تأتى عملية ضبط سفينة " بلطيق سكاى " من قبل القوات البحرية اليونانية فى البحر الايوانى قبالة الساحل الغربى من اليونان ، وذلك قبل ابحار السفينة الى البحر الآخر ، وتحديدا الى ميناء بورتسودان ، فى ظل " تصاعد تحذيرات من احتمال وقوع عمليات ارهابية فى منطقة القرن الأفريقى ، سيما وان الادارة الأمريكية تضع السودان فى قائمة الدول الراعية للارهاب " حسبما اوردت وكالات الأنباء الغربية .
وهناك تساؤلات عديدة مطروحة حول تلك السفينة اى " بلطيق سكاى " والتى كانت تنقل 680 طنا من المتفجرات وألف صاعق من تونس الى السودان .
فهذه السفينة التى قالت عنها السلطات اليونانية انها بمثابة " قنبلة نووية عائمة " فى البحر ، كانت ترفع علم جزر القمر ، وهى تابعة لشركة " الفافشيبينغ " ومسجلة فى جزر مارشال بجنوب " المحيط الهادى " .
ويتألف طاقم السفينة من خمسة اوكرانيين واثنين من اذربيجان ، استأجرها السودان . وصفقة العصر أى شراء 680 طنا لأغراض " مدنية " تمت بعلم وموافقة وزارة الخارجية السودانية ، على حد ما جاء فى تصريحات د. مصطفى عثمان اسماعيل .
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية ( أ.ف.ب ) عن الوزير السودانى فى الخرطوم ، بأن " السفينة كانت تحمل مادة نترات الامونيوم ، وهى سماد كيميائى يمكن استخدامه فى قنابل يدوية ويتسبب بدمار كبير " والى ذلك ، فان الحكومة السودانية قالت وبعد تردد وتلكؤ بأن الشحنة تابعة لشركة " الأسمنت السودانية " وقبل مرور يوم واحد على ذلك ، قال وزبر خارجية السودان ، ان المتفجرات ملك لشركة " انتغريتد كيميكلز اند ديفلوبمنت ، وما زال التخبط مستمرا .
والأمر المدهش حقا ، ان وزير خارجية السودان اعرب عن استيائه من الموقف اليونلنى ، واستدعى سفير اليونان لدى السودان لكى ينقل اليه امتعاض حكومته ، وجاء رد اليونان على نظام الخرطوم عبر وزير التجارة البحرية جورج أنومير يتس ، الذى أكد لأجهزة الاعلام اليونانية والعالمية ، بأن الحكومة اليونانية ما زالت تشك بشأن شحنة المتفجرات التى ضبطتها قواتها البحرية فى مياهها الأقليمية .
وعلاوة على ذلك ، أورودت جريدة " لوموند " الباريسية فقرات من تصريحات الوزير اليونانى الذى قال " نواصل التحقيق لمعرفة الوجهة الأخيرة للشحنة ، حتى ولو كانت موجهة الى شركة عادية ،وذلك بأن كمية المتفجرات كبيرة للغاية " وواصل المسؤول اليونانى حديثه قائلا :
"واذا سلمنا بأن الشحنة لا تعنى دولة أو جيشا ، فاننا لا يمكن ان نقر بانها تابعة لشركة عادية ، بحكم اهمية كمية " المتفجرات ، وهنا تكمن دوافع تساؤلاتنا ."
فاذا كانت السلطات اليونانية تضع علامات استفهام كبيرة حول الوجهة الأخيرة لشحنة المتفجرات ، فان بعض الخبراء الفرنسيين قالوا لــ " اذاعة فرنسا الدولية " يصعب تصور استيراد شركة مدنية هذه الكمية الضخمة من المتفجرات " وذلك فى الوقت الذى يربط فيه البعض الآخر بين صفقة المتفجرات هذه ، وبين علاقات نظام الخرطوم بشبكة الارهاب الدولى .