الشهادة السودانية أم الخرطومية؟ .. بقلم منصور الصويّم

الشهادة السودانية أم الخرطومية؟ .. بقلم منصور الصويّم


07-11-2018, 09:49 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1060173394&rn=1


Post: #1
Title: الشهادة السودانية أم الخرطومية؟ .. بقلم منصور الصويّم
Author: عاطف حقة
Date: 07-11-2018, 09:49 PM
Parent: #0

09:49 PM July, 11 2018

سودانيز اون لاين
عاطف حقة-Africa
مكتبتى
رابط مختصر


نشر بتاريخ: 09 تموز/يوليو 2018





في البدء أتقدم بخالص التهانئ لكل أبنائنا الذين اجتازوا امتحانات الشهادة السودانية بنجاح هذا العام، ولمن لم يحالفهم التوفيق هذا العام أمنيات صادقة بأن يحققوا مرادهم العام المقبل ويكونوا ضمن زمرة المتفوقين.
أما يخصوص العنوان أعلاه، فهو تساؤل شاع وتردد بعد إعلان نتائج الشهادة هذه العام واستحواذ ولاية الخرطوم على النسبة الأعلى من درجات الناجحين، خاصة المئة الأوائل، بينما غابت الولايات الأخرى تماما عن المشهد عدا ولاية أو ولايتان من الجوار الخرطومي.
ومشروعية السؤال تأتي من كونه يؤشر إلى أزمة كبرى تتعلق بمستقبل آلاف الطلاب السودانيين، الذين يبدو أنهم يدرسون في ظروف غير ملائمة تماما ولا تساعد على النجاح والتفوق وإلا لبرز منهم عشرة أو عشرين طالبا على الأقل وزاحموا الصفوة الخرطومية!
أزمة التباين في الخدمات بين عاصمة البلاد الخرطوم وبقية الولايات "الإقاليم" قديمة، وقد تكون هي السبب الرئيسي في نزوح آلاف الأسر من ولاياتهم المختلفة صوب الخرطوم، بهدف الحصول على شيء من هذه الخدمة الممتازة التي تتوفر في العاصمة ولا توجد لديهم، لاسيما في الصحة والماء والكهرباء والسكن الجيد. التعليم لم يكن من ضمن تلك الخدمات المتردية ولائيا "إقليميا"؛ إذ كانت هناك خطط تعليمية قومية تراعي التوزيع الجغرافي لسكان السودان، وعلى أساسه تم تأسيس وتوزيع مدارس بعينها في عواصم الولايات المختلفة لا تقل في مستواها الأكاديمي عن المدارس في العاصمة، إضافة إلى تجربة مدارس "المتفوقين القومية"، مثل خور عمر، وخور طقت وحنتوب، وكان القبول في مثل هذه المدارس قومي؛ أي أنها تستقبل المتفوقين من كافة أنحاء السودان. كما لا ننسى قومية المعلم نفسه، فالمدرس سابقا كان ملزما بالطواف على أغلب ولايات السودان، حتى يقدم عصارة تجربته لجميع أبناء هذا البلد.. ما الذي يحدث الآن؟ ولماذا صار التعليم "خرطوميا" فقط؟ وحتى داخل الخرطوم نفسه صار دولة بين الأغنياء!
هذه بلا شك أزمة أخرى من أزمات الدولة السودانية المتداعية، فإلى جانب الشكوك التي باتت تحوم حول نزاهة "الامتحانات"، بعد فضائح كشف بعض المواد في السنوات الأخيرة، تبرز مشكلة انحصار "النجاح والتفوق" في حيز مكاني ضيق – هو نفسه مجال التشكيك -، فمستقبل البلاد رهين – الآن – بغياب آلاف العقول المستبعدة – لأسباب معلومة – من التحصيل الأكاديمي الجيد ومن التحقق التنموي والمعرفي.. فهل هناك أزمة أعمق من هذا؟
[email protected]
/////////////