فـأر المريسة ... وتفاتيف الهريسة

فـأر المريسة ... وتفاتيف الهريسة


07-17-2003, 11:54 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1058439242&rn=0


Post: #1
Title: فـأر المريسة ... وتفاتيف الهريسة
Author: aboalkonfod
Date: 07-17-2003, 11:54 AM



أحاديث ظرفاء مدن السودان المختلفة ، لا تنقضي
بعض الناس لهم ملكات خاصة على السرد وتنظيم الحكاوي
والنكات ، تجعلك لا تمل حديثهم. وفي كل حلة أو قرية
أو مدينة تجد هذه النوعية من البشر ، وهم يتصدرون
المجالس ومنتديات الونسة والشمارات

يحكى أن شلة من المسنيناتية (بتاعين القعدات) ، يحتسون
المنكر، كما قال أخي أبا جهينة ، أطال الله مداده ، وفي
أثناء شربهم للمريسة ، جا من هناك فأر دايش ووقع في جردل
المريسة ، الظاهر كان خرمان عرقي ، فنظر إليه أحد المخضرمين
وإتناولو من الجردل ، ومصاهو زي مص الغنماية لي ولدها الجديد
وقال ليهو: والله يا ابن الكلب زي ما دخلت تطلع ، فصارت مثلاً
يتناقله الناس

لا أدري ما علاقة المريسة بالهريسة ، فالهريسة كلمة شفافة
ذات معاني مختلفة ، تفسر حسب المكان الذي تتواجد فيه
فاذا كنت في الخليج فهي نوع من الاكل الدسم ، يتكون من دقيق
القمح الذي يعجن بشرائح اللحم حتى يصير كالعصيدة
الهريسة كذلك نوع من الشطة تعمل بالدكوة ويضاف إليها الحلبة
يقال أنها لا تضر بالمعدة ، لوجود الحلبة
ونحنا صغار كنا نزهب للحلواني ونشتري الهريسة ، وهي عبارة
عن بواقي الباسطة التي إتعجنت مع بعضها البعض فصارت هريسة
وهي أحلى من البسبوسة ولا تطمم البطن ، لانها كوكتيل ، والأظرف
من ذلك كنا مخلطها باللبن ونضعها في التلاجة حتى تبرد ، ولا
أدري ما علاقة الباسطة باللبن.

ذكرني أحد ظرفاء المدينة قبل يومين ، بحكاية طريفة أحببت أن
أوردها هنا ، فقال وهم في المرحلة المتوسطة كان أحد زملائهم
بليد جدا في اللغة الانجليزية
(نواصل في الحلقة القادمة )


Post: #2
Title: Re: فـأر المريسة ... وتفاتيف الهريسة
Author: aboalkonfod
Date: 07-18-2003, 06:17 PM
Parent: #1



ولأن معلم اللغة الانجيلزية .. يدري ببلادته في
اللغة ، كان كثيراً ما يسأله أثناء الحصة ، وفي
أحد الأيام كتب المعلم كلمةenough في السبورة ثم
طلب منه أن يقرأها .. تلعثم صاحبنا ثم نطقها
إنكااه .. فأطلق عليه الجماعة فلان إنكااه

ذكرتني هذه الواقعة ذلك الصوت الذي يصدره الطفل
الصغير عندما يصرخ ..

عودا إلى حكاية الهريسة وتفاتيفها المبعثرة
التي تشي بشئ من عدم الانتظام والبعثرة .. تماماً
كحالة بوردنا في هذه الايام الرمادية .. أصبح كسوق
أم دفسو .. يرتاده شتى صنوف الباعة والمشترين ،،
لا لأغراض التجارة فحسب ، بإعتباره سوقاً عاماً ، و إنما
كما قال أخي أبا جهينة ، يتأبطون أجندة أخرى ، لا ناقة
ولا جمل ، للثقافة والأدب والتعارف والتندر الظريف ، دخلاً
فيها ، بل أصبح كالماء الراكد ، أو الآسن .. فأصبح كيمان
كيمان كيمان ، نظام شللية وكدي ، وكل مسكون بهاجس التلميع
واللعمان ، حتى ولو كان من معدن غير مصقول ، لا يقوى على
البريق. الكل مهجس بعوارض السياسة ، شفانا الله منها ، وهم
منها أصفار ، بل كالبراميل الفارغة التي تصدر ضجيجاً مزعجاً
، لا لشئ إلا لأنها فارغة.
وقعت في يدي هذه الأيام سيرة المناضل الأفريقي نلسون مانديلا ،
وأعجبت إعجاباً، عندما علمت أن مدخله للسياسة ، كان إجتماعياً
صرفاً ، فقلت في نفسي ليت الرجرجة والدهماء تعلم بذلك. تعجبني
جدا كتابات .. شيري .. تلج إلى باب السياسة بأسلوب اجتماعي
ظريف ولطيف ، تشدك للدخول ، أما مصدري الفتاوي والأحكام
السياسية العجفاء ، من نوعية الخرطوم ليست بنما ، أو بغداد/
وحتى لو ساندهم كوفي عنان البورد ، أحيلهم لمذكرات نيلسون
حتى يحترموا عقولنا التي كادت أن تنفجر بمتفجراتهم التي لا
فكر ولا أدب ولا ثقافة فيما يدخلوه عقولنا عنوةً ، وليس إقتداراً

في زمن يشي ويرشح بالا ثقافة ، يصبح الكل متهم حتى يثبت ولاءه
لتلك الطائفة أو لهذي ، دعوا الأقلام تتوشح دموعها دون تفنيط
سياسي أو طائفي أو جهوي مبغوض

قال لي أحد ظرفاء البورد ، أن هنالك مخبرين سريين من وزن رقم
صفر ، الذي لم يره أحد ، مهمتهم تعميد الجماعة وتفنيطهم حسب
الميول السائدة مش المتنحية ، وقال لي قد تجد الواحد منهم بعدة
أسماء مختلفة ، يتوشح نظارته السوداء وكابه الروسي وغليونه على
فمه ، وتجده جالسا في حديقة البورد ، يتصفح صحيفته المخرومة
لزوم التكحيل وكدة ،،، يرسل التقارير أول بأول .. فمثلاً خرج
الكنفد من جحره الساعة السادسة ، طارد فأرا جكراً من الحجم
العائلي أصابه في مقتل ، ثم ركن دابته يحتسي مشروبا أبيضاً
لا ندري أمنكر أم رزق حلال ، قابل فتاة تكلم معها ثم صعدت
ظهر دابته لا ندري أخطفها أم حنكها ، ربما تكون مخندقة معه
فهل نلقي القبض عليه أم نرديه مارقاً أو كوزاً لعينا ملعوناً

في زمن ولعت فيه تكاليف المعيشة ، حتى غدت حمراء كنار جهنم
أصبح البشر يخشون الضيوف أكثر من خشيتنا من معلم الرياضيات
ونحن في مرحلة الابتدائي ، ومن أفانين القدر ، الناس في
مساكن البورد صاروا يحبون الضيوف أكثر من محبة الحرباء
لطندبته ، وذلك ليس كرماً ، أو لسواد عيون الضيف ، وإنما
لسواد عيون البوست ، ولرفعته سامقاً شامخاً كسارية العلم،
فيحسُ صاحبه بالزهو والفخار والعجب ، فقال صاحبي ، أن
مخبري البورد أنشأوا وحده خاصة أسموها ،، قسم رفع
البوستات وتزكية المختارات ،، ودة قسم خطير وفعّال جدا
يعني خمسة مخبرين فقط لو إتسلطوا فيك يرفعوا ليك بوستك
في السماء ،، وعشان تبوس شنو أنا ما عارف ،،، وومكن يكون
بوستك خارم بارم ، يعني كشة مشة ، وبرضو ما مهم المهم
الميول والشئون القلبية / ومحل ما القلب يحب الرجل تتِب

قال لي صديقي العربي ، أنكم شعب إنطباعي جدا ، تمجدون
أنفسكم دون سبب لذلك ، وتتناقلون أحاديثاً ، تبرهنون بها
ذلك ، ما أنزل الله بها من سلطان ، فيرون لك مثلاً أن سودانياً
كان في دولة خليجية ، فضاقت به سبل الرزق فقرر الانتقال
لدولة خليجية أخرى ، لا يعرف فيها جناً ولا إنسياً ، فذهب
إلى المطار ، بعد أن كتب خطاباُ مقتضباً ، وبه صورة من
جوازه وصورته الشمسية ، فوجد عربياً سلمه الرسالة وقال
له سلم هذه الرسالة لأول سوداني يقابلك في المطار ، وقد
كان ما وصى به ، تلقف تلك الرسالة أول سوداني صادفه ثم
استخرج له الزيارة وأرسلها له. فقلت لصاحبنا العربي ربما
يكون ذلك السوداني ،، فكي ،، وقد يكون الأخ سجيمان أرسل له
كادوكاً عبر موقعه إياه ، ففعلت في سوداني المطار أفاعيلها

تذكرني هذه الوقائع بما يروية صاحبي الذي كان يدرس في
إحدى مدن أو أرياف الجزيرة ، وكان معلم اللغة الانجليزية
خواجي ، وبحكم تداخله مع الطلبة كان يسمع كثيرا بالمدينة
عرب ، فقرر الذهاب لتلك المدينة ، ولما ذهب صُعق وذُهل ، فقال
والله لقد وجدت العرب ولكني لم أجد المدينة .. لأنها ببساطة
كانت عبارة عن قرية بائسة

فنحن السودانيون ، فكرتنا عن أنفسنا في كثير من الأحيان غير
صائبة أو رومانسية ، تتخللها العواطف المشوبة بإحساس غير سوي
خاصة في بلاد الغربة ، فالكرم والشهامة معادل طبيعي لسد الفقر
الذي نحسه ،، الملاح لو قصر أتيبرو موية ،،، والشغلانية بتسلك
مثلا تجد في كثير من الأحيان يتحدثون ، خاصة في بلاد الغربة ، عن
نبوغ السودانيين وإبتزازهم لأقرانهم العرب والأجانب في معاينة
أو في أي مجال من المجالات ... عليك الله كلام زي دة ما يركب عقل
طفل برضع لسة .. يجي النبوغ والخبرة من وين ، إذا كان العالم
كلو بتقدم كل ثانية ، ونحنا بنتأخر ، ناهيك عن البلاوي الاقتصادية
التي نعاني منها ، والتي تؤثر في كل مناحي الحياة .. عليكم الله
فكونا وما تفكوها في أنفسكم أيها الناس ..
ومن منطلق تعاملاتي المالية مع السودانيين في الخليج ، وجدتهم
أكثر الناس إهداراً لحقوق الأخرين .. ووالله لو لقوا مال النبي
ياكلوهو .. ويقولوا ليك بعد دة كلو نحنا أأمن ناس ‍‍.. ؟ بالله
دي تستقيم كيف وقرائن الواقع التي تكذبها

(نواصل في الحلقة القادمة)


Post: #3
Title: Re: فـأر المريسة ... وتفاتيف الهريسة
Author: ابو جهينة
Date: 07-19-2003, 08:32 AM
Parent: #2

أبو القنفد العزيز
السلام ألوف و إحتراماتي. تسلسل جميل ، و مواضيع أجمل. نتمنى أن تواصل.
تسلم أبو القنفد

Post: #4
Title: Re: فـأر المريسة ... وتفاتيف الهريسة
Author: Abdel Aati
Date: 07-20-2003, 05:42 PM
Parent: #2

عادل

المخبر عادل يرفع البوست الظريف لابو القتفد

وبالمناسبة كان ابو القنفد اول حيوان اليف – اوما اليف والفته –
امتلكه انا واخي عصمت
وكما وجدناه صدفة ذات يوم
ضاع منا صدفة ذات يوم اخر

تحياتي لذكري تلك الايام

عادل

Post: #8
Title: Re: فـأر المريسة ... وتفاتيف الهريسة
Author: aboalkonfod
Date: 07-21-2003, 12:02 PM
Parent: #2



الأخ / أبا جهينة ............. لك السلام

شكراً على طلتك البهية .. وإنشاء الله
نواصل اذا كان في العمر بقية وفـي
المداد .. باقي أحرف


الأخ / عادل عبدالعاطي .... سلامات
أيها المخبر الما سري

شكراً على طلتك .. وبمناسبة رفع
بوستي .. الله يرفع مروتك ومقاديرك
(طبعا مفرد مقدار)

"" وبالمناسبة كان ابو القنفد اول حيوان اليف
– اوما اليف والفته –
امتلكه انا واخي عصمت
وكما وجدناه صدفة ذات يوم
ضاع منا صدفة ذات يوم اخر ""

ورداً على تعليقك ، يقال أن القنفذ
جان أو شيطان ، لأنه يختفي دون أن
تحس به أو تراه

ولك الشكر عزيزي عادل


Post: #5
Title: Re: فـأر المريسة ... وتفاتيف الهريسة
Author: Hozy
Date: 07-21-2003, 07:14 AM
Parent: #1

الاخ ابو القنفد

كيفك كده؟
ما خايف ياخوي من انك تجيب سيرة البحر ده تاني؟؟؟!!!!!؟
لووووول

Post: #6
Title: Please keep up ya MELIK.
Author: elhilayla
Date: 07-21-2003, 07:51 AM
Parent: #1

Salam Walid
Really lived with UR nice narration.
I may B back with more comments.
Please keep up ya MELIK.

Post: #7
Title: Re: Please keep up ya MELIK.
Author: ابو جهينة
Date: 07-21-2003, 11:02 AM
Parent: #6

أبو القنفد
نحن في إنتظار بقية الموضوع الشيق.

Post: #9
Title: Re: Please keep up ya MELIK.
Author: aboalkonfod
Date: 07-21-2003, 12:32 PM
Parent: #7


الأخت هوزي .... (بكامل وشاح حزنها النبيل) .. سلام

زي ما قال عاطف خيري

وجعني في البحر السكات
وسكتني في البحر الوجع

نعمل شنو يا هوزي ...
حكمة البحر الخلتنا كيف
نقرأ الألم


Post: #10
Title: Re: Please keep up ya MELIK.
Author: aboalkonfod
Date: 07-21-2003, 12:33 PM
Parent: #9

أبا جهينة

جايين إنشاء الله