الإنــقــاذ . بـاي بـاي!! عن صلاح عووضة

الإنــقــاذ . بـاي بـاي!! عن صلاح عووضة


06-27-2003, 03:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1056723515&rn=0


Post: #1
Title: الإنــقــاذ . بـاي بـاي!! عن صلاح عووضة
Author: Amjad ibrahim
Date: 06-27-2003, 03:18 PM



صلاح عووضة

الإنـــــــــــقـــــاذ ... بــــــــــــاي بــــــــــــــــاي!!

{ و«الإنقاذ» التي نودعها، هنا ليست الإنقاذ برموزها.. وأفكارها... وحزبها... وإنما الإنقاذ كاسم... وكرمز... لانقلاب وقع ليلة الثلاثين من يونيو من عام 89 وسمي «ثورة!!».. { والإنقاذ بهذا الفهم إذ نودعها فهو وداع يشبه «فراق الطريفي لجمله» إلاَّ إذا حدث لا قدر الله إجهاض لعملية السلام الجارية الآن بمشاكوس.. { نعم هو «فراق الطريفي لجمله» بين الإسلامويين الإنقاذيين و«الاسم» الذي اختاروه عنواناً لانقلابهم وطاروا به فرحاً بغض النظر عن مدى تطابق «رمزية الاسم» مع الواقع... { وعيد الإنقاذ الذي سيهل علينا بصرفه البذخي بعد أيام قلائل هو آخر عيد يحمل اسم «الإنقاذ».. وآخر عيد تكون له «لجنة قومية» توضع تحت تصرفها.. أو تضع هي تحت تصرف الإنقاذ.. المليارات من الجنيهات.. { ومصطلح «الانقلاب» الذي نصرَّ على ان نصف به ما يصرَّ الإسلاميون على وصفه بـ« الثورة» ينبع من فهمنا لما تواضع على تعريفه العقل الجمعي تفريقاً بين الانقلاب والثورة.. { ومفهوم الإنقلاب إذ يرتبط ارتباطاً أساسياً بشريحة «العسكريين» دون سواهم، فإن العسكريين أنفسهم لديهم تعريف تواضعوا عليه على امتداد عالمنا الثالث لمفهوم الإنقلاب..

{ فالمغامرة العسكرية إن نجحت بـ«ليل» فهي مع «أول خيوط الفجر» .. «ثورة!!».. وإذا هي فشلت بـ«ليل» فهي مع أول خيوط الفجر «محاولة انقلابية فاشلة!!» يُرسل منفذوها إلى« الدروة!!».. { أما «الثورة» حسبما فهم العالم أجمع - بما في ذلك العسكريون الذين لا ينتمون إلى العالم الثالث- فهي التي يُعبر بها عن حركة «جماهيرية» واسعة تسعي للتغيير في «وضح النهار!!». { والإنقاذ بهذا الفهم يصعب علينا إطلاق صفة «الثورة» عليها: فلا هي جاءت نتاج حراك جماهيري كبير .. ولا هي أحدثت من «التغيير» ما تحدثه الثورات بدليل أنها تُساق الآن - بعد أربعة عشر عاماً من «التجريب!!» نحو ذات مربع التعددية التي انقلبت عليها في ليلة الثلاثين من يونيو بهدف «الإنقاذ!!».. { وما انقلبت عليه الإنقاذ آنذاك هو نتاج «شرعي» لما يستحق ان نطلق عليه صفة الـ«ثورة»!!!.. { وهذه واحدة من المفارقات العجيبة لدنيا السياسة في السودان... { والآن الإنقاذ إذ تُساق إلى ذات ما أرادت ان تنقذ الناس منه فهي مطالبة في خطابها الأخير الذي ستلقيه على الناس بعد أيام من مدينة جوبا بأن توضح لهم جوانب أخرى لـ«الإنقاذ» .. بعيداً عن هذا الجانب المتعلق بنوعية النظام السياسي الذي يناسب هذه البلاد.. وشعب هذه البلاد... { وعلى رأس هذه الجوانب الأخرى يجئ موضوع «التمرد» الذي كان المبرر الثاني لأهل الإنقاذ للقيام بإنقلابهم... { الإنقاذ مطالبة في خطابها الأخير الذي يحق له ان يحمل اسم «ثورة الإنقاذ الوطني» ان توضح للناس إلي أي مدى أنقذتهم من التمرد.. وإلى أي مدى حسمت التمرد حسبما كان يشير إلى ذلك خطابها السنوي خلال الاحتفالات من ان هذا العام هو عام الحسم!!.. { هل ستقول لهم ان الحسم ظل وعداً معلقاً يُمنح «رخصة التجديد» طوال أربعة عشر عاماً إلى ان «دُولت» القضية.. وتدخلت الإيقاد .. وتدخلت دولتا المشتركة .. وتدخلت بريطانيا .. وتدخلت كندا... وتدخلت جيبوتي.. وتدخل كل من هب ودب من الدول إلى ان تدخلت أخيراً أمريكا و«أسهمت!!» في إيجاد مخرج لا يجعل قرنق على «مشارف العاصمة» فقط وإنما يأتي به إلى قلب العاصمة... إلى القصر الجمهوري.. نائباً للرئيس خلال الفترة الانتقالية؟!! { هل ستقول الإنقاذ للناس - توضيحاً للمبرر الثالث- أنها جاءت لـ«إنقاذ» السودان في وحدته فإذا السودان الآن بعد سنوات الإنقاذ الأربع عشر منتقصة أطرافه في أقصى الشمال.. وفي أقصى الشرق.. وفي أقصى الغرب.. أما الجنوب فإن حليفها المنتظر في السلطة الانتقالية يقول على لسان زعيمه جون قرنق أنه يسيطر على ثلاثة أرباع مساحة الجنوب الآن؟!!.. { هل ستقول الإنقاذ للناس - تعليقاً على المبرر الرابع- أنها جاءت لـ«إنقاذ» السودانيين من الفقر... ولرفع المعاناة عن كاهل المواطنين... والآن - وبعد أربعة عشر عاماً من محاولات «الرفع» - يغادرها «اسم ثورتها ورمزها مخلفاً» وراءه أكثر من تسعين بالمائة من الشعب السوداني تحت خط الفقر رغم البترول الذي يتحدى علي الحاج الحكومة في تبيان أوجه صرف عائداته للناس؟!!!... { إن كل مبررات الإسلامويين للقيام بإنقلابهم ليلة الثلاثين من يونيو سوف يجد خطاب الإنقاذ «الأخير» حرجاً في الدفاع عنها الآن، وبالتالي حرجاً في تبرير ذلك الانقلاب الذي أسموه تعسفاً بـ«الثورة»... { وحينما نقول «الأخير» فإنما نعني ان أهل الحكم من الإسلامويين الآن لا يحق لهم - في حال وصول مفاوضات مشاكوس إلى غاياتها - الاستمرار في رفع لافتة «ثورة الإنقاذ الوطني» لأن «عدو الأمس».. «حليف اليوم» القوي.. بزعامة جون قرنق «المحترم» لا علاقة له من قريب أو بعيد بهذا الاسم: «الإنقاذ». { اختم كلمتي هذي بالإشارة إلى ان الإسلام الذي نفهمه.. يحرّم علينا الغمز واللمز في الناس... ويحرّم علينا الانحدار بالإيحاءات إلى ما تحت «الحزام».. ويحرّم علينا السخرية من الآخرين ووصفهم بصفات لا يرضاها من «يستسهل» إطلاقها... { أما الإسلام الذي يفهمه «البعض» فيبدو أنه لا يحرم عليهم ذلك .. بل وما هو أكثر من ذلك مما يبيح لهم وصف بعض الكتابات بأنها تخرج من «مخارج» أخرى غير الفم... وما يبيح لهم «الاكثار» من استخدام إيحاءات ترمز إلى ما هو تحت «الحزام»!!!.. { وحتى يتنبه هذا البعض إلى أمراضه النفسية - التي لا علاقة للإسلام بها، فيخضع نفسه لجلسات علاج «فرويدية» - فإننا نكتفي بالقول بأن «كل إناء بما فيه ينضح»!!!.

the source
http://www.alsahafa.info/nuke/html/modules.php?name=New...file=article&sid=438