Post: #1
Title: حزام الـــــــزلازل يعبـــر النيــل إلى شمــال بحري
Author: abuarafa
Date: 07-30-2003, 01:39 PM
في أم ضريوة شمال بحري وفي مربع «13» كان كل شئ يمضي هادئاً، المنازل الفقيرة تستر الاسر التي تكدح نهارها حتى تسد رمق الافواه وتعود لتسترها المنازل الطينية، والصغار كانوا يظنون ان منازلهم التي تقيهم من حرارة الشمس هي الأمن والحماية ولكن.... في نهار الخميس الرابع والعشرون من يوليو بدأت المأساة حيث كشرت «البلدوزرات» عن انيابها لتلتهم منازل لـ «125» اسرة بعضها استوطن هنا منذ اكثر من عشرين عاماً، ومنهم الحاج الصديق والذي بلغ ابنه -الذي شهد المنزل المهدم مولده- من العمر عشرين عاما.
ولكن ما هي الحكاية: منذ منتصف الثمانينات بدأ الناس يشيدون منازلهم المتواضعة في المنطقة الواقعة شمال قرية ام ضروية بجوار ارض زراعية وظل الحال كما هو حتى جاء قرار وزارة الزراعة بتاريخ16/5/1994م والذي حمل الرقم و خ/ وز ث ح م ط/ 38/أ والذي قال بالنص «تقديراً لاحوال المواطنين في هذه القرية وقد اتخذوها لسكنهم منذ فترة فاننا نوافق على تحديد هذه القرية بعد الالتزام بالآتي: 1/ يحدد حرم القرية من داخلها كي لا تتأثر القطعة الزراعية المستثمرة، عدم مطالبة الاهالي بحرم صحي خارج نطاق ما هو مذكور في الفقرة انتهى نص خطاب مدير عام وزارة الزراعة ولاية الخرطوم انظر مستند رقم «1». وبناءً على هذا الخطاب قامت ادارة المساحة محافظة شرق النيل باعداد الخريطة التي توضح حدود القرية وحدود القطعة الزراعية «1 على 1» انظر مستند رقم «2»، وحضر والي ولاية الخرطوم في ذلك التاريخ وتم تحديد الحدود بواسطة جدول يفصل بين القطعة الزراعية والقرية وعلى خلفية هذه الوقائع بدأت الجهات المحلية في اصدارها شهادات الحيازة لسكان القرية وتحصيل الرسوم والعوائد انظر المستندات رقم 3-4-5-6-7. واستوطن الاهالي وانفقوا كل مدخراتهم في هذه القطع حتى بدأ الفصل الاخير من العرض ويقول المواطن ربيع علي مبارك قبل شهر من الآن بدأت حركة غير عادية واتصلنا بمعتمد محلية بحري والذي اصدر امرا لادارة تنظيم القرى بوقف الازالة بتاريخ 6/7/2003م بالرقم م ح ب/16/د/1/م4 وذهبنا لمكتب المعتمد للجلوس مع ادارة تنظيم القرى من اجل التفاوض ولكنهم لم يحضروا وجاءت «البلدوزرات» وابرزنا لهم قرار المعتمد انظر مستند رقم «8» وعادت من حيث اتت وذهبنا الى وزارة الشؤون الهندسية وقابلنا مدير ادارة السكن العشوائي الذي احال الملف الى ادارة تنظيم القرى محلية بحري ولكن ادارة تنظيم القرى ارسلت لنا انذارا نهائيا يوم الاربعاء 23/7 الساعة الرابعة والثلث انظر مستند رقم «9» وفي نهار الخميس جاءت البلدوزرات واحالت منازلنا الى الصورة التي ترون. المشهد بدأ ان امرا غير طبيعي حدث هنا فخلال لحظات تحولت المنازل التي بناها المواطنون عبر سنوات الى ركام غطى مساحة كبيرة وترك «125» اسرة سودانية تلتحف السماء في موسم الامطار هذا، والبلدوزرات انشبت انيابها حتى في روضة الاطفال وتركتهم يتجولون بين الركام لم تدرك بعد عقولهم الصغيرة حجم المأساة التي تحيط بهم والآباء اختلطت عندهم مشاعر غضب بالخوف من الايام القادمة، اما الامهات فحاولن لملمة الاثاث المتواضع حتى لا يضيع ويضيع معه شقاء العمر. وقال لنا عبد العظيم محمد احمد اوصلوا صوتنا لكل الناس خاطبوا رئيس الجمهورية فلا احد يعرف بالذي حدث لنا اما عبد الله فضل فقال ليس لدى ملجأ انا وافراد اسرتي الثمانية فقد بنينا راكوبة لنحمي الاثاث من الامطار وسكنا العراء، ولكن عبد الله بلولة يكشف وجها آخر بقوله من وراء هذا؟ فبعد قرار المعتمد والخريطة الصادرة من ادارة المساحة واعتراف وزارة الزراعة فما هي الجهة المستفيدة من تشريدنا؟ ويقول عبد الله فضل إن نائب الدائرة بالمجلس الوطني عباس الخضر كان قد وعدنا بايقاف الإزالة ولكن الإزالة تمت ولم يظهر نائب الدائرة حتى الآن. وعن الموقف القانوني للأهالي يقول المحامي مرسى عبد الله مرسال القانون في مصلحة المواطنين والذين لديهم شهادات حيازة ودفعوا الرسوم والعوائد وقد قمت نيابة عنهم بعمل تظلم اداري وسنواصل السير في الاجراءات القانونية حتى المحكمة الادارية. الى هنا تبدو الصورة تنذر بكارثة حقيقية فشيوخ واطفال ونساء هذه القرية اصبحوا الآن في العراء لا شئ يقيهم من امطار الليل ووهج شمس النهار كما ان تهدم المراحيض يجعل الوضع الصحي على حافة الكارثة اذا لم يتم تدارك الامر على وجه السرعة. +++++ عزيز انت يا وطنى برغم قساوة المحن
|
|