الحاج وراق:فلنتواضع جميعا

الحاج وراق:فلنتواضع جميعا


06-20-2003, 04:36 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1056080200&rn=4


Post: #1
Title: الحاج وراق:فلنتواضع جميعا
Author: Deng
Date: 06-20-2003, 04:36 AM
Parent: #0



الحاج وراق

فلنتواضع جميعا!
ü من مصلحتنا جميعاً التواضع.. . ليس من طرف يمتلك الحقيقة المطلقة ، وليس من طرف تتحقق مصلحته بدفع الأمور الى حدها الأقصى .
والديمقراطيون، وهم في موقع الاستعفاف، ليسوا بحاجة الى من ينصحهم بفضيلة التواضع السياسى .. وفى الأوضاع القائمة، فان تواضعهم معطى بديهى، ليس نتيجة الوعظ والنصائح، وانما بضغط الأيديولوجية السائدة، وضغط المؤسسات والأجهزة ! ومع ذلك، نحتاج كديمقراطيين أن لا تدفعنا الغوغائية الهوجاء والجارية حالياً الى تبنى المواقف القصوى .
ومن السهل دفعنا الى مثل هذه المواقف الحدية الرعناء، .. خصوصاً وأن الحملة الجارية الآن تستهدف الابتزاز والتخويف والإرهاب، وربما تبدو المواقف الحدية والقصوى كشكل من أشكال الصمود والثبات، وهذا غير صحيح، الابتزاز يجب ألا يفقدنا التوازن والإعتدال .
ü نعم ، نحن مع التمييز بين القداسة والسياسة، وبين الديني والدنيوى ، وليُسمى هذا التمييز بأى الأسماء : مدنية ، عقلانية ، دولة مواطنة ، علمانية ، ذلك لا يهم كثيراً ، فالعبرة بالأفكار وليس المصطلحات .. إذن التمييز هو المهم ، وهو تمييز ضرورى وحاسم ، فعلى أساسه وحده ، ولا سواه ، يمكن ان تتأسس الديمقراطية .. فلا ديمقراطية إذا أزيح الصراع السياسي من محوره كصراع بين مشاريع دنيوية متنافسة، وتم تصويره كصراع عقائدى بين الكفر والايمان، أو بين أحزاب الشيطان وحزب الله ، لأن مثل هذا الصراع العقائدى لا يحل سلمياً ولا بآليات الديمقراطية ، وانما يحل بإقصاء الآخر أو اخضاعه اخضاعاً كلياً !
ولكن التمييز بين القداسة والسياسة لا يستدعى أبداً تجريد السياسة من القيم الدينية والأخلاقية ، فما من برنامج سياسى خيّر وانسانى الا ويستلهم قيماً دينية أو أخلاقية ما ، كالعدالة والرحمة والمساواة، وغيرها .
وان الدعوة الى علمانية الدولة أو مدنية الحكم، هى في ذاتها، دعوة أخلاقية ، لأنها دعوة للتواضع ، وللشفافية ، ولقبول المحاسبة والمساءلة .. وعلى عكس ما يعتقد البسطاء، فإن الدعوة للدولة الدينية بدعوى الحاكمية لله ، انما هى دعوة إستكبار فرعونية ، تعنى إعفاء الحكام من أية مسؤولية أخلاقية أو قانونية عن أفعالهم .. والله حاكم للوجود كله ، ولكن البشر مسؤولون عن اختياراتهم ، والحكام على وجه التحديد مسؤولون أمام شعوبهم عن امتهان الكرامة ، وغصب الحقوق ، وعن نهب المال العام ، عن انهيار التعليم وسوء الخدمات الصحية !! .. قطعاً ليست (حاكمية الله) المسؤولة عن شقاء السودانيين !!
ولكن العلمانية أو مدنية الحكم، لا تعنى ازاحة القيم الدينية عن الحياة ، تلك نتيجة ربما يستهدفها الإلحاد ، وقد تغرى بعض العناصر الفوضوية ، ولكنها نتيجة لا يتمناها أى باحث جاد عن التغيير الاجتماعى ، فما من احد يستشعر المسؤولية الاجتماعية ويتمنى أن يرى مجتمعه مكوناً من القتلة والمجرمين أو اللصوص والزناة والمخمورين .. واستطيع ان اؤكد بأن كمال الجزولى والحاج وراق وغازى سليمان، سيصوتون فى أى اقتراع ديمقراطى لصالح تحريم تجارة البغاء، ليس فى العاصمة وحدها وانما فى سائر أنحاء البلاد !
ü والإسلاميون أحق بالنصيحة عن التواضع فكرياً وسياسياً وعملياً ، فهم سكارى بالغلبة والاستكبار .
أحق بالتواضع لأن تجريدتهم الدعائيةالحالية، لا تخاطب العقول وانما العواطف ، ومادام الأمر أمر عواطف، فانهم ربما ينجحون فى تعبئة الشريحة الضيقة من مؤيديهم ، وأما الغالبية من أهل السودان فقد ( إنكفأت) قلوبهم تجاه خطابات الاسلاميين ، انكفأت تجاههم حتى حينمآ يصدعون بحقيقة ما !
ü واذا اراد الحزب الحاكم أن يخاطب عقول وافئدة السودانيين، فيجب ان يتوفر هو إبتداء على عقلانية راشدة ، وذلك لن يتم الا بالنأى عن تبسيطات الأصولية الساذجة .. وان جاز لى أن أقدم تعريفاً مختصراً للأصولية فهى الهوس الذى يجعل معتنقيه (يجاهدون) الفتيات فى الشوارع لأجل المظهر العام، ولا يهتمون بتصفية الفقر بالرفاه العام!
مشاكل السودان أعقد كثيراً من احتساء الخمر وارتداء الملابس الفاضحة، ورجال الدولة الذين لا ينشغلون الا بقضايا هكذا، لا يمكن ان يكونوا بناة للأمم!
ü اوضاعنا معقدة ، وتحتاج الى التواضع ، وان كان النظر لا يكفى الاسلاميين للاعتبار ، فلهم أن يعتبروا بوقائع الحياة اليومية في العاصمة التى يتغنون باسلاميتها ، وقائعها بعد 14 عاماً من الانقاذ:
نشرت ( الرأى العام) بالأمس : « معدلات مرتفعة للأطفال اللقطاء بالعاصمة !
.. « الأرقام التى مصدرها مركز الدراسات والبحوث الجنائية والاجتماعية تقول - وحديث الأرقام لا يكذب - إن «405» أطفال لقطاء عثر عليهم بولاية الخرطوم خلال الفترة من يونيو 2001 وحتى ماو 2002، بزيادة بلغت 3ر21% من العام الذى سبقه الذى شهد «304» لقطاء!!» أليس فى هذه الارقام ما يجعل الإنقاذ تنأى عن التبجح والغوغائية والإستكبار؟!

عن جريدة الصحافة.

Post: #2
Title: Re: الحاج وراق:فلنتواضع جميعا
Author: Yasir Elsharif
Date: 06-20-2003, 09:42 AM
Parent: #1

شكرا يا دينق

لقد أضفت هذا البوست إلى منبر الفكرة الحر لأنه يعكس ما أنادي به من ضرورة إلغاء قوانين سبتمبر والعودة إلى دستور مدني..
http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=47

ياسر

Post: #3
Title: Re: الحاج وراق:فلنتواضع جميعا
Author: الكيك
Date: 06-21-2003, 05:01 AM
Parent: #1

شكرا الاخ دينق على ذوقك الراقى فى الاختيار
طبعا اخونا الحاج وراق يقوم بدور متكامل وشجاع فى ظروف تهديد بالقتل من قبل المتطرفين الذين يقتلهم مثل هذا الراي الشجاع ..
لنتضامن معه ونشد من ازره وندعوا لحمايته وتحذير السلطة من ان يمسه سوء منهم او من ممن يطلقون لهم العنان بالتهديد له كل يوم

Post: #4
Title: Re: الحاج وراق:فلنتواضع جميعا
Author: msd
Date: 06-21-2003, 10:35 AM
Parent: #1

الاخ دينق
اعتقد اننا كسودانين نحتاج الي التواضع وقبول الراي الاخر، فحتي من يتحدث دائماً عن الديمقراطية تجده في سلوكه الشخصي قمة في الدكتاتورية، واذا نظرنا الي تجربة احزابنا السياسية من خلال تقييمي الشخصي نجد هذه العلة، فالاحزاب الاسلامية خاطبت دوماً المشاعر لا غير ولم تضع حتي الان شكل برنامج واضح، فمثلاً القران دستور الامة كلمة كبيرة تحتاج الي تفاسير وتوضيحات، اما الاحزاب اليسارية فحاولت تجاهل تركيبة المجمتمع السوداني ذو الميول والعواطف الاسلامية وهذا حقيقة ابعدها من الجماهيرية وجعلها كيانات صفوية أو فلنقل مثقفاتية، اما الاحزاب الطائفية فهي احزاب اسر سودانية ادمنت اعتلاء ظهور الاخرين من غير برنامج، ورغم ذلك نجد تلك الروح من ادعاء الحق المطلق، علي العموم اتفق مع الجميع في اهمية قبول الراي الاخر وعدم ادعاء الحق المطلق، لان الحق المطلق هو الله.