كلام ساى

كلام ساى


07-28-2003, 04:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1059409498&rn=0


Post: #1
Title: كلام ساى
Author: waleed500
Date: 07-28-2003, 04:24 PM

من سارت خطاه على درب الحب الأخضر ...

أتذكر بيت ابن أبي سُلمى ؛ حين حديثنا عن الأبجدية العظمى :
لسان الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤاده .: فلم يبق إلا صورة اللحم والدم ِ

حين كان انبلاجٌ من حالكِ سوادٍ كره الإصباح ، وانتفاضٌ من سلطة ِحرفٍ كما انتفض العصفور بلله
القطرُ ..
من كوامن النفس التواقة ؛ والنظرة الحلاقة ؛ ثارت يومئذٍ التوابع والزوابع لتهب إعصاراً قد انطلق يقبل وجنتي ما ظهر من أرض الحرف الطاهر ، وينقل من زجاجة الماضي شذاه ؛ فيتضوع فواح الحق فيصيب النفس شيئاً من اقشعرارِ الاستئناس بنتيجة الغراس ...

يا من سارت خطاهُ على درب الحب الأخضر ...

وإنه لنجمٌ ثاقبٌ لفضاء الحرف المستشري ؛ منير...
وإنه لخطوٌ في ممشى المرضيِّ ؛ ثبْتٌ ؛ على أثره سارت أخرى في مسارها ، ودارت مصفقةً بضيائها بضعُ كواكب أفاقةٌ أخرى ...

أملٌ في بيت الكتابة نبت ، وبأحبار أهله المخلصين لها قد ثبت ؛ عشقاً ( من أول لمسة ) !!
والإنسان لمبدئه يوضعُ ويرفعُ ، أين السموُّ ؟
( هممٌ تحوم حول العرش ؛ وهمم تحوم حول الحُش ) ؛ كم صدق !!

ولما كان الحرف المنطوق والمكتوب أداةً لتصوير خلجات الضمير ؛ كان الأهم في التعبير...
وإن له أهمية تُعليه ، ومواقفُ تستوجبه وتمليه ؛ يشربُ حقيقتها بعضهم ؛ ولا يكاد يسيغها ..
والحقُ يكتبُ نفسه على جباههم وصدورهم ، وسيكتبُ ؛ ولو بعد حين ؛ ولو بعد حين ...
و : من كان فوق محل الشمس رتبته .: فليس يرفعه شيء ولايضعُ

وإنه لقادمٌ من رحِم انتظم في سلك التفرد ؛ درة مصونة بين كفين كالصدفة لها ، ومكنونة بعد ذاك بين صفحتي قلبٍ تلظى بحبٍ ساكن ...

أيهذا القادمُ فرداً ...
ِسرْ سريعاً عذباً دفاقاً في أصابع وألسن المحبين لك ، والدافعين عنك ..
سر ولو على أصابع ندرة ؛ فالقيمة في الندرة ...
تلك العظمى ؛ لأدواحٌ تعبقُ بالأرواح ؛ وجنانٌ مؤتلفةٌ فيها أفنانٌ مختلفة ؛ تسر الناظِرين بالباصرة والبصيرة ؛ ما إن تغردُ عليها أصوات جُمل الجَمال ؛ والحكم والأمثال ؛ في يومٍ ربيعي ينطقُ روعةً آسرة لبني فهمٍ ، وذوي علم ...
يا من سارت خطاهُ على درب الحب الأخضر ...

حيث زرعك الله فأزهر ؛ وحيثما كنت فأثمر ؛ وليكن طعمها طيبٌ ؛ وريحها طيب ؛ حتى تكون عظمى ؛ لا عظمةً في فم كل ك ل بٍ يتمتع بهرولة الهروب ؛ والمغنم الحقير التافه ...
تالله ِللحرفُ ؛ إما يجر مجداً أو حتفاً ولو بعد حين ... ( كلا إنها كلمةٌ هو قائلها ) و( رب كلمةٍ ...)
أما المقصود وهو بيت القصيد ؛ فدمُ الأحرارِ في شريانه يجري ؛ وفي أعماق غرضه ماءُ السمو يسري فمن
لنا به ؟ أن يعضنا بنابه ...ولن نشكوه إذا حلَّ ، إذْ جازيناه الوصلَ ...
لسنا نطلب ( القلاقل ) ؛ و ( الهخع ) الحسي والمعنوي المعني ؛ فما بالنا نطلبُ وصلَ مزهودٍ فيه
قد امتلأ بقذَر ؛ رام الجمع فأصبح (شذر مذر ) أو سيصبح ولو بعدَ حين ...
ولتدجينُ الألفاظ ينبغي أن يكسر قيد ضيق النظرة التي سادت واستكنت في أنبوب شباة كثيرٍ كثير...
ارتقاءً بالحرف الهداف إلى أسمى المرامي ؛ هو الهدفُ ؛ هو الشرفُ ؛ وقرائحُ الأفهام ِلدى بعضٍ
تكتبُ لنصٍ انتصاره على خصم الوهم في جولةِ الغثائية ...

وينشأ ذاك الحرفُ من رحم عمق التصور الذي ربا في محاضن الألم والأمل ؛ حيث القيامُ بإصلاح الأرض مما أوجبه الإسلامُ مقالاً ، وينتظر تطبيقه ( حالاً ) ...
( اقرأ ) أول كلمةٍ خرجت من وحي نوري ؛ لم تكن .. ؛ إلا لتكون شرفاً ، وتميزاً كتب نفسه ؛ في لوحٍ محفوظ ؛ بالدين الأخير الذي ارتضاه الله عز وجل للبشرية ..

ولامناص من تافهٍ ؛ أو مرآته ؛ يعيش ُ ؛ ليقِّلب الحقائق آناء الليل وأطراف النهار في مكتوبٍ وملفوظ
لكن لاهمَّ لمن هذه همته ؛ منحطةً ؛ فالله قد أنزل ( ما يلفظُ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيد ) ...
وكيلٌ على نفسك أنت يا ابن آدم ؛ أنت تكتب بكفك شيئاً يسرك في القيامة أن تراهُ

وما من كاتبٍ إلا سيبلى .: ويبقى الدهرَ ماكتبتْ يداهُ
فلا تكتب بكفك غير شيءٍ .: يسرك في القايمةِ أن تراهُ

فالدنيا دواليك ؛ يومٌ لك ويومٌ عليك ؛ ودولابٌ يدور ؛ ودورانها ( بدوائرها ) ؛ ولننفك من دائرة سْوء
كالتي كانت في منزل الكتاب ( عليهم دائرة السوْء ) ...

رأيتُ الدهر دولاباً يدورُ .: فلا حزنٌ يدومُ ولا سرورُ
وكم بنَتِ الملوكُ لها قصوراً .: فلم تبقَ الملوكُ ولا القصورُ
رأيتُ الناسَ أكثرهم سُكارى .: وكأسُ المـــوتِ بينهمُ يدورُ

وكلٌ سيذوق طعم الموتِ ؛ ( كل نفسٍ ذائقةُ الموت ثم ........ ) ولعمري ؛ ما بعدُ ( ثم ) ؛ كشف ُ حسابٍ وتصفية في يومٍ يشيب له الوليد ، وتذهل كل مرضعةٍ عما أرضعت ...
قفْ أيها الحرف ؛ منطوق الهويةِ أو مكتوبها ؛ منظوماً كنتَ أم مثوراً !!
قفْ ؛ لتسير كما (( يجب )) ؛ لا كما (( تحب )) فالنفسُ كــــــــــ :
والنفسُ كالطفلِ إن تهمله شبَّ على .: حبِّ الرضاعِ وإن تفطمه ينفطمِ
كلنا لديه تسويل ؛ لكن علينا بالصبر الجميل ؛ فالعاقبة إما أحلى وأغلى ، وإما أتعس وأرخصُ ...
كلنا لديه طاقةٌ ، وروحٌ خفاقةٌ في سماء ( هواية ) فهل نصنعُ منها ( هاوية ) ؟؟!! ؛ تسقطُ بنا من تحليق أكرمنا الله بجناحي قدرةٍ فيه ؛ لأننا لم نتوجه بتوجيه ، ولم نحسن استغلال الحواس في جولان..
قفْ أيها القلمُ قبل أن تنطق صامتاً ؛ واضمن لصاحبك مابين لَحييهِ ؛ حتى ينجو رأساً برأس ؛ والجروح قصاص ...
ولا تكن ممن عضَّت عليه بنواجذها ( عينُ الهوى ) ؛ فتكن ممن انطبق عليهم حكم حيكم :
وعينُ الرضا عن كل عينٍ كليلةٌ .: كما أن عين السخطِ تبدي المساويا
ولتستقم كما أُمرتَ بكتاب الله تعالى ، وسنة المصطفى الأمين ...
ولا يكن حتفك تحت حرفك ؛ فالأجل محتوم ، والساعة تدق أشراطها ؛ فإن لم يك ذاك فهذه ...
والكتَّابُ تحت أسنة أقلامها ؛ والكتَّاب تحت أسنة أقلامها ...
خذ كتابك بيمينك هنا حتى تأخذ الأعظم هناك ، والأعمال بخواتيمها ؛ عسى الله أن يختم لنا ولكم بخير ..


وأحبُ أن أكون غصناً رطيباً ؛ قد ارتوى بحفظ منزلٍ على أفضل ...وعساني ؛ كنتُ ...


توقيع :

( ن . والقلم وما يسطرون ...) لعظمة القلم ؛ قد أقسم الله تعالى به ...

لأحدهم : ( لا يضيرني أن ليس على رأسي تاجٌ ؛ مادامَ في يدي قلم ...)

ولأحدهم : ( القلمُ بيد السفيه كالخنجر بيد الطفل ..)

احذر لسانك أيها الإنسانُ .: لايلدغنـَّـك إنه ثعبـــــــــــــــــــانُ
كم في المقابر من قتيل لسانه .: كانت تهابُ لقاءه الشجعانُ

والقلم أحد اللسانين ، والحرفُ وليده ؛ فشقيٌ أم سعيد ؟؟ !!