Post: #1
Title: عن إشكالية المطلق ( الله ) والتنزيل في عقولنا
Author: زوربا
Date: 06-15-2003, 11:21 AM
البدء لكل الذين قد لا تتسع صدرورهم ( أشهد أن لا الة إلا اللة واشهد أن سيدي وحبيبي محمد رسول اللة )
العقل الأنساني ومنذ بداية التاريخ في حوجة لتنزيل أطلاقاته لمستوي الرمز المدرك بطاقة العقل الأنساني . لذلك كان التجسيد للألة في فجر التاريخ يتم عبر إختيار رموز من البيئة المحيطة ( الحيوانات . الشجر ) كما هو الحال في بعض الديانات القديمة . ودون الحديث عن داتا تاريخية مكثفة أنتقل هذا الرمز من المزيج بين الحيوانات والأنسان ( أبو الهول . الـه المايا ) ومن ثم أصبح التألية للبشر ( فرعون ) وحتي ظهور السيد المسيح علية السلام والحديث عن كونه الألة او أنه أبن اللة . في أعتقادي أن ذلك التزيل مبرر في سياقه التاريخي وفقا لمحدودية العقل البشري وإرتباطة الوثيق في الفهم بالحراك البيئي من حوله لكن عندما نتحدث عن ذلكم التنزيل الان فلا أجد له مبرر . وأعتقد اننا لا زلنا نمارس ذلكم التنزيل بشكل مختلف . فالحديث عن الله الواحد مثلا يرتبط مباشرة بمفهوم الواحد في أذهاننا فالواحد هو قيمة ثابتة تحدث تغيرا محددا عن إضافته للأخر من جنسه و أن كان مطلقا في بنيته بمعني أن واحد أضافه لواحد الناتج الوحيد أثنين وواحد إضافة الي مليون الناتج الوحيد الممكن مليون وواحد والأطلاق في البنيه هنا أعني به أن الواحد غير متناهي الأبعاد لكنه مع ذلك محدد القيمة . وعندما نتحدث عن ان كل ما يأتي من عند اللة هو خير نصف اللة بذلك انه ( خيّر ) وهذا قيمة محددة ايضا لا إمكانية لآطلاقها وتعدد الامثلة في هذا المجال ولا يخرجنا النص القرأني في قرائته الظاهرة من هذا المأزق ... ( الأخلاص ) التي درج الفقهاء علي أعتبارها صورة التوحيد أجد في داخلها التزيل بقوة( فالأحد) رغم معرفتي أنه مختلفا عن الواحد لكنه يظل محدد الآبعاد أيضا .وبنفس الألية يمكن الانتقال الي قراءة بقية النص. أما عن كون الاطلاق يأتي في جمع التسع وتسعين اسما فذلك يشابه الفكرة في المثلوجيات القديمة ( الاغريقية واليونانية ) . ولا يرتقي إطلاقا لمرتبة الاطلاق . وأعجبتني جدا القراءة الصوفية للفظة الجلالة ( الله ) حيث تصبح الكلمة ذات شقين اللا / هو .. بمعني اليس هو . وهي هنا تنزية الجلالة من أي تنزيل محتمل في (الهو) . وتطابق معاني النص ( ليس كمثلة شيء ) فلا يمكن فهم هذا النص علي ان ليس مثله شيء لان حتي المثل هنا إذا ما إقترضنا ووجوده من خلال القراءة الظاهرة يصبح أيضا ممثلا ب ( ك ) . وهنا القاعدة تصبح نفي النفي . أو تمثيل المثل . أعتقد أن الأطلاق النهائي يتمثل في حالة العماء النهائي وتكسير أي صنمية مفترضة لصورة ( الله ) في أذهاننا رغم ميلنا الطبيعي لتنزيله في الجمال والخير يظل هذا التنزيل يفقد المطلق إطلاقه .فهو كل ما نعتقده ولا نعتقده .
|
Post: #2
Title: Re: عن إشكالية المطلق ( الله ) والتنزيل في عقولنا
Author: ابو جهينة
Date: 06-15-2003, 11:57 AM
Parent: #1
عزيزي الأخ زوربا : لك التحية و التقدير
أما بعد
لفتت نظري هذه العبارة :
في أعتقادي أن ذلك التزيل مبرر في سياقه التاريخي وفقا لمحدودية العقل البشري وإرتباطة الوثيق في الفهم بالحراك البيئي من حوله.
أظنك تحاول أن تقول أن أهل قرية السيدة مريم العذراء بظنهم أن عيسى إبن الله أو هو الله ، هو ظن له مبرراته لمحدودية العقل البشري و إرتباطه الوثيق في الفهم بالحراك البيئي من حوله. و لكن أخي الكريم ، أنزل الله كل نبي من أنبياءه بما يتماشى و إرتباطهم بالحراك البيئي من حولهم. كيف ؟ أهل عيسى كانوا يؤمنون بالمعجزات ، فأتاهم عيسى بمعجزة مخاطبتهم و هو في المهد ، و علاج الأعمى و الأبرص و الكسيح ، هذا بالإضافة إلى أنه روح الله ألقاه الخالق عز و جل في رحم مريمالعذراء. إذن الخالق أدرى بخلقه ، و الذين آمنوا هم من الضعفاء الذين لا يمكن أن يكونوا أقل إدراكا من بقية غير المؤمنين بعيسى آنذاك. و لو راجعت قصص الأنبياء لوجدت أن كل نبي أرسل في قومه بمعجزة من بيئتهم ، و حسب مفهومهم. أنظر لخاتم الأنبياء الذي جاء بالقرآن عربيا فصيحا وسط أمة كانت تتنفس الشعر و الرجز و الخطابة ، حتى أن الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام قال : أنا أفصح العرب ، بيد أني من قريش. هذه البلاغة و هذا الإبداع اللغوي هو الذي جعل أكثر الناس يؤمنون ، لأن الرسول علمه الله بعلم القرآن و أدب القرآن.
كما لفتت نظري هذه العبارة (ولا يخرجنا النص القرأني في قرائته الظاهرة من هذا المأزق ):
القرآن ليست به قراءة ظاهرة و قراءة باطنة على حد علمي. فالله أمرنا أن نقرأ القرآن بتمعن و أن نغوص في معانيه و نستبط العبر من قصص الأولين ، و به نواهي واضحة و أوامر بينة. أما الآيات التي نجد كل يوم لها معاني ، فهذا قصور منا في التعمق في كتاب الله ، و يضعنا في مأزق نحن صنعناه بتقصيرنا. القراءة الظاهرة من صنعنا نحن.
و في إعتقادي الجازم بأن العلاقة بين الواحد و الأحد هي علاقة تجعل الكلمتين تعتلجان في بعضهما البعض. فتجد عبارة ( الواحد الأحد ) لهما نفس البعد اللامتناهي و القيمة المحددة ، فالله واحد لا فوقه و لا دونه ، و الله أحد فرد صمد لا إله غيره و له الأسماء التسعة و تسعون هي صفاه عز و جل.
بارك الله فيك ، لهذا الحوار الإيماني و لنا لقاء آخر
إستودعك المولى.
|
Post: #3
Title: Re: عن إشكالية المطلق ( الله ) والتنزيل في عقولنا
Author: زوربا
Date: 06-15-2003, 08:39 PM
Parent: #2
السيد الفاضل أبو جهينة : لك مني كل الود عندما تحدثت عن الحراك البيئي كنت أعني تحديدا مستويات العقل البشري ومقدرتها على الفهم ضمن تفاصيا مجتمعاتها فلا يخفي عليك ان رحلة العقل البشري هي المعرفة التراكمية وما ثبت مؤخرا عن الجينات الوراثية التي لا تنقل الصفات البيولوجية إنما أيضا التاريخ الأنساني والمقدرات والمعتقدات مالم تحدث حركة تغيير تشمل كل هذا وهذا ما أشير الية ( بالطفرة النوعية ) مما يدلل علي أن معايير الايمان ( بالنص الديني ) كانت ترتبط مباشرة بالظواهر غير الطبيعية التي تحدثت عنها انت في سياق حديثك عن السيد المسيح علية السلام وان كان ماأشرت الية لم يرد في الأناجيل الأربعة ولم يورد يوحنا مثلا في أنجيلة سوي أربع معجزات للمسيح علية السلام. وهذا ما دفع الحضارات القديمة الي تجسيد اللهتهم علي شاكلة حيوانات خارقة أو مخلوقات نصف إنسانية ونصف حيوانية . أما كون النص هو ظاهر فقط فهناك حديث لسيدي وحبيبي المصطفي صلي الله علية وسلم ( القرأن ظاهر وباطن وحد ومطلع ) . والقارءات الفقية بإجمالها لم تتجاوز حدود الظاهر والحد . أما علاقة الواحد بالاحد فليست مانريده في هذا الصدد إنما في إعتقادي أن كلتا المفردتين ذات دلالات محددة لا يمكن أطلاقها مما يجعلها تنزيلا أيضا وهذا ما قصدته .
|
|