المخطوطة - شعر

المخطوطة - شعر


06-27-2003, 02:36 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1056721016&rn=0


Post: #1
Title: المخطوطة - شعر
Author: تاج السر
Date: 06-27-2003, 02:36 PM

المخطوطة

مدخل

لكين المعايش ضيّقت كلّ الرؤى
وخنقت مجاري الحس و دوّخت الشعور
في القاع
عشان تفضل معلّق بين هزيمتك و التراجع في لغتنا
و تنضبح – عطشان – من الهمس الطويل في الليل
كان بيحتملك تماديك في التفرد و اقتحامك للعصب بالضو
كان بيحتملك طريق أوسع من الشارع
و أنضف من ضمير السلطة... و القاضي


النص

مُتصاعدٌ هذا الخريرُ...
و مُربكٌ هذا الهتافُ ... إذا تمازجَ و الشوارعْ
علّمتْكَ الفوضويةُ أنْ تكونَ بلا مِزاجْ
وعلّمتْكَ الفوضويةُ أنْ تطيرَ بلا جَناحْ
فسقطّتَ حدّ الانهيار

عاودّتَ وعي الانزواء..
و طفحْتَ في بحر التآكل جثةً و عفونةً حسناءَ تخطفُ حاسّةَ الشّمِ المُعَبأِ في أنوفِ اللاوجودْ
لم يخبروا عنكَ...
فأخذتُ أسألُ في المقاهي و الظلالْ
لم يكن أحدٌ ليعرفَ عنكَ شيئاً
ثم قالوا رُبّما ألفيتُهُ قي إحدى مقاهي الموتِ و الجعجعاتِ الخليعة
نعم...
كانَ الهتافُ يَنْسِفُ المقاهي من صمتها الداخليّ
و يَعْصِفُ بالشّبابيكِ و أكوابِ الحليبْ
نعم...
كانَ الهتافُ في غَضْبَتِهِ الْكُبْرَى
و لكنْ في حُدودِ المقاهي و أكوابِ الحليبْ
فخرجْتُ...
قُلْتُ أُدْخِلُ الشّوارعَ في أكوابِ الحليبِ و الستائرِ المهترئة
كانَتْ شوارعهم أعْرَضُ مِنْ أبوابِ المقاهي
و كانَ الحليبُ مغشوشاً..
و كان الدّوارُ جاثِماً فوْقَ الشّبابيكِ و مُعَلّقَاً علي حقائبِ الطلابْ
مـَـــرّوا مِنْ هُنا...
عُرْيَانِينَ إلاّ من القهرِ و الفضيحةْ
أعينهُمْ تغازِلُ زُجاجاتِ الحليبِ علي المقاهي
و آذانُهمْ تُراقِصُ خطواتِ الجنودِ الثابتةْ – بفعلِ الأبواتِ
العسكريةِ الفارهة
كانوا يتجشّئُونَ خمراً رخيصاً و كلماتٍ مُفْرَغَةٍ مِنْ الصوتْ
كان المقهى مُحتشداً صمتاً ..
و كُنْتُ مُمْتَلئاً كلاماً ..
و كانَ الصوتُ محبوساً بأدراجِ الترابيزِ العتيقةِ و تحتِ أقدامِ
الجنودِ علي الشوارعْ
كنتُ ممتلئاً حديثاً غاضباً, وكان الصوتُ مأخوذاً بتلكَ
الأبواتِ العنيفةِ و تلكَ الهتافاتِ الداعرةْ
وَقَفْتُ...
كان اليأسُ خلفي يمارسُ لُعْبَتَهُ و يغازِلُنِي سخفاً
و كانتْ أمامِي شّهْقَاتُ اليتامَي تحتَ أقدامِ الجنودِ
و إطاراتِ العرباتِ المُخَنّثَةْ
فطلَبْتُنِي مِلحاً...
كي أذوبَ في عَرَقِ اليتامَى
وفي دماءِ المُتْعَبِينَ الهاربينَ من القيامةْ
و في بطون السّارِقينَ هُتافنَا بسمِ الديانةْ
لم نكن ورقاً...
لم نكُنْ ورقاً...
لِيَطْمِسنَا المُرابونَ و تَلْعَبُنَا الصِّحافةُ مَيْسِرَ الوعي
الرخيصْ
لم نكُنْ ذهباً ...
لم نكُنْ ذهباً ...
ليسرِقَنَا حماةُ السُّلطةِ الصُّغرَى و أشّبَاهُ المُصَّلينَ
و تجارُ الحكوماتِ البذيئةْ
كُنَّا نحاولُ أنْ نُمَنْطِقَ مُشّكِلاتِ الوعي نَبْدَأُ رحلةَ
التأسيسِ للأنسانِ من تلكَ الرُفَاتْ
كُنَّا نُحدِّدُ فجوةَ الإجهاضِ ما بين فكرتنا و ما يجري
علي هذى الشوارعْ
كُنَّا نُلاحِقُ انفلاتِ السوقِ و التفكيرِ عَنْ مركزِ الدورانِ
و الْبُؤرِ المُسّمَاةِ اصطلاحاً أولويةْ
مَــرّوا مِنْ هُنا
تُعَساءَ في أزياءِ عِزّتِهِمْ
تؤكدُهُمْ صحافاتُ الحكومةِ خائنينَ و مارقينَ عَنِ الوطنْ
و الشارعُ المسروقُ أكّدَهُمْ صعاليكاً
سحاقيينَ
نشالينَ كانوا
و كانوا غائبينَ عن الصلاةِ و حاضرينَ علي غيابِ السُّلطةِ
العُليَا و شاهِدينَ جريمةَ الإخصاءِ فوقَ مَلامِحِ الوعي
الْمُعَبِّرِ عَنْ سفَالتِنَا

صَدِئٌ جِدَّاً..
هذا الشيءُ الكامنُ فينا, من عُمْقِ لُزُوجَتِنا للنمطِ السائدِ
في فكرتنا لحروبٍ شكَّلَهَا الأجدادُ و باتتْ أصداءً تجعلنا
سُّمَاراً في الليلِ الراكضِ خَلْفَ الصُّبحِ الغارقِ في تِيهٍ أبَدِيّ
صَدِئٌ جِدّاً..
تاريخُ بُطُولَتِنَا و خرافَتُنا خَرَجَتْ عن كلِّ حدودِ التخريفِ,
و سادَتْ فينا زمناً حتى صدّقنّا و تحاكمنَا و تحارَبْنَا, ما
زالتْ ماثلةً ما زالتْ تُرهِقُنَا تبديداً للزمنِ الْمُحْرَجِ من
لهفتنا و تباكينا آناء الليلْ
صَدِئٌ جداً..
إفراغُ طفولَتِنَا في جنسٍ مغلوطٍ, تعبيراً عن حسدٍ شكَّلَهُ
الحُكُّامُ الموتورونَ وآباءٌ لعبوا فينا النرّدَ مع زوجاتِ أحْكَمَهُنَّ
الوعيُ دخاناً خصيصاً للسخفِ المبذولِ علي تاريخِ فجيعتنا
ماذا نتوقعُ من هذا الحشدِ الناتجِ من لعباتِ الْمَيْسِرِ في
طاولةِ الجنسِ الليليّ
ماذا نتوقعُ من طفلٍ هَشَّمَهُ التشويهُ و أسْلَمَهُ للشارعِ
مشروعاً منسوفاً بالفشلِ المتواترِ من أجيالٍ مشروخةْ
ماذا نتوقعُ من هذا الإجهاضِ العَمدْ..
هلْ كُنَّا نتوقعُ طفلاً و إماماً نحْرُسُه بالفرَسِ الفارِهِ كي
كي يحكمنا عدلاً و يُزيلَ ملاءاتِ القحطِ السوداءْ
أخبرني طفلٌ من أمٍ هَرَبَتْ يومَ ولادتِهِ خوفاً من عُهْرٍ
لاحَقَهَا و تناقَلَهُ المذياعُ الرسميُّ سنيناٍ
أخبرني عن مملكةِ الدهشةِ حينَ تَعَرَّفَ صُبْحَ اليومِ علي
الجنديِّ المجهولْ
ما معني أن يطلبَ طفلٌ أزياءَ العسكرِ يومَ العيد؟
ما معني أن نختانَ بناتِ عُمومَتِنَا؟ و نسافرُ كي نأتي
أزواجاً نتهاوَى في رَدَهاتِ الجنسِ المغشوشْ
هلْ كُنَّا نرغبُ تعذيبَ الأنثى؟
ما سِرُّ التؤامةِ الخُنثَى ؟ بينَ خفاضِ البنتِ
و عِفَّةِ آلِ البيتِ
و هاجسِ يومِ الدُّخْلَةْ
هل كُنَّا فراعنةً شواذاً؟
كي نُوازِي خِصينَا بخفاضِ امرأةٍ و تشويهِ العلاقةِ
بيْنَنَا و الأنثياتْ
من أيِّ دياناتٍ في الأرضِ أخَذْنَا مَوثِقَنَا و تبايَعْنَا؟
من أيِّ خُرافاتٍ في الأرضِ سَرَدْنَا قََصَصاً و حكاياتٍ للأطفالِ
و ناموا
ناموا
ثمَّ تَفَرّغْنَا؟
من أيِّ خُدودٍ في الأرضِ خَرَجْنَا؟..
لِنَكُونَ التشويهَ الأمثلَ للإنسانِ..وكُنَّا
يا أيّها الشجرُ الحبيبُ ...
فاجَأتْكَ الفوضويةُ بالتصحُّرِ حينَ أزَّمَنَا الرغيفْ
و أرْغَمَتْكَ الأولويةُ أنْ تكونَ غِذَاءَنا بالدَّيْنْ
و قايضوا مِنْ تَحْتِكَ الأرضَ الخَصُوبةَ بالرصْاصْ
ثم باعُونَا جميعاً للسرابْ
هكذا قد افْصَحَ التأريخُ عن سَفَهِ السِّياسيينَ و الفوضى
بأروقةِ الحُكُومَة



تاج السر جعفر
الخرطـــوم1991

Post: #2
Title: Re: المخطوطة - شعر
Author: زوربا
Date: 06-27-2003, 03:21 PM
Parent: #1

إستاذ تاج السر
كيف تملكنا هذه الدهشة عند كل نواصي حروفك
اردد حضورك المنتهي من الابداع البربري الطليق
كن دوما بهذا الجمال
والريد نيلين

Post: #3
Title: Re: المخطوطة - شعر
Author: تاج السر
Date: 06-28-2003, 04:48 PM
Parent: #2

الي زوربا
شكرا

Post: #4
Title: Re: المخطوطة - شعر
Author: dalihabboub
Date: 06-28-2003, 05:08 PM
Parent: #1

يا خي انت مدهش والله وينك يا زول في بلد واحدة وما نتشاوف والله عيب عليك وعيبين على
لك الود كله وللنا والوليدات مثلهما

دالــي

Post: #5
Title: Re: المخطوطة - شعر
Author: نادر
Date: 06-30-2003, 07:52 AM
Parent: #1

الدكتور تاج السر


تحية ومرحب بيك في البورد وعذراً إن جاء ترحيبي بك متأخراً فهذا لدواعي مضض الدخول هنا فساعاتنا موهوبة لرجل يدعي الكفيل !!! يفعل بها ما يشاء

لا تدع عيناك تتسع دهشة أكثر متسائلاً من يكون هذا ؟؟؟ بيننا ذكريات جميلة

كثيراً ما أطربتني أشعارك أيام الجامعة ،، وأركان نقاشك المخستكة تلك ،،، وناصر عبد المنعم / مرتضى/ طه وغيرهم


ألم أقل لك ذكريات جميلة؟؟؟؟

أسعدني أن أجدك هنا

دمت مع خالص ودي وتقديري

نادر عباس محمد الحاج

Post: #6
Title: Re: المخطوطة - شعر
Author: خضر حسين
Date: 07-06-2003, 00:14 AM
Parent: #1

Up

Post: #7
Title: Re: المخطوطة - شعر
Author: خضر حسين
Date: 07-06-2003, 00:14 AM
Parent: #1

Up






ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ
البلاد التى ضيعت خاتما، البلاد التى دائما
ستظل محنية، فوق الجثث
ونحن سنبقى هنا، هناك، سوف نعلو
بالذنوب الخفيفة فوق هذا العبث

Post: #8
Title: Re: المخطوطة - شعر
Author: لنا جعفر
Date: 08-01-2003, 05:17 PM
Parent: #1

الاصدقاء الاحباء
منعم شوف وخضر حسين وابا ومعتصم سيد احمد
للمتابعه ولان النص اندس
اهداء تاني لكم مني ومن تاج

Post: #9
Title: Re: المخطوطة - شعر
Author: aba
Date: 08-01-2003, 05:51 PM
Parent: #8

الأعزاء
تاج ولنا
ما أسعدني بكما

من تري يمنحني
طائرآ يحملني
لمغاني وطني
عبر شمس الملح والريح العقيم
لغة تسطع بالحب القديم
ثم لما إمتلأ البحر بأسماك السماء
واستفاق الجرس النائم في إشراقة الماء
سألت ما سألت :
هل تري أرجع يوما
لابسا صحوي حلما
حاملا حلمي هما
...
أنا منكم.جرحكم جرحي
وقوسي قوسكم


أهديكم غناء السمندل عبد الحي
وهل أملك لكم غير الحب

Post: #10
Title: Re: المخطوطة - شعر
Author: aba
Date: 09-10-2003, 10:55 PM
Parent: #9

المبدع تاج السر جعفر

أين أنت