عثمان محمد الحسن
انا أشد على يد الذي الف النشيد المشهور « اوعك تقطع صفقة شجرة عشان ما يجينا جفاف وتصحر». فقد اصبح معلماً من معالم الوعي بالبيئة، وما يضفي على اهميته انه ارتبط بالاطفال يرددونه في البرامج الاذاعية وهو لذلك ربط بالمستقبل، فالخراب البيئي يصحبه خراب النفوس.
فقد كتبت من قبل عن الهجمة على الخضرة في شوارع وساحات العاصمة المثلثة وعلى المباني التاريخية ، لتحل محلها غابات الاسمنت والمباني الزجاجية. ان اهمية الخضرة والحفاظ عليها، ومحاربة الزحف الصحراوي يجب الا تجعلنا نهمل حياة الانسان لانها الاساس.
وحرصاً عليها، صدرت قرارت في بعض البلدان تقصر استخدام مياه الصرف الصحي فقط على ري الاشجار الخشبية واشجار الزينة.
وقد جاء في الصحافة العالمية انه في اطار الحملة القومية للحفاظ على الغابات والجبال في « بيرو» طلبت سلطات منطقة « التامبو» من كل خطيبين يقدمان على الزواج ان يزرعا شجرة او اثنتين قبل الحصول على شهادة رسمية باتمام الزواج. وفي حالة انجاب اطفال يلزم الزوجان ايضاً بزراعة اشجار قبل استخراج شهادات الميلاد من اجل استكمال « شجرة العائلة». وقد استحسنت احدى الصحف العربية الفكرة ووصفتها بانها فكرة سهلة ورائعة، متمنية ان يصدر وزراء البيئة العرب قرارات مماثلة.
وفي بيروت توجد جمعية تشجيع وحماية المواقع الطبيعية والابنية القديمة في لبنان. خلقت هذه الجمعية ضمن انشطتها، من بعض المواقع السكنية القديمة قرى نموذجية كل ذلك حفاظاً على التراث والبيئة.
وهنالك في فرنسا جمعية تتعاون مع هذه الجمعية اللبنانية اسمها « التراث بلا حدود». وفي بريطانيا يسود قانون يحرم تعديل اي مبنى تاريخي.
واذكر اني زرت الصديق المستر « ايبوت» الذي خدم في السودان مرتين، مرة كضابط اعلام ومرة نائباً للسفير. اشترى منزلاً في منطقة « كرويدون » شرق لندن ادخل كل التعديلات الداخلية من تبريد وديكورات الا انه لم يجرؤ على تغيير الهيئة الخارجية او السقف المصنوع من « القش».
وفي مصر رفعت قضايا على شخصيات رسمية في ازالة القصور والفيلل التاريخية والاثرية. وبما ان العالم مترابط و التجارب الانسانية واحدة، ليتنا نعي الدرس.
http://www.rayaam.net/mono1.html