رسائل المجذوب إلى ديزى الأمير لماذا إخفاءها رجاء النقاش ولاذ بالصمت ؟‏

رسائل المجذوب إلى ديزى الأمير لماذا إخفاءها رجاء النقاش ولاذ بالصمت ؟‏


06-23-2003, 09:53 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1056361981&rn=0


Post: #1
Title: رسائل المجذوب إلى ديزى الأمير لماذا إخفاءها رجاء النقاش ولاذ بالصمت ؟‏
Author: almohndis
Date: 06-23-2003, 09:53 AM

تحدثت الفتاة الإنجليزية روزمارى عن الشاعر محمد المهدى مجذوب قائلة (انك لا تعرف مدى تأثير هذا الرجل على.. انه امتلك ‏جوانحي واستلب عقلي.. لقد قلبي .. وأنا أخشى أن اركع إمامه حين ألقاه فهو أشبه بالقدسيين .. لكن في داخله بركان .. ورغم أن ‏صورته حلوة هادئة ، لكن ابتسامه ساخرة ،لقد أبلغتني انه تعلم بالسودان .. ولكنه يبدو إلى وكأنه يحتوى العالم بين يديه ، انه قوة ‏جارفة .. ماذا افعل ؟ ) كانت تلك لم تلتق بالمجذوب ألا عن طريق رسائل حارة ملتهبة محتشدة بالمعرفة والتأمل والفكر العميق .‏
كان المجذوب قد كتب إلى صديقه على ابوسن يطلب منه يختار له امرأة تكاتبه (أريد امرأة تكتب لي.. بين الثلاثين والأربعين .. تكون ‏أما وحبيبة .. عرفها بأحوالي جمعيا والأمر جد ولا يحتاج ألي مزيد من الشرح ويحسن أن تكون وحيدة محزونة مثلى .. تحسن الكتابة ‏والوضوح والصراحة وتكون ذات فهم عميق .. عسى أن ينفعني ذلك في تنظيم نفسي .. أحذرك أن تكون قبيحة أو سمينة أو عجوزا ‏وألا فالويل لك ، أريدها ممشوقة خيفة الوزن رؤوما وسأكتب أليها لن أخفى عنها شيئا .ز آلا تر ى في خطابي أنني في حالة سيئة ‏جدا ؟) اخذ المجذوب يكتب بانتظام ألي الآنسة روز مارى في لندن بلغته الإنجليزية الفخمة حول الأدب والفن والفلسفة والأخلاق ‏وعن سيرته الذاتية وانطباعاته العابرة .. جادا ومازحا .. ساخرا ومتبرما .. لا ينتظر ردوها غير المنتظمة ألا انه بات يتخلل ذاتها وينمو ‏في شرايينها بطريقة فأودت بها إلى نهاية مأساوية .‏
مكي ابوقرجة جريدة الأيام
نواصل‏

Post: #2
Title: Re: رسائل المجذوب إلى ديزى الأمير لماذا إخفاءها رجاء النقاش ولاذ بالصمت ؟
Author: almohndis
Date: 06-23-2003, 10:22 AM
Parent: #1

كتبت ديزى الأمير الكاتبة والقاصة العراقية في مجلة الناقد العدد (78 )في ديسمبر 1994 تشكو بمرارة من تصرف الناقد المصري ‏رجاء النقاش فيما يتعلق باستيلائه على مجموعة هائلة من الرسائل ظل يبعث بها المجذوب إلى ديزى ‏‎–‎طيلة سنوات ‏‎–‎احتشدت بكل ‏تجاربه وملاحظته في مختلف مجالات المعرفة وتأملاته وآرائه في الحياة وفى الناس بلغته الشاعرية الآسرة .‏
كانت ديزى الأمير قد التقت بالمجذوب في بيروت حينما كان عائدا من مؤتمر الأدباء العرب الذي انعقد في القاهرة 1964 . وكان ‏ذلك أثناء مأدبة عشاء أقامها الملحق الثقافي السوداني المتميز ضرار صالح ضرار لعدد من الأدباء .. كان المجذوب والذي كان أمينا عاما ‏لاتحاد الأدباء السودانيين وقتذاك ‏‎–‎‏ نجم تلك الليلة بلا منازع بلطفه الذي شمل الحاضرين وبحديثه الشيق وثقافته الواسعة ولباقة المعهودة ‏‏. ومن جانبها وجهت ديزى الأمير ‏‎–‎التي كانت تعمل بالسفارة العراقية في بيروت دعوة أيضا لعدد من الأدباء من بينهم ضرار ‏والمجذوب الذي مدد فترة مكوثه بالعاصمة اللبنانية .‏
بعد عودته ألي الخرطوم بدا المجذوب يبعث بالرسائل إلى ديزى الأمير التي لم تشأ أن ترد عليها لا اعتبارات كانت تراها منها سلوكها ‏المحافظ المتزمت الذي يرى في الكاتبة إلى الرجال خروجا عن مألوف التقليد . ألا انه التقى بها في القاهرة عام 1968 خلال انعقاد ‏مؤتمر الأدباء وعاتبها بمودة ولطف وتواضع .ومن ثم ظنت أن سيل الرسائل سينقطع ألا أن اندفع بأقوى مما كان.

‏ وفى العام التالي انعقدت أعمال المؤتمر في بغداد .. كان ناجحا جدا أضفى عليه الربيع رونقا بالإضافة إلى كرم الضيافة العراقية الذي ‏أتاح لمن أراد من الأدباء البقاء في بغداد لفترات طويلة . وظلت احدث ذلك المؤتمر مادة دسمة لرسائل المجذوب بعد عودة إلى السودان. ‏فكان يكتب أليها عن الأدباء الذين راقوا له والذين لم يعجب بهم بأسلوب راق مهذب . كما كان يكتب أليها عن حياته الخاصة ‏وعائلته وضيقه وتبرمه بتقاليد اجتماعية لا يؤمن بها .‏
نواصل‏

Post: #3
Title: Re: رسائل المجذوب إلى ديزى الأمير لماذا إخفاءها رجاء النقاش ولاذ بالصمت ؟
Author: almohndis
Date: 06-23-2003, 02:59 PM
Parent: #2


أدركت ديزى الأمير عمق شاعرية المجذوب وصدق تجربته وروح الصداقة التي يتحلى بها .. ألا أنها كانت تتساءل عن سبب اختيارها ‏لها لينفس عن همومه الذاتية والعامة . وما يختلج في أعماقه من اهتمامات سياسية عالمية ومحلية وتراثية وشخصية وعاطفية .وعندما ‏علمت أن بعض صديقاتها يتلقين رسائل مماثلة من المجذوب تخففت قليل من إحساسها بالجحود .‏
كانت ديزى الأمير قد تعرفت على الناقد المصري رجاء النقاش ونشأت علاقة وثيقة بين عائلتيهما والمعروف عن النقاش انه كثير ‏الاهتمام بالحياة الخاصة للأدباء وخاصة أولئك الذي يرغب في الكتابة عنهم وكان يلح عليها أن تطلعه على أي رسائل تلقتها منهم :‏
وكانت لا تلبى رغبته تلك حتى لا تكون طرفا مع من يتناول ،وفى مرة طالبها بالتحديد برسائل المجذوب ألح عليها حتى رضخت على ‏مضض بعد أن تحدث عن الظلم الذي حاق بالشاعر ولم يجد من يكتب عنه ما هو جدير به .‏
كانت ديزى الأمير تخشى أن يتعامل النقاش مع رسائل المجذوب كما فعل مع رسائل أنور المعداوى ( الناقد المصري الراحل ) التي ‏سلمتها إليه الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان ويبدو انه كان قد علق على رسائل المعداوى بصورة لم تسر الكثيرين بمن فيهم ديزى ‏الأمير .‏
استمرت رسائل المجذوب تتري على الكاتبة العراقية حتى رأت أخيرا أن ترد برسالة قصيرة مقتضبة للشاعر تشكره على ثقته بها وتزجى ‏تحياتها لزوجته وأولاده الأمر الذي أثار حفظية المجذوب واعتبرها إهانة وواصل كتاباته المكثفة متناولا هذا الموقف .‏
بعد وفاة المجذوب أستأنف النقاش اتصالاته يطالب بالرسائل التي باتت تخشى عليها ديزى الأمير من الضياع في البريد أبان الحرب ‏الأهلية اللبنانية وأخيرا استطاع الشاعر بلند الحيدرى أن يقنع ديزى الأمير -بعد أن سخر من مخاوفها ‏‎–‎‏ بشحن تلك الرسائل إلى رجاء ‏النقاش عن طريق العاصمة البريطانية لندن .تسلم النقاش الرسائل وكتب يشكر الكاتبة العراقية ألا انه ظل يحتفظ بها منذ ذلك الوقت ‏الذي امتد حتى الآن اكثر من ربع قرن دون أن تنشر في أي شكل أشكل الكتابة . ‏
اصبح النقاش يتصرف بصورة غريبة منذ ذلك الحين مع ديزى الأمير التي قطع صلاته معا وردت الكاتبة إنها عندما عادت إلى بغداد في ‏منتصف الثمانينيات التقت به مصادفة في بهو فندق الرشيد وسدت عليه المنافذ حتى لم يستطع أن يتفادها . ولكنها لم تتطرق إلى ما ‏بدا من تصرفاته ولم تعاتبه رغم الصداقة الوطيدة التى تسمح لها بذلك . ووجهت إليه دعوة لتناول الغداء أو العشاء فوعد بالاتصال ‏لتحديد موعد في إطار برنامج زيارته .. ألانها فوجئت بمغادرته بغداد صباح اليوم التي مباشرة إلى القاهرة