د.حمد النيل محمد الحسن يرثي بروفسير عبد الله الطيب

د.حمد النيل محمد الحسن يرثي بروفسير عبد الله الطيب


06-28-2003, 08:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1056827675&rn=1


Post: #1
Title: د.حمد النيل محمد الحسن يرثي بروفسير عبد الله الطيب
Author: أبو رزان
Date: 06-28-2003, 08:14 PM
Parent: #0



في رثاء البروفسير عبد الله الطيّب



أرَى القَوَافِيَ صَدّتْ وَهْيَ تَنْتَحِبُ وقدْ تَنَاءَتْ بحورُ الشِّعْرِ تَحْتَجِـــــبُ

كلُّ المعاني نَأتْنِي اليومَ نافــرةً لم تبقَ غير معاني الحزنِ تَضْطَرِبُ

لعلها فُجِعَتْ مثلي بفاجعــــةٍ بِمَــــنْ نَعَتْهُ لنا أمثالُه الشهــبُ

قالتْ تُخَبِّرُنَا:إنِّي فُجِعْتُ بِمَــنْ كانتْ تُمَاثِلُه في جُوْدهِِ السُّحُــــــبُ

بابن المجاذيب عبدِ اللهِ قُدْوَتِنـا مِنْ ليسَ تسْخُو بأشباهٍ لـهُ الحقـبُ

يا أيها الفذ إن الحزن يعصرنا فالكلُّ أمسى عليكَ اليومَ يَنْتَحِــبُ

تبكي لفقدك بالخرطوم جامعةٌ تبكي عليك بها القاعاتُ والكُتُـــــبُ

وكلُّ طالبِ علم ٍكان يُحْبِبُكُـــمْ مَنْ لمْ يَشُبْ حبَّهُ مَيْنٌ ولا كَــــــذِبُ

تبكيك (كليةُ الآدابِ) والهــةًً ودمعُها سَرِبٌ كالمزنِ يَنْسَكِــــــــبُ

كانتْ بكم قِبْلةً للعلم سَامـــقةً كانتْ بسمعتكمْ تَعْلُو بِهَا الرُّتبُ

بَلَغْتَ بالعلمِ في السودانِ منزلةً ما ليسَ يَبْلُغُها عُجْمٌ ولا عَــرَبُ

وما سما عالمٌ فَذٌ بمعرفـــــةٍ إلا ومُدَّ إليه منكـــــمُ ســــببُ

وما ارتقى عالمٌ من منبرٍ أبدًا إلا إليكَ بكلَ الفخرِ يَنْتَسِــــــبُ

يبكي لفقدك رُعْيَانٌ تُعَلمهــمْ علم التفاسير مَيْسُوراً كما رغـــبوا

من للمعارف يُبْدِيها مُيَسَّـــرَةً يُصْغِي إليها عَوَامُ الناسِ والنُجُــــبُ

من للقوافي ومن للشعرِ بعدكم قد صَوّحَ الشعرُ والإبـــداعُ والأدبُ

من للأحاديث يُزْجِيها مُنَمَّـقةًً كأن مَعْدِنَها الياقوت والذهـــــــبُ

كم كنتَ ترسلها تختالُ مُونِقَةً تزين طلعتَها أثوابُها القشــــــبُ

يأيها الفذَّ والنحريرُ معـــذرةً فالحزنُ عنه يضيقُ الشعرُ والخطبُ

فكل فَقدٍ يهونُ غير فقدِكـــــم وإن تعاظمتِ النكباتُ والكــــــربُ

لكنَّ فقدك جرحٌ غيرُ مندمـــلٍ ومثلُ فقدك كسرٌ ليس ينشعِــــــــبُ