السلوك الجنسي في مجتمع إسلامي .. ... ف. المرنيسي

السلوك الجنسي في مجتمع إسلامي .. ... ف. المرنيسي


07-15-2003, 08:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1058298130&rn=0


Post: #1
Title: السلوك الجنسي في مجتمع إسلامي .. ... ف. المرنيسي
Author: bunbun
Date: 07-15-2003, 08:42 PM

السلوك الجنسي في مجتمع إسلامي رأسمالي تبعي
تأليف د. فاطمة المرنيسي – مغربية –
صدر عن دار الحداثة والتوزيع – بيروت – 1982
صفحات الكتاب : 174 في الحجم الصغير
عرض د.فاطمة بابكر
يحتوي الكتاب على مدخل بقلم المؤلفة . ثم مقدمة بقلم ارزويل فاطمة الزهراء التي ترجمت الكتاب من الفرنسية للعربية وتشتمل المقدمة على مناقشة بعنوان" عمل المرأة الفعالية والتهميش "
يناقش الفصل الأول مستقبل البلدان الاسلامية مؤكدًا أن لا مستقبل لها دون تحرير النساء ومشاركتهن الفاعلة في كل مناحي الحياة ثم تورد الكاتبة وفي نفس الفصل وتحت عنوان" الفاشستية في تصورات البورجوازية الصغرى " ثم تطور العائلة في اقتصاد مجمد للطاقات ثم أثر التصنيع على المرأة وعدم انتظام سوق الشغل وتأثيرة ، ثم البكارة الاصطناعية : ظروفها وعقلية مستهلكها .
تطرح الكاتبة في الفصل الثاني مسألة تقلص دور العائلة الاقتصادي وفي الفصل الثالث والاخير تعالج فاطمة المرنيسي قضية هجرة النساء المغربيات من الريف للمدينة وبالفصل عناوين جانبية تستعرض بالتحليل القضايا الاتية : الخادمات ، النساء في قطاع النسيج ، الطلاق ولماذا يوجد أطفالنا في الشارع ؟
ما حدا بي لاستعراض كتاب فاطمة المرنيسي – (( الكلام لدكتورة فاطمة بابكر )) هو أن فاطمة المرنيسي ككاتبة عربية قد استطاعت من خلال هذا الكتاب ان تسجل غزوًا مشروعًا بيد أنه جزئيًا وشجاعًا لقضايا المجتمع العربي الاسلامي بجدية وعن معرفة عميقة الرؤيا ومبسطة الطرح ... وفي الكتاب أسئلة وأجوبة لها لم يجرؤ من كتبن وكتبوا عن مسألة المرأة في العالم العربي أن يطرحوها فيما عدا آمال رسام ونوال السعداوي لكن طرح فاطمة المرنيسي كان مباشرًا وواضحًا وصريحًا أكثر من ذلك فإنه يتسم بمزج القضية النسوية بالقضية الطبقية وبواقع الثورة والثوريين والثوريات في العالم العربي المعاصر .
ولقد أوجزت فاطمة في المدخل لكتابها بقدرما جودت واقتطف من المدخل ما يلي : " أيها الرجل العربي المثقف كم من شهرزادات حاولن الحوار معك ، واستثمرن طاقاتهن في بناء جسور للتسلق اليك ومناجاتك مناجاة القرين للقرين لا العبد للسيد وأنت منعزل ببناء الثورة التقدمية خارج المنزل في خلايا الحزب والنقابة والجمعيات النقابية والمؤتمرات والايام الدراسية ، وحملات التوعية الشعبية والمؤلفات في الايدولوجية والاقتصاد والتاريخ ؟
أيها الرجل العربي كم مرة جرمت الثورة ورفضتها حينما تجسدت في سلوك زوجتك او عشيقتك او ابنتك أو أختك او كاتبتك ؟
أيها الرجل العربي كم مرة افتضضت الوعي وخنقته لما تجلى في افكار زوجتك او ابنتك او زميلتك ؟ أيها الرجل العربي أأنت مرغم على هذا التناقض الى الابد ؟ امصيرك ان تعيش الثورة منحصرة في خلايا الحزب والنقابة لا متدفقة على فراشك ونومك وأكلك وتسليتك ؟
وكيفما كان الامر يظهر ان ازمتنا الحالية تتجسد في علاقتنا بالسلطة وحب السلطة ، ضمن أخذها منا نقدم على حرمان الاخرين منها والسعي لاحتكارها . فحكامنا يتهافتون وراء احتكار السلطة وسلبها منا ظانين ان في ذلك سر القوة ... لكن سر القوة يكمن في العلاقة الديمقراطية ومصير العلاقة بين الجنسين يعكس مصير العلاقة في المجال السياسي .
وفي تناولها لقضية الفاشية في تصورات البورجوازي الصغير تضيف فاطمة المرنيسي بعدًا جديدًا حول قضية المرأة . وتورد ان المعاداة للسامية ثم اليهود هي دعوة لاحتكار جنس من البشر بسبب أصله أي جنسه ... وأوردت ايضا ان من يعادي السامية يعادي كل ماهو أجنبي بل يمكن وصفة بالعنصرية والاستبداد تجاه زوجته وعائلته .
كما يكون معجبًا برؤسائه ومحتقرًا لكل اؤلئك الذين لا يملكون المال ، السلطة ، او اتخاذ القرار .
ثم تستجوب فاطمة المرنيسي فلاحة في عمر السابعة عشر اسمها خديجة وفلاح بدوي وتخرج من نتيجة الاستجواب هذه بأن الفلاح المغربي يحتقر المرأة كما يحتقر الفلاح . فيوصف المرأة بالتلاعب وسوء الأخلاق كما يوصف الفلاح بالكسل والكذب . ويرى الفلاح المغربي أن المرأة المتزوجة لابد ان تقر في بيتها لأن الرجل هو المسئول عن الانفاق عليها .. كما يرى ان المرأة لايجب أن تترك بيتها للعمل خارجها إلا إذا كانت أرملة او مطلقة او محتاجة للعمل
وفيما يتعلق بالمرأة والصناعة فإن الكتاب يخطرنا بأن المرأة حينما تشتغل بالصناعة فإنها تشتغل بالأعمال الممتدة من عملها المنزلي النسيج " الحياكة ، المواد الغذائية وتبعد عن المرأة نهائيًا عن فروع الإنتاج المتقدمة في التقنية مثال ذلك صناعة السكر ، ليس ذلك فحسب بل وبناء على دراسة قمت بها في السودان فإن النساء يبعدن عن الاليات الحديثة والتي تنحصر في الرجال ... وتتمركز أعمال النساء العاملات في الصناعة بممارسة أعمالهن على ماكينات شبه يدوية او يدوية دون الرجال .
قالت لي إحدى هؤلاء النساء ما يأتي : أستطيع ان اعمل في أي اله مهما كانت متقدمة لانني ابغي ان اطور نفسي وقدراتي ليست هنالك الة تستوقفني فأنا جديرة بأن أجرب كل الاليات مثلي ومثل الرجل تماما .. لكنهم لا يعطوني هذه الفرصة ولو أعطوني اياها لبرهنت لهم اني قادرة على ادارة أي ماكينة مهما كانت معقدة
لا اود ان الخص كل فصول الكتاب – الكلام لفاطمة بابكر – لكنني اود ان استعرض قضية حيوية ناقشتها فاطمة المرنيسي عن معرفة عميقة تلك هي قصة التناقض الثانوي بين امتيازات الرجال وطلب النساء للتحرر الكامل .. وفي بسعيهم لتعويض هذا المنحى لجأت العقلية الذكورية لما هو مستورد فأثرت ان تتهم حركة المرأة بأنها مستوردة من انجلترا اوة فرنسا او المانيا او امريكا . وهذه حكاية قديمة يمكن ان تنسحب ودون تردد على الافكار الماركسية عامة لماذا الخوف من قضية تحرر المرأة ؟ ولماذا اتهامها بأنها مستوردة من باريس مثلا ؟ تورد فاطمة المرنيس ان حركة المرأة ليست مستوردة من لاريس وحركة المرأة لا تشكل خطرًا كما انه لا داعي للتخوف للتغيير الذي يأتي من باريس ان التغيير في العالم العربي لا يمكن ان يأتي من نيويورك او لندن ، بل لا يمكنه ان يأتي الا من بيروت او مكة او الخميسات ، ولا يمكنه الا ان يأتي من الداخل وبالنسبة لاؤلئك الذين يخافون حركة تحرر المرأة نقول :
اطمئنوا ان المعارضة تتصاعد من الاحشاء ومن الجذور العميقة جدًا ، من الماضي والتراث ومن نظرة متميزة الى الماضي وقراءة خاصة للتاريخ فالمعارضة والثورة هي محاولة متواضعة لتغيير الحياة العامة
ان الثورة مثلا ان ينظر الرجل ذات صباح الى زوجته نظرة جديدة وا ن يسمع صوتها الذي أحاله التجاهل الى همس لصمته وباستطاعة كل رجل ان يحصل على هذا الامتياز مهما كان سنه ورصيده ومكانته ودرجة ثقافته ، وهنا تكمن قوة الثورة الثقافية والايمان بالمستقبل حيث لا تكون علاقة الند للند مبعثًا للقلق .
من المؤسف ان حقوق طبع هذا الكتااب رهينة بطابع لبناني ومع مشاكل بيروت – لبنان فإن هذا الكتاب يبقى رهينًا لحقوق الطبع هذه . نأمل ان تتمكن دور نشر أخرى من طبع النسخة الثانية من هذا الكتاب الهام حتى يتم توزيعه على أكبر قدرفي العالم العربي لا نه وبحق يعلن عن صوت المرأة ضميرها ومعاناتها .. كما انه يشكل تحديًا ثوريًا للثوار العرب
انتهى استعراض د. فاطمة بابكر
نقلا عن العدد الثالث 1987 التي ( كانت ) تصدرها الجبهة الديمقراطية لاساتذة جامعة الخرطوم –