أنا والكلب وميراث الخواجة

قمت سادتي بشراء دار في حي يعتبر من الأحياء التي يقل فيها عدد الأجانب وهذه تعتبر مثلبة وإن لم أكن أدري ذلك إلا بعد إنتقالي للسكن به والحي بصورة عامة يغلب عليه الهدوء ولا غرابة فجل ساكنيه من كبار السن وهو حي جميل تملأ شوارعه الزهور وإن لم يكن ذلك غريب علي الأحياء الهولندية خاصة في القري وكان يوم إنتقالنا برنامج فوق العادة لعجائز الحي الذين جاءوا للفرجة وهم شعب يعشق النميمة بصورة ملفتة ويقتله الفضول وكان هنالك إستقبال خاص من جاري التركي الذي بادرني بالسؤال التقليدي(أنت مسلمان) والمقصود هل أنا مسلم وعند إجابتي بالحمد لله تبسم الرجل وقام بإعطائي فكرة سريعة عن سكان الحي محذرني من جاري العجوز في الناحية الأخري من أنه يكره الأجانب وأن له كلب مدلل علي بتحذير أطفالي من اللعب معه ليس خوفا عليهم كما توهمت وإنما لأن العجوز يقضب لذلك ولم يدم الهدوء طويلآ ففي اليوم الثاني مباشرة إذا بجرس الباب يرن وإذا بالعجوز يقول لي دون تحية أنا جارك وجئت أطلب منك أن تهتم بحديقتك لأن منظرها يؤذي الشارع فوعدته خيرا ونسبة لإنشغالي بإستقبال الإخوة السودانيين الذين يأتون مباركين المنزل الجديد نسيت أمر الحديقة إلا أن العجوز لم يدعني أنسي هذه المرة فجاء ومعه معدات لا أعرف لها إسما بالعربية ولكنها تستخدم في الحرث والزرع وقال لي أنت شاب وعليك بأن تكون نشط وأنه يسلفني المعدات مقابل أن أشذب حديقتي ونظر الي حديقته وقال أنظر أليست بجميلة المهم سادتي قمت بالواجب وأكثر وحلقت الحديقة (كري) بفتح الكاف أي جعلتها صلعاء تماما وقد أرضاه ذلك علي ما بدا لي ثم أخذ العجوز يقوم بزيارتنا بصورة صارت شبه يومية وتكرمت زوجتي بعمل وجبة له فأشاد بها وأصبح العجوز جزء من حياتنا اليومية وقامت صداقة بينه وإبنتي الصغيرة ستة أعوام وكان في كل زياراته تلك يرافقه كظله كلبه اللعين وهو كلب ترانزستر حجمه لا يزيد عن ترمسة شاي شايقية وكنت في نزاع يومي للتوفيق بين معرفتي بالعجوز من ناحية والتركي من ناحية أخري ومحاولة كل منهم تحذيري من الآخر وقد جائني التركي طالبا مني الذهاب الي المسجد وهي تجربة لم أكررها لأن الإمام الذي صلي بنا لو صلي خلفه سليمان لصلي بترجمان وسارت بنا الحياة ولم يكن هناك من يقوم بزيارة العجوز إلا إمرأة تقوم بخدمته جزء من اليوم رغم أن العجوز يتحدث عن أن له من الأبناء ثلاثة وصار من مهامي أخذ الكلب اللعين للتبول وفسحة الصباح حينما يتوعك العجوز وكنت أعرف أن علي فعل ذلك حينما يتأخر العجوز في الإستيقاظ صباحا وفي يوم ذهبت كعادتي لتبويل الكلب إذا بالعجوز لا يرد رغم سماعي لنباح كلبه وقمت علي نصيحة زوجتي باإلإتصال بالبوليس وجاء الأخير سريعا مصحوب باإلإسعاف وكان العجوز قد فارق الحياة وتم قفل المنزل وشاهدنا أبنأءه لآول مرة في تشييع الجسمان ولم نفتقد العجوز كثيرا للأمانة وبعد فترة اعتدنا علي غيابه ولم يعد يذكره إلا إبنتي سارة إلي أن جاءني خطاب من محامي الحكومة يتعلق بميراث لي تركه العجوز مما جعل زوجتي تحلم بصوت مرتفع حتي أني خفت عليها من الجنون وقد تمادت في أحلامها حتي أنها فكرت في فتح الجدار بين المنزليين بزعم أن العجوز ورثني إياه ولا أطيل عليكم سادتي ذهبت في الموعد وكانت أسرة العجوز كلها حاضرة ولعجبي كذلك الكلب وقد رحب بي وكان الوحيد في ذلك وقرأ المحامي الوصية وقد أوصي العجوز عليه اللعنة بثروته للكلب علي أن تقوم الشقالة برعايته وحين وفاته يذهب المنزل للبلدية وأوصي لي بكمبيوتر لاب توب لم أفرح به كثيرا لأن العجوز لعنة الله عليه عامل كلمة سر للدخول في البيوس وليس في السستم فأمر الأخيرة هين ولا يخفي عليكم حال زوجتي فقد صارت طريحة الفراش من الإسهال وتكلم نفسها ولا أفهم من كلامها إلا بعض هنات تدعو بها علي الخواجة وكلبه وعلي من يقرأ القصة ويحنو علي حالي أن يساعدني في كيفية إزالة كلمة السر من البيوس
خالد الحاج

ما تحمد الله ياخالد انها جات علي الكمبيوتر بس
اتخيل مثلا لو المرحوم كان ورثك الكلب
كان أكلت(نيم)...فبالاضافة الي تفسيحه وتبويله
كان مفروض تأكله وتحميه وتوديه الدكتور
واذا كان من الحجم الكبير..بتدفع ضرائب سنوية
غايتو الكمبيوتر علي الأقل
ممكن يكون جزء من ديكور المنزل
وأهو بلا أخف من بلا

أحمد عكاشة00مساك الله بالخير000 الشوق مطر والله00شكرآ للطلة