فنحلم بوطن جديد

كثيرا مااطرح علي نفسي هذا السوال التالي: لماذا نرهن مستقبل السودان لتلك الاشكال التي استهلكتنا واستهلكت نفسها، لماذا نرهن انفسنا للاحزاب الطائفية مثل الامة والاتحادي باشكاله المختلفة والاحزاب العقائدية مثل الحزب الوطني والشعبي والشيوعي وغيرها، لماذا هذا الارتهان الذي لم يودي الي شي سوي دمارنا وهجرتنا لاوطاننا، فالاحزاب الطائفية لم تفعل شيئاً سوي تكريس الجهل والسيادة واستغلال المساكين والمغلوبين في شمال السودان وغربه، فماذا فعلوا غير تكريس السيادة التي تاكل خيراتهم وطموحاتهم، وماذا فعلت الاحزاب العقائدية غير اغراق السودان في اشكال نظرية وعقائدية عقيمة جعلت المواطن غير الموالي لهم مواطنا من الدرجة الثانية وادخلت البلد في نفق الفصل للصالح العام، انني انظر بعين الامل لملايين المواطنين الذين فرض عليهم ان يعيشوا في هامش الحياة يتعاطون السياسة من خلال الاحاديث العابرة التي لا تغني ولا تسمن من جوع، انني انظر فاري ان المواطن في الشمال والجنوب مهدور الجانب وضائع وهولاء الساسة يحتسون احلامنا وحياتنا في اكواب صراعاتهم التي لا تنتهي، انني ادعو كل المهمشين في حياتنا السياسية للاتحاد وخلق شكلهم الحزبي الذي يحميهم من هولاء الساسة الذين لم يعيشوا يوماً معني ان تكون مهاجراً وطريداً في بلاد العالم بحثاً عن لقمة العيش.
فنحلم بوطن جديد من غير ارتهان لهولاء المرتزقة