الثائر الطاقة المحركة ولانهائية الابداع الادبي

الثائر الطاقة المحركة ولانهائية الابداع الادبي


06-13-2003, 08:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1055531761&rn=0


Post: #1
Title: الثائر الطاقة المحركة ولانهائية الابداع الادبي
Author: zumrawi
Date: 06-13-2003, 08:16 PM

الثائر الطاقة المحركة ولانهائية الابداع الادبي
" بير لاكركفست (1891 - 1974)
الخميس 12 يونيو 2003 06:42
الدكتور توفيق آلتونجي






الغروب انه الاجمل
كل ذلك الحب الذي يملى السماء
يتكور كغمامة غامقة من الضياء
يسود الكون
والمعمورة

تلك اليد الحنونه المداعبه
الرب بنفسه يستقرض السواحل البعيدة
كل شي قريب، كل شي بعيد
كل شي معلوم
الانسان مستاجر.

املك كل شي، كلها ستاخذ مني
بعد حين سينتزع مني
الشجر، الغيوم، الارض التي اسير عليها
سارحل، وحيدا دون ترك اي اثر.

من ديوان "الفوضى"1919





سعدي يوسف، انطوني كوين و بير لاكركفست يشتركون كلهم في الشخصية التاريخية "بارباروس" بين المترجم، المشخص و الكاتب.
يبدأ الشاعر والاديب الانساني الذي كافح من اجل عالم اكثر عدالة للبشرية "بير لاكركفست" ريادة الشعر السويدي المعاصر عام 1913 وكشاعر شاب غير معروف في الاوساط الادبية انذاك. في بداية مسيرته الادبية يبدء بتوجيه نقد لاذع للشعر القديم واساليبه البالية.
انه يعالج الاسئلة الملحة في الحياة البشرية وتناقضاتها في قضية ايجاد معنى للحياة والتساؤلات حول الطبيعة والموت والحب وكذلك الصراع المستديم و الابدي بين الخير والشر.
يعالج في ثلاث نصوص العلاقة بين الانسان وربه وقد قام مؤخرا الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف بترجمة روايتة التاريخية باراباس التي كتبها الشاعر السويدي عام 1950 وبذلك انطلق الكاتب في عالم الادب العالمي وهي احدى تلك الثلاثية التي تشمل كذلك رواية "القزم" 1944 ورواية "سيبولان" 1956.
رحل الشاعر الذي ولد لاب كان يعمل مديرا لمحطة قطار مدينة "فكخو" والذي كتب في رائعته "انا ووالدي" عام 1924والتي تعتبر سرديه رائعة لسيرة حياته وتفاصيل عن تلك الفترة وعلاقته بوالده والذي دفعني الى القيام بسفرة بمعية اولادي على خطى مسير الكاتب كي اعايش تلك اللذة الابدية للطبيعة التي وصفها الكاتب اثناء تلك الرحلة قاطعا بالقطار الطريق بين مدينة "فكخو" و"الفستا" ولا اخفي عليك قارئي الكريم ان اختيار الوقت وموسم الربيع لتلك الرحلة تعطيها النكهة الحقيقية لتك المعايشة الفذة والرائعة التي تاخذ بالباب الانسان وهو يمر من امام تلك الصور المتتالية والمتغيرة وباستمرار كي يكشف في دواخله العميقة سر الكون والحكمة الالهية في الوجود. يكتب الكاتب العديد من الروايات التي تعكس الحياة والبيئة التي ترعرع فيها بالقرب من محطة القطار والمسافرين فهو يسرد جزء من حياته في رائعته "ضيف عند الحقيقة" عام 1925 وديوانه الشعري "الطريق الاسعد" عام 1921 .
كما ذكرت تبدء رحلة حياة الشاعر بولادته يوم الثالث والعشرون من ايار من عام 1891 ومنذ البدايات الاولي وهو لم يتعدى الثانية عشر من عمره يتمنى ان يكون كاتبا مشهورا حينما يكبر وتلك الامنية تحققت لاحقا حيث نال شرف العضوية في الاكاديمة السويدية "مجموعة الثماني عشر" عام 1040 ونال كذلك جائزة نوبل للاداب عام 1951. مع انهائه للدراسة الاعدادية يترك الشاعر موطن ولادته ويرحل عام 1913 الى باريس ويبقى هناك الى عام 1930 يقضي الوقت بين فرنسا وايطاليا وشواطئ البحر الابيض المتوسط الساحرة والتي بقت طوال حياته مصدرا للالهام لهذا الشاعر حيث يتاثر بالمدرسة الانطباعية في الفن التشكيلي وكذلك بالمدرسة التكعيبية متحولا الى احد دعاتها. بعد تجربة زواج فاشلة من سيدة دنماركية عام 1918 انتهت بالطلاق عام 1924 فكانت سببا لمرحلة ابداعية وانتاج ادبي غزير وياتي ديوانه الشعري الشهير "الفوضى" كاحد ابداعات تلك المرحلة.
اعوام 1930 الى 1940 المليئة بالنزعات والمشاكل الاقتصادية والسياسية والصراع الفكري في كافة انحاء اوربا تنعكس مباشرة على اثاره من تلك الفترة خاصة موقفه ضد الفكر القومي العنصري النازي الذي دفع اوربا لاحقا الى اتون نيران حرب عالمية حصد ملايين الارواح ولا تزال اثاره شاخصة لحد يومنا هذا.
يكتب عام 1950 روايته العالمية "باراباس" في محاولة لايجاد اجوبة عن تسائلات عند البشر واشكالية الايمان بالرب وتناقضات الروح البشرية يحصل عليها على جائزة النوبل للاداب في العام اللاحق 1951.
لقد جمع هذ الكاتب الشاعر اقليم "المقاطعة الصغيره" الذي يعتبر مواطنيه احد اكثر اقاليم السويد تدينا حيث كثرة الكنائس فيها جعل احد اهم مدنها وعاصمتها مدينتي التي اسكن فيها "يونشوبنك" ان تطلق عليها صفة "اورشليم السويد كما تعتبر مدينة الشاعر احد مراكز الكنسية في السويد، اقول لقد جمع هذا الشاعر التراث والموروث الديني والطبيعة الخلابة في بوتقة ادبية مليئة بالرموز التراثية الانسانية مستخدما اياها في طريق نضاله من اجل عالم تسوده القيم الانسانية من رحابة الصدر والحوار الانساني الحظاري وغياب هيمنة فكر الخوف والارهاب على افئدة البشرية جمعاء و نحو عالم افضل.





حين كان سني لا يتجاوز العاشرة اصطحبني والدي بمعيته بعد ظهر يوم احد الى الغابة كي نستمع الى شدو الطيور. لوحنا بايدينا مودعين والدتي التي بقت في الدار لاعداد مادبة العشاء لنا ولم يسمح لها بمرافقتنا.
كانت اشعة الشمس محرقة عنما بدئنا سفرتنا. لم ناخذ السماع الى اصوات الطيور بمحمل الجد ولم نعتبره انا وابي من المناسبات الخاصة والمثيرة لنا وبالطبع اناس قد تعودنا على الطبيعة وبكامل قوانا العقلية والصحية وليس في ذلك شي جيد. كل ما هنالك انه ظهيرة يوم احد وكان عطلة ابي. مشينا على خطوط السكة الحديدية، عليها لم يكن لاحد الحق في المسير ولكن والدي كان يعمل في دائرة السكة الحديدية وكان يحق له عمل ذلك. وبطريقة ما وصلنا الغابة، دون الحاجة الى الطرق الملتوية.
....
...

مقتطف من رواية الكاتب "انا ووالدي"

إيلاف خاص

Post: #2
Title: Re: الثائر الطاقة المحركة ولانهائية الابداع الادبي
Author: THE RAIN
Date: 06-14-2003, 06:19 AM
Parent: #1

زمراوى

ممتلئ أنت بحب الجميل

وتملأنا دائما بدهشة أجمل

لذا نحبك

Post: #3
Title: Re: الثائر الطاقة المحركة ولانهائية الابداع الادبي
Author: فتحي البحيري
Date: 06-14-2003, 07:00 AM
Parent: #2

شكرا ياسر

اضافة نوعية
ولون بديع

Post: #4
Title: Re: الثائر الطاقة المحركة ولانهائية الابداع الادبي
Author: zumrawi
Date: 06-14-2003, 12:49 PM
Parent: #1

The Rain
من الجميل نحاول اللحظات لمعانقة معنى اجمل ونخرج الدرر
من هنا وهناك لاجل معرفة انسانية اوسع
شكرا لحبك فهو يملانى بالطاقة والقوة
فتحى البحيري
انا اكثر تشوقا لما تحمله ندوات الداخل ارى هاشم ميرغنى
يصول ويجول بلغه تحياتى ونريدك ان ترفدنا بمافي تلك الندوات

Post: #5
Title: Re: الثائر الطاقة المحركة ولانهائية الابداع الادبي
Author: فتحي البحيري
Date: 06-14-2003, 07:13 PM
Parent: #4

اشكرك على حسن الظن يا ياسر
كنت مع هاشم الجمعة
ولم أوفق كما تعلم في حضور ندوة الاثنين الماضي له بمركز عبد الكريم ميرغني
لكن الخبر السمح
ان الايام لها ملفات متواصلة ابتداء من اليوم
احتفالا بالرجل المناضل الانسان الشاعر محجوب شريف
وقد كتب اليوم كثيرون منهم الامير نقدالله وبشرى الفاضل
ومن المتوقع ان يكتب غدا دكتور هاشم عن التوازن الجمالي والقيمي في شعر محجوب شريف