قرأت لكم - كافكا

قرأت لكم - كافكا


07-24-2003, 09:41 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1059036089&rn=0


Post: #1
Title: قرأت لكم - كافكا
Author: ود العجمى
Date: 07-24-2003, 09:41 AM


فرانز كافكا

(الكفاح يملؤني سعادة تفوق قدرتي على فعل أي شيء، ويبدو لي أنني لن أسقط في النهاية تحت وطأة الكفاح، بل تحت وطأة الفرح).

هكذا كتب (فرانز كافكا) رائد الكتابة "الكابوسية" في أواخر أيام حياته التي قضى معظمها مغمورًا ككاتب تشيكي المولد، يهودي الديانة، يكتب ويتكلم بالألمانية، يكتب هذه الكلمات؛ ليبلور شخصيته التي تخاف إلى درجة الرعب من الفرح والسعادة.

وُلِد فرانز في 3 يوليو 1883م ومات في نفس اليوم -مفاجأة قدرية ذات دلالة- بعد 41 عامًا في مدينة براغ عاصمة التشيك، كان كافكا منتميًا إلى يهود الطبقة الوسطى التي تتحدث الألمانية، وقرب دخوله المدرسة أرسله أبوه "هرمان" تاجر التحف الثري إلى المدرسة الحكومية، ثم إلى الجامعة الألمانية في براغ ليدرس القانون.

وصفه المقربون منه بأنه كان يستعين أثناء حديثه بأعضاء جسمه ووجهه كاملة، وكان بسيطًا خجولاً، يائسًا، معذبًا، وكانت سمة حياته البارزة هي الغضب الذي يولده القلق.

عاش "كافكا" معظم حياته في عزلة، فالتشيك يرونه ألمانيًّا، والألمان يرونه يهوديًّا، واليهود الأصوليون يرونه علمانيًّا، أما الإحساس الأعلى بالعزلة لدى كافكا فكان بسبب علاقته المتوترة دائمًا بمن حوله سواء أبوه أو أمه أو المجتمع ككل، لقد كان يشعر بالقهر، لكنه لم يكن يسعى لتغيير هذا القهر وإنما يكتفي فقط بفضحه وتعريته.

منذ سبتمبر عام 1917م بدأت أعراض مرض الدرن الرئوي تظهر عليه، وقد كتب عن مرضه يقول: "آلام الرئة ليست سوى انعكاس لآلامي المعنوية".

الفن.. علاج للشرخ النفسي أم شرخ أكبر؟

كان هناك شرخ كبير في علاقة كافكا بالعالم –عالمه المحيط والداخلي معًا-، فالعالم الذي عاشه هو نفسه الذي بناه، عالم الغربة الخانق المجرد من الإنسانية وتعبِّر أعماله عن موقفه من العالم الخارجي، ومنذ صباه اهتم كافكا بالأعمال الأدبية التي تناولت العمال المقهورين بالآلات، والمعذبين بالتشريعات فقرأ دستويفسكي، وتولستوي، وجوركي.

يُعَدُّ الأدب عند كافكا فن الهروب، فالأدب في رأيه فرار من الواقع، تُعَدّ كتاباته الأولى مجرد مناجاة داخلية يترجم بها انطباعاته وأحاسيسه، وقد توقف منذ كتابه (الحكم) عام 1912م عن هذا ليكتب أعمالاً أدبية حقيقية.

كما يعتبر رائد الكتابة السوداوية أو الكابوسية التي يعرفها القاص المصري المخضرم يوسف الشاروني بأنها "تصوير الأحداث غير الواقعية بطريقة تبدو واقعية للغاية كما يحدث في الكابوس".

فالبطل في أعماله الأدبية يعيش الحدث الكابوسي، حيث تتزاحم عليها التفصيلات الواقعية، ولكن بشكل يومي بأن هناك قوى ما تتخذ موقفًا مضادًّا لها بصورة تتحول معها الحياة الطبيعية لهذه الشخصية إلى ما يشبه الكابوس، وهذا ما نراه متجليًا في أعمال كافكا الشهيرة، مثل: التحول، الدودة الهائلة، في مستعمرة العقاب، أبحاث كلب، الجحر، وكذلك أعماله الروائية المنشورة بعد وفاته: القضية (1925م) القلعة (1926م).

أعمال كافكا.. مذاق العلقم ولون الفحم وملمس الشوك

هكذا تبدو أعماله: إحساس عالٍ وعميق بالمرارة والظلمة، ففي روايته "المسخ" يقدم رؤية سوداء للإنسان، يصحو الموظف المبتئس بوظيفته وأرهقه ضغط احتياجات أسرته، حيث يعول والديه وأخته.. يصحو ليجد نفسه يعامل كحشرة كبيرة تشبه الخنفساء، ويتحول من مصدر احتفاء إلى مصدر إزعاج.

وتتنفس الأسرة الصعداء حين تموت تلك "الحشرة"، وكأنما الذي يربط الإنسان بأسرته حاجة مادية إذا لم يستطع أن يحققها تخلت الأسرة عنه وحاربته كما تحارب أي حشرة ضارة!!

وفي إحدى روايات كافكا يدفع البطل إلى ساحة المحكمة بلا ذنب، ويصور لنا سير المحاكمة بأسلوب مخيف، فهي تتم تحت سقف منخفض وينحني الجميع من أثره طوال الوقت، ويساق البطل إلى الموت كأي حيوان؟!

ويتساءل أحد الباحثين: "ما الذي يغري "كافكا" بالنهايات المفزعة، حيث يموت البطل دائمًا مع اختلاف الأساليب، فبطل "القلعة" يقتل، وبطل "المحاكمة" يُعْدم، وبطل "المسخ" يموت وكأنه حشرة بشعة.

ولم يكن هذا هو رد فعل القارئ العادي فحسب، بل إن مجلة فرنسية دعت بإحراق مؤلفات "كافكا"؛ لأنه داعية إلى الهدم واليأس، بل إن أديبًا بقامة الفرنسي "جان جينيه" يقول: "يا له من حزن! لا شيء يمكن فعله مع كافكا هذا. فكلما اختبرته، واقتربت منه أراني أبتعد عنه أكثر"، بل وصل به الأمر لشكه في نفسه وفي قدرته على التحصيل والفهم فقال: "هل ينقصني عضو في جسمي؟ فقلق كافكا وضجره أفهمهما جيدًا لكني لا أقبلهما أبدًا".


نقلا عن اسلام اونلاين

Post: #2
Title: Re: قرأت لكم - كافكا
Author: تراث
Date: 07-24-2003, 09:48 AM
Parent: #1

شكراً على كافكا
الجندرية

Post: #3
Title: Re: قرأت لكم - كافكا
Author: تراث
Date: 08-10-2003, 11:13 PM
Parent: #2

عندنا قرأت كافكا لأول مرة قلت : "الله وهل يمكن للبشر ان يكتبوا هكذا؟ " هذه الجملة قالها غابريل غارثا ماركيز في حوار صحفي معه قراته قبل سنوات طويلة .
ان اي حديث عن كافكا لن يوصفه . علينا فقط ان نقرأ ما كتبه . وحينها لن نستطيع ان نقول سوى ماقاله ماركيز . أن نتساءل وهل يمكن للبشر ان يكتبوا هكذا ؟ وحينها لن يهمنا كثيرا مصير ابطاله ، سنتعلم ان المهم هو طريقة كتابة النص الذي امامنا .
الأحداث والشخوص ومصائر تلك الشخوص كلها لاتهم قدر ماتهم تلك القدرة العجيبة على الكتابة ، ولقد قصد كافكا ان ينبهنا الى ذلك عندما سعي الى تهميش شخوصة الى درجة عدم تسميتها ، واطلق حينها على شخيصة رئيسية مجرد رمز صوتي (ك) .
لا بديل من قرءاة كافكا .
شكرا
تراث

Post: #4
Title: Re: قرأت لكم - كافكا
Author: zumrawi
Date: 08-10-2003, 11:31 PM
Parent: #1

Thanks Wad Al-ajami