحريرهم من نير الحكم التركي. وفي حواراته مع شيوخ الدين روى دينق ايضا قولاً للزعيم قيرديت جاء فيه: على الرغم من ان المهدي قد بدأ كمحرر للناس الا ان حكمه اصبح سيئا حيث اراد ان يستبعد الناس. أما الزعيم ماكوي بيلكوي فقد اشار الى معاناة الدينكا من الاتراك الذين اتوا مهاجمين وما ان استولوا على قبيلة حتى استعبدوها ثم استخدموها لغزو قبيلة اخرى. ويضيف ماكوي ان الدينكا تبعوا المهدي في البداية باعتباره قائدا عفيفا ومستقيما ولكنهم عندما اكتشفوا الطبيعة التدميرية لحكم المهدي قالوا له: لقد خذلت شعبنا.
تحريم.. وتكريس لا شك في ان المهدية قد حرمت تجارة الرقيق التي كان يمارسها الجلابة ولكن، في حقيقة الامر، لم تفعل هذا بسبب الطبيعة اللاانسانية للرق، وانما خشية من انشاء تجار الرقيق جيوشاً خاصة بهم من العبيد (بازنقر) يتحدون بها الدولة، او ان يجد الرقيق طريقه لمصر فيستعين به الاتراك لاعادة فتح السودان. ذلك هو السبب الذي دفع الخليفة لمنع تصدير الرقيق لمصر، وتوجيهه لقائده في الشمال، ود النجومي باعتراض قوافل الرقيق المتجهة اليها. لهذا وجهت منشورات الخليفة باخضاع التداول في الرق لقواعد يضعها الحاكم، وعلى ان لا يتم التصرف فيه الا عبر بيت المال. بهذا الفهم، اصبح منع التجارة الخاصة في الرق، في حين الابقاء عليها تحت امرة الدولة، تأميما لتلك التجارة، لا إلغاء لها. اما موقف المهدي نفسه حيال التحريم فقد كان واضحاً لا لُبس فيه; ففي رسالة لمحمد خير عبد الله خوجلي في برير كتب المهدي معاتباً وكيله لتردده في اعادة الرقيق الذي حرره الاتراك الى مالكيهم «الشرعيين».
وفي جنوب السودان لم يختلف الوضع كثيرا، اذ استعرت من جديد نيران الاسترقاق التي أطفأها غردون وبيكر. لم يكن ذلك أمرا لا ينبغي أن يفاجئ احدا، خاصة والرجل الذي ولاه الخليفة على بحر الغزال كان هو تاجر الرقيق القديم، كرم الله كركساوي. وكان على رأس المهام التي انيطت بكرم الله تجنيد المشاة السابقين (الجهادية) في الجيش التركي للاستعانة بخبراتهم في جيش المهدي. سعت المهدية ايضا لتوسيع حملتها الى الاستوائية، والتي كان يديرها يومذاك حاكم الماني يدعى ادوارد شنيتزر اطلق عليه اسم امين باشا، رغما عن النصيحة الحكيمة التي قدمها للخليفة عمر صالح، قائد جيوش المهدية في تلك المنطقة، ودعاه فيها لايقاف الهجمات على قبائل الاستوائية لانهم بعاداتهم وتقاليدهم الموروثة لا يستسيغون الانموذج الديني الطهراني الذي فرضته المهدية. ولعل الخليفة ـ بجانب حرصه على اقتناص قدامى المحاربين الذين تمرسوا على الرماية والقتال في جيش صموئيل بيكر ـ كان يروم ايضا محو آخر اثر للترك في السودان: المديرية الاستوائية. وصدق حدس عمر صالح حول عدم استساغة الجنوبيين للطهرانية المهدوية، رغم كل ما منحته المهدية للرقيق العسكري من امتياز. فعلى سبيل المثال، تمرد فريق منهم بين عامي 1885 و 1887 في مدينة الابيض ضد الحكم المهدوي، وقاموا برفع العلم التركي تعبيرا عن عدم شعورهم بالرضا، كما انتقوا من بينهم قائدا اطلقوا عليه، بحماقة متناهية، لقب الباشا. تلك الثورة اخمد نارها بعنف حمدان ابو عنجة.
في نهاية المطاف وجدت المهدية نفسها امام عقدة مزدوجة، ففي الشمال زادت سياسات النظام من اغتراب العلماء عنه، وحقد القبائل عليه. وفي الجنوب تحول الذين استقبلوا المهدية بالابتهاج في بداياتها الى اعداء بسبب عودة الاسترقاق وفرض نموذج ديني غريب عليهم. من ذلك نخلص الى ان المهدية تركت آثارا على الجنوب والشمال حافلة بالنقائض. فمن ناحية، خلقت في الشمال بؤرة من الكرامة الوطنية توحد حولها السودانيون رغم كل مآخذهم عليها، وفي ذات الوقت دمرت المهدية روح التسامح الديني والسياسي في الشمال الذي تميزت به الممالك الاسلامية السابقة مما خلق انقسامات قبلية حادة استغرقت ازالة آثارها سنين طوالا، وجهدا جهيدا من قادة المهدية الثانية. أما في الجنوب فقد قوضت سياسات الاسلمة القسرية المجتمعات القبلية، كما خلقت صورة للاسلام بغضت الجنوبيين فيه.
فالدولة المهدية قبل ان يدمرها الاستعمار دمرت نفسها بسياساتها. ومن الغريب ان يورد كاتب اسلامي معاصر (عبد الوهاب الافندي) ان تدمير الدولة المهدية هو نتاج مباشر لتدخل القوى الاجنبية ورغبتها في تصفية المشروع المهدوي. هذا المشروع، في رأي الكاتب، اتجه الى ازالة الحواجز بين اقاليم السودان وقبائله واحلال السودان موقعا متميزا بين الامم، وكأن كل المغامرات الخارجية والعنف الداخلي، والاوهام الايديولوجية، والذهول الكامل عن القضايا الحياتية لاهل السودان، لا يد لها في ذلك الفشل، او كأنها امور يخلق بالسودانيين نسيانها مادامت الدولة قد نسبت نفسها للاسلام. هذا النوع من التبرير هو الذي يفقد كل دعاوى الاسلامويين اية صدقية، ويفضح تكاذيبهم عن السماحة في اسلامهم. فالعنف الذي مورس ضد القبائل التي رفضت المهدية لا يمكن ان يكون هو الاسلوب الذي توحد به الامم، والاعتداءات على الدو ل المجاورة والتحرش بالدول النائية ليسا هما السبيل الامثل لان يكون للسودان اسم ومكان على النطاق الخارجي. فطوال ستة عشر عاما من الحكم كانت الوظيفة الوحيدة للحاكم هي شن الحروب الداخلية لقمع الآخرين، وتعبئة الموارد المحدودة لنشر الاسلام المهدوي في العالمين، وتحريض القبائل على بعضها البعض حتى فقد شعب السودان نصف اهله بنهاية الحقبة المهدية (من 8 الى 3.5 مليون نسمة).

Post: #2
Title: Re: عفواً لا تقرأ هذا المقال
Author: HOPELESS
Date: 08-07-2003, 11:39 AM
Parent: #1

رودا الآخري
تهل عليكم
أعانكم الله أحباب المهدي

Post: #3
Title: Re: عفواً لا تقرأ هذا المقال
Author: Abomihyar
Date: 08-07-2003, 11:49 AM
Parent: #1

هل يمكنك اثبات المصدر

..أخي نبتا كنج

فالكلام يبدو مثيرا لكلام كثير

تحياتي

Post: #4
Title: Re: عفواً لا تقرأ هذا المقال
Author: Abomihyar
Date: 08-07-2003, 11:49 AM
Parent: #1

هل يمكنك اثبات المصدر

..أخي نبتا كنج

فالكلام يبدو مثيرا لكلام كثير

تحياتي

Post: #5
Title: Re: عفواً لا تقرأ هذا المقال
Author: Omer54
Date: 08-07-2003, 01:14 PM
Parent: #1

Napta King

Very interesting post. Would be better if cite your references. Another point; EL Imam EL Mahdi was different to ELKhalifa in his policies. You are muddling the two. Mahi liberated the entire nation of Sudanese not only some slaves.

thanks

Post: #6
Title: Re: عفواً لا تقرأ هذا المقال
Author: msd
Date: 08-07-2003, 02:56 PM
Parent: #5

المقال جدير بالقراءة ولكن كما قال الجميع يحتاج الي تدعيم علم بالمراجع حتي يمكن الحكم بمصداقية، لكن افضل النظر الي التجربة المهدوية من خلال عصرها، فالسودان بشكله الحالي لم يمكن موجودا، وفي تلك الفترة يمكن القول ان الحس القبلي عوضاً عن الحس الوطني هو السائد، بالاضافة لانعدام الفكر التقدمي لهذه الحركة المهدية، فهي في اصلها حركة صوفية خلقت لنفسها من دون وجود ايديولوجيا متكاملة نوع من الفكر التحرري ضد المحتلين الاتراك، ولذلك فلا يمكن محاكمة التجربة المهدوية من خلال الروي الحاضرة أو بمفاهيم الدولة الحديثة، ولكن من خلال حكايا الحبوبات في الجزيرة والشمالية يسمع الانسان الكثير السى عن الدولة المهدية وممارساتها ضد ابناء النيل أو أولاد البحر كما يحلو لبعض المورخين، ولهذا اتمني كثيرا ان اري توثيق حقيقي لهذه الفترة، ووضع النقاط فوق الحروق من دون خوف او خلق بطولات وهمية، فتاريخ السودان لم يبدا بالمهدية كم يحب ان يقول بعض الناس.
الاخ هوبليس لا يمكن تسليط سيف الاستخفاف ضد كل راي مخالف، فما تفعله عفواً نوع من الهروب وعدم الموضوعية.

Post: #7
Title: Re: عفواً لا تقرأ هذا المقال
Author: Napta king
Date: 08-07-2003, 06:08 PM
Parent: #6

الاخوة عمر ، ابو مهيار وmsd
شكرا على الاهتمام حقيقة الموضوع شائك ومعقد ويمس اناس مازالوا على قيد الحياة اما المراجع فكثيرة فهناك كتاب نعوم شقير (تاريخ وجغرافية السودان ) فيه الكثير والمثير
عن مسألة الرق هناك امر تعمدت اخفاءه وسوف اذكره في الايام القادمة

Post: #8
Title: Re: عفواً لا تقرأ هذا المقال
Author: NEWSUDANI
Date: 08-07-2003, 07:10 PM
Parent: #1

المراجع الأساتذة/ نعيم شقير،محمد أبراهيم نقد(تاريخ الرق في السودان)،فرانسيس دينق في "ديناميك أف أيدنتيفيكيشين"
وهذه مقاطع من كتاب العلامــة الدكتور منصور خالد صفحات 98-50
هنك رجـــــــأء ان كان هناك نقاش حولها فليكن موضوعي بعـــــــــيد عن شخصنة النقاش رجـــــاءً

Post: #9
Title: Re: عفواً لا تقرأ هذا المقال
Author: Napta king
Date: 08-07-2003, 07:43 PM
Parent: #8

الاخ نيو سودان
لك الشكر وانت تبحث عن النقاش الموضوعي حول الموضوع
ولهذا السبب تعمدت اخفاء اسم كاتب المقال حتى لاينصرف الاخوة لنقد الكاتب دون النظر لمحتوي المقال لان الكثير من قيادات الامه يعتبرون منصور خالد صاحب ضغينة شخصية معهم
وهناك قول مأثور يقول ان الصفوة يتحدثون عن الافكار واواسط الناس عن الاحداث اما العوام فيتحدثون عن الاشخاص
هناك مرجع آخر في غاية الاهمية تمت ترجمته للعربية قريبا هو Sudan notes and records السودان رسائل ومدونات فيه ايضا اشاره الى طلب الزعماء الثلاثة وتوسلهم للادارة البريطانية بعدم الغاء الرق

Post: #10
Title: Re: عفواً لا تقرأ هذا المقال
Author: Abu Suzan
Date: 08-08-2003, 06:12 AM
Parent: #1

قراءة التاريخ وحدها لا تكفي وإنما تحليل التاريخ هو الأهم. فالشعوب التي لا تستفيد من أخطائها الماضية مصيرها الأندثار والنسيان. ليس كل التاريخ صفحات بيضاء وصانعو التاريخ بشر لهم محاسنهم وسيئاتهم. والمهدية كغيرها من صفحات التاريخ السوداني الأخرى أصابت وأخطأت،أحسنت وأساءت والنظرة الموضوعية لهذه الفترة والتحليل الموضوعي لأحداثها الذي يبين ما لها وماعليها هو المطلوب في هذه المرحلة الحرجة لأعادة صياغة التاريخ السوداني بعيدا عن التحيز والوصاية. هذا موضوع جدير بالنقاش فكفى دفن الرؤوس في الرمال وما جاء في المقال صحيح عملت جهات الوصاية المعنية بالأمر على تعتيمه لحاجة في نفس أبن يعقوب

Post: #11
Title: Re: عفواً لا تقرأ هذا المقال
Author: Napta king
Date: 08-08-2003, 09:28 AM
Parent: #10


اتفق معك تماما اخي ابو سوزان فقراءة التاريخ وحدها لا تكفي ولكن تلك مرحلة لم نصل اليها بعد

الاتعاظ بدروس التاريخ ، وكما يقولون فان اولى مراحل الشفاء هو الاعتراف بالمرض فكيف يمكنننا

تحليل التاريخ والبعض منا ينكر الوقائع ولو اعطيته الف دليل عليها ، والغريب ان كثير من المثقفين التزموا الصمت ازاء هذه القضية وعندما تصدى لها كلا من الدكتور عشاري وبلدو ابان الفترة الديمقراطية الاخيرة في كتابهم الشهير احداث الضعين قضية الرق في السودان رموهم بكل تهم العمالة والارتزاق وقبض الثمن من الغرب ولنا عوده مرة اخرى ،