كيف تحولت الاحلام ...الي كوابيس

كيف تحولت الاحلام ...الي كوابيس


07-13-2003, 11:44 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1058093058&rn=0


Post: #1
Title: كيف تحولت الاحلام ...الي كوابيس
Author: الكيك
Date: 07-13-2003, 11:44 AM

| اتصل بنا | الصفحة الرئيسة | هيئة التحرير | كتاب مشاركون |مجموعة الوسائط |

القائمة الرئيسية

· جميع الأقسام
· الأخبار
· الرأي
· اعمدة
· اقتصاد
· تحقيقات
· ثقافة
· حوار
· رياضة
· سياسية ومتابعات
· فنون
· ولايات



روابط الصحافة

· الصفحة الأولى
· منوعات
· المحتويات
· الارشيف
· الاعضاء
· البحث
· الرسائل الخاصة
· استفتاءات
· راسلنا



اعمدة: مسارب الضي


الحاج وراق كيف (تتكوبس) الاحلام؟


كانت وتظل أحلاماً ملهمة وجذابة - أحلام الاسلاميين فى مجتمع الطهر والاستقامة، وأحلام البعثيين في الوحدة العربية من المحيط الى الخليج، وأحلام الشيوعيين فى العدالة والمساواة ... فكيف تحولت الأحلام النبيلة إلى كوابيس مفزعة ؟!
صورة أولى :
لم يصل أصحاب حلم جديد الي السلطة الا بعد صدامات ومعارك مع القديم، حفراً على الصخر بالأظافر وخوضاً فى المعاناة والآلام والدم والدموع ... يأتون مفعمين برغبة وتشابى لإصطياد الثريا من السماء وانزالها تمشى زينة على الثرى .. ثم ! يجلسون على الكراسي .
يبدأون يصدرون الأوامر الثورية، فيعاند القديم، ما من جديد مبرر وصحيح إلا ويشق طريقه كخرط القتاد، يعاند مثقفو القديم، ويعاند موظفو القديم، ويبدأ التطهير، ليكنس عناد القديم، ولكن ليس وحده وانما معه كذلك كل شخص يقوى على أن ينتقد أو يقول لا ! ثم لا يتبقى سوى الإمعات- ماسحى الجوخ ومزينى الأهواء، أولئك الذي يؤثرون السلامة على كل شئ بما في ذلك الكرامة، الذين يصفقون لكل هراء ما دام من فوق، يحزنون لحزن القائد، يعطسون لزكامه ويقهقهون حتى لفكاهاته السمجة، وحرصاً على مزاجه أن يتعكر يدبجون له تقارير ( كلو تمام سعادتك!) ... وغني عن القول أن مثل هذه الطينة البشرية لن تشيد عماد أحلام جديدة، فنفوسها الوضيعة من الطين وفى الطين تقر، وبظهورها المحنية بالذل وعيونها المنكسرة بالخضوع لا تؤشر نحو ثريا الأنجم وانما دوماً نحو أوحال المستنقعات ... ولكن أثر هؤلاء لا يقف عند ذلك وانما يمتد ليطال القادة أنفسهم!
فعلى الكرسي الوثير يعتاد القائد أن يلمّح فيطاع، وأن يغلق أذنيه بطين الوشاة والمنافقين- يصورون له كل نقد مؤامرة، وكل معارض عميل أو مرتد أو خارج عن الملة ... ويعتاد على أن يخطئ فيتم التغنى بعبقرياته الفذة، ويعتاد أن يتخبط فى الإخفاق والخيبات والهزائم فتزداد النياشين والأوسمة والألقاب وأكاليل المجد والإنتصارات! وهكذا يتخيل العالم الواسع الكبير بحدود عالمه الضيق- عالم الكرسي والإمعات الطين، فيتصور نفسه إلهاً أو نصف إله، يتشكل العالم كما امعاته طوع بنانه أو بأمر من فمه السنى! حينها يغيب الواقع فى زبد الأوهام، وتختلط الرغائب بالوقائع، والأحلام بسراب الأمانى، وتختلط الغايات والوسائل، حينها تصل الحالة إلى ما اصطلح بتسميته بـ (سكرة السلطة) ... وفى السكرة تضيق الفكرة وتتسع السلطة، ومع غياب العقل بالخمر يغيب السؤال : هـــل السلطة للفكرة أم الفكرة للسلطة ؟!.
صورة ثانية :
ولأن الجديد يأتى غريباً وضعيفاً فربما يبحث عن المشروعية والإعتراف عند القديم، فيسعى أصحاب الحلم الجديد لاستقطاب أوجه من أعيان المجتمع القديم على غرار (شهد شاهد من أهلها) ... وربما ينجحون فى ذلك، ولكن عادة ما لا يقنع المستقطبون الجدد بدور (الشهادة) فيتحولون شيئاً فشيئاً إلى منصة القضاة !
ولأنه ليس للمستقطبين الجدد سهم يذكر فى المعارك التى أفضت الى مأثرة (الانتصار الكبير) فانهم يبحثون عن معارك اضافية يعوضون بها نقص الإنتماء ويؤكدون بها الولاء ... ولكنهم - وبطبيعتهم التى أبقتهم سابقاً على رصيف الفرجة- يزورون عن المعارك الشاقة والمعقدة ،ويرغبون فى معارك صغيرة وسهلة، وما أسهل اصطياد معارض مستضعف أو ناقد مسكين! وهكذا يتخصص المستقطبون الجدد في معارك الوشاية والتبليغ واصطياد المعارضين، وتتكفل حلاقيمهم القوية بتمجيد المعارك الصغيرة كأمهات معارك، معارك تأمين الثورة من أعداء الثورة وأعداء الشعب! ثم تكر الدائرة- من تصفية ( الأعداء) إلى تصفية المنافسين على المناصب ثم إلى تصفية الأكثر صدقاً والتزاماً وأصالة وذلك لأن هؤلاء يذكرونهم ما يودون نسيانه - يذكرونهم بطارئ الولاء ونقص الانتماء!... وحين تكتمل الفصول الختامية لا يصفى أو يسجن المعارضين والمنافسين والأصلاء وحدهم وانما كذلك الأحلام ذاتها !
صورة ثالثة:
وفى غياب الشفافية والمراقبة والمساءلة يجعل المستقطبون الجدد من أنفسهم نفاجاً مفتوحاً وعلى الدوام تجاه المستنقع القديم... فى العوازيم المخملية، وبصدف مخططة كالقدر المحتوم، يلتقى قادة الجديد بأقوى وأجمل ما فى المجتمع القديم- يلتقون بنساء الطبقة المترفة .. وهناك يختار القادة إما السكرتيرة الجديدة أو مديرة المكتب الجديدة أو الصديقة أو الزوجة .. ومن يومها فإن الأرواح التى لم تقيدها سلاسل الحديد في المعتقلات والسجون السابقة تقيدها خيوط الحرير الناعمة البهيجة !.. من يومها تبدأ قيود المشروبات والأطعمة التى تتحلب الأشداق لمجرد ذكراها ، وقيود الوجوه المضيئة كالملائكة ، والأزياء التى في منتهى الثراء من الرونق ومنتهى الفقر في ستر أجساد شهية حد الموت ! ثم قيود السهرات التى تنسى فيها اسمك ووصفك وحزبك وربك! .. ويتغير نمط الحياة، تتغير الأذواق، وتتغير الإهتمامات، وتبدأ المقارنات والمفاضلات بين موديلات العربات وموضات الأزياء وأماكن الترفيه والإجازات، والمفاضلات بين أنواع الاكسسوارات وقلائد الذهب والمجوهرات ! ... ومع هدايا السلاسل المرغوبة أولاً ثم المطلوبة ثانياً تبدأ عرى الفضيلة فى التهتك وتلتف على الأيادى أغلال السقوط ... فسلاسل الذهب والمجوهرات تحتاج إلى العمولات ، والعمولات وحدها لا تكفى ، فتحتاج كذلك الى التصرف فى النثريات ، ثم إلى التلاعب في العطاءات ثم التلاعب في الحسابات، ثم إلى الفساد العارى والجرئ كذات فسق وعري الأجساد الشهية ! ... وهذا هو مختصر الآلية التى تسجن بها نجوم الثريا في غرف النوم ! .
وبعد
لم تسقط الشيوعية لأن جورباتشوف كان عميلاً للمخابرات الامريكية، ولم يسقط نظام البعث بخيانة قادة الحرس الجمهورى ، كما لم يسقط مشروع الحركات الاسلامية لأن واحداً ما، خان المبادئ ... تلك أقوال خداع النفس ... والحريص حقاً علي الأحلام لابد ان يبدي حرصاً موازياً على الحقيقة ... والحقيقة أن الخيانة الأصلية هي الجهل ... الجهل بأن مبدأ الحرية هو السلم بين ثرى الواقع وثريا الأحلام .. والجهل بان السلطة مفسدة والسلطة المطلقة مفسدة فساداً مطلقاً ... والجهل بأن النقد أفضل أداة إبتدعتها الانسانية للبناء والترقى .. والجهل بمبدأ الواقع ، وبأنه مهما كانت الأحلام النهائية فإن الأهداف المباشرة لا بد أن تحكمها القدرات الفعلية ... والجهل كذلك بسنن التغيير الاجتماعى (التواصى بالحق وبالصبر) فلا حق إلا مع الصبر ، والمجتمعات الواقعية كما نفوس الناس العاديين لا ترتقى إلا هويناً ورويداً، والذين يشدونها شداً إما يقطعونها إرباً او يقطعون أنفاسهم بلا جدوى!
وعلي كلٍ ، وبرغم كل شئ، يظل العالم الأفضل ممكناً ! ..







روابط ذات صلة

· زيادة حول الحاج وراق
· الأخبار بواسطة admin

--------------------------------------------------------------------------------

أكثر مقال قراءة عن الحاج وراق:
مسارب الضي



تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 1




الرجاء تقييم هذا المقال:












خيارات


صفحة للطباعة

أرسل هذا المقال لصديق



"تسجيل الدخول" | دخول/تسجيل عضو | 0 تعليقات
الحد -1 0 1 2 3 4 5 لا يوجد تعليقات شبكي سرد موضوع ورد القديم أولا الجديد أولا الأعلى تقييم أولا

التعليقات مملوكة لأصحابها. نحن غير مسؤلون عن محتواها.



التعليق غير مسموح للضيوف, الرجاء التسجيل









جريدة الصحافة © 2003
Designed and hosted by Al