لماذا تابت هذه المرأة وكيف تابت

لماذا تابت هذه المرأة وكيف تابت


06-03-2003, 11:04 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1054677858&rn=1


Post: #1
Title: لماذا تابت هذه المرأة وكيف تابت
Author: bint_alahfad
Date: 06-03-2003, 11:04 PM
Parent: #0



الشاعر صالح علي العمري


جاءت إليه و نار الجوف تستعرُ *** و دمعة العين لا تنفكّ تنهمرُ

جاءت إليه تجرّ الهمّ مخبتةً ************* كأنها أشعث أضنى به السفرُ

فراشها السهد ، و الأحزان كسوتها *** و البؤس يعصر قلبا كاد ينفطرُ

جاءت إليه و موج الغمّ ملتطمٌ *** والنفس لهفى ، وحبل السعد منبترُ

جاءت إلى الرحمة المسداة في لهفٍ *** في ساحة الأمن.. لا ذلٌ ولا خطرُ

الحدُّ يُدرءُ . . و الأحكام عادلةٌ ****** والذنب مغتفرٌ ، و العرض مختفرُ

تقدمت و الضمير الحيُّ يشحذها *********** لجنّةٍ نحوها الأرواح تبتدرُ

واستجمعت تفضح الأسرار في أسفٍ ****** لعلّها في مقام العرض تستترُ

وهج الفضيحة أمرٌ يستهان به ********* فحرقة الجوف لا تبقي و لاتذرُ

فأقبلت و رسول الله في حِلَقٍ ********** من صحبه و فؤاد الدهر مفتخرُ

كأنه الشمسُ . . أو كالبدر مزدهرا *** أستغفر الله.. ماذا الشمس و القمرُ؟!

فأفصحت – يالهول الخطب- وانفجرت *** و طالما هدّها الإطراق و الفكرُ

قالت له : يا رسول الله معذرةً ********** ينوء ظهري بذنبٍ كيف يُغتفرُ!!

فجال عنها و أغضى عن مقالتها **************** و للتمعّر في تقطيبه أثرُ

واسترسلت يا أجلّ الخلق قاطبةً *** يا أرحم الناس طُرّا: غرّني الغررُ

فجال عنها و أغضى عن مقالتها *** رحمى..وللعفو في إعراضه صورُ

قالت وللصدق في إقرارها شجنٌ *** والصمت يطبق والأحداث تُختصرُ

أصبت حدّاً فطهّر مهجةً فنيت *** وشاهدي في الحشا، إن كُذب الخبرُ

دعني أجود بنفس لا قرار لها *** فالنفس مذ ذاك لا تنفك يحتظرُ

حرارة الذنب في الوجدان لاعجةٌ *** إني إلى الله جئت اليوم أعتذرُ

فقال عودي.. وكوني للجنين تُقى *** فللجنين حقوقٌ مالها وزرُ

فاسترجعت وانثنت شعثاء شاردةً *** فهل لها فوق نار الوزر مُصطبرُ؟!

ما أودعت سجن سجّانٍ و كافلها *** تقوى الإله . . فلا سوطٌ و لا أَسرُ

تغصّ في كل ليل حالك قلقا *** و عندها سامراها : الهمُّ و السهرُ!!

واغتالها غائل الإشفاق من سقرٍ *** سبحان ربي. . وما أدراك ما سقرُ!!

لم تنتظر قرّة ً للعين أو سندا *** و إنما هو حتف الروح تنتظرُ

لكل ميلاد أنثى فرحةٌ و رضا *** و ما لميلادها سعدٌ و لا بِشَرُ!!

حتى إذا حان حينٌ و انقضى أجلٌ *** و قد تقرح منها الخدّ والبصرُ

حلّ المخاض فهاجت كلّ هائجةٍ *** مثل الأسير انتشى و القيدُ ينكسرُ

طوت عليه لفاف البين وانطلقت *** فروحها للقاء الطهر تستعرُ

أمٌّ تغشّى حياض الموت مشفقةً *** إذا اعترى المذنبين الأمن والخدرُ

و أقبلت .. يارسول الله : ذا أجلي *** طال العناء و كسري ليس ينجبرُ

فقال قولة إشفاقٍ و مرحمةٍ *** و القلب منكسرٌ ، و الدمع ينهمرُ

غذّي الوليد إلى سنّ الفطام فقد *** جرت له بالحقوق الآيُ و السورُ

فاسترجعت ، ولها آهات محتسبٍ *** بمهجةٍ غيّرت و جدانها الغِيَرُ

ومرّ عامٌ .. وفي إصرارها جلدٌ.. *** ومرّ عامٌ .. فلا ضعفٌ و لا خورُ

الله أكبر . . والأذكار سلوتها *** والبرّ يشهدُ و الإخبات و السحرُ

حتى إذا ما انقضت أيام محنتها *** تكاد لولا عرى الإيمان تنتحرُ

جاءت به ورغيف الخبز في يده *** وليس يعلم ما الدنيا و ما القدرُ !!

وليس يدرك ما تفشيه لقمته *** و الشمل عمّا قريبٍ سوف ينتثرُ

يلهو.. و لم تبلغ الأحداث مسمعه *** جهلاً. . وعن مثله يُستكتم الخبرُ

قالت: فديت رسول الله ذا أجلي *** قد ملّني الصبر،والعقبى لمن صبروا

فقال: من يكفل المولود من سعةٍ *** أنا الرفيق له.. يا سعد من ظفروا!!

فاستله صاحب الأنصار في فرحٍ *** وحاز أفضل فوزٍ حازه بشرُ

كأنما الروح من وجدانها انتسلت *** يا للأمومة . . و الآهات تنفجرُ

وكفكفت دمعةً حرّى مودِّعةً *** و للأسى صورةٌ من خلفها صورُ

حتى إذا ما انطوى عن ظهرها ألقٌ *** واستسلمت لقضاء زفّه القدرُ

شدوّا عليها رداء الستر واحتُفرت *** الله أكبر. . ماذا ضمّت الحفرُ

الحكم لله فردٍ لا شريك له *** ما أنزل الله . . لا ما أحدث البشرُ

وفي الحدود نقاء النفس من لممٍ *** وفي الحدود حياة الناس فاعتبروا..

وشذّرتها شظى الأحجار فالتجأت *** و في تألمها عتقٌ و مطّهرُ..

فالعين مسملةٌ .. و الخدّ منهشم *** و الشعر في جندل الأحداث منتثرُ

لو أن للصخر قلبا لانشوى ألما *** و قد ينوء بأثقال الأسى الحجرُ

أو أن للطفل عين -والدماء سدى- *** ماذا عسى أن يقول الطفل يا بشرُ؟!

هناك- والجسد الذاوي يفوح شذى- *** لم يبق إلاّ جمال الطهر والظفرُ

واستبشرت بعبير التوب واغتسلت *** كما ينقي صلاد الصخرة المطر

وقال فيها رسول الخير قولته: ******** تابت و توبتها للناس معتبر

لو وزّعت بين أهل النخل قاطبةً *** كانت لهم دون بأس الله مُدّثر

قام النبي وصفّ الصحب في أثرٍ *** فيهم أبو بكرٍ الصدّيق و العمرُ

صلى وصلّوا وضجوا بالدعاء لها *** و دعوة المصطفى للعبد مُدّخر

في ذمة الله يا من فاح مرقدها *** عطرا، وطبتِ وطاب القبر و المدر

بيّنتِ حكما، و كنتِ للتقى مثلاً *** وفاز بالصحبة الغراء مبتدر

سارت إلى جنة الفردوس فابتسمت *** لها الربى و النعيم الخالد النَضِر

وجنّة الخلد تجلو كل بائسةٍ *** يحلو إليها الضنى والجوع والسهر

إن غرّها طائف الشيطان في زمنٍ *** فلم تزل بعدها تعلو و تنتصر

هناك قصة توبٍ تزدهي مثلا *** للتائبين و فيها البرّ و العبر ..

في كل لفتة حزنٍ نور موعظةٍ *** أليس في سيرة الأصحاب مُدّكر

و رب ذنبٍ دعا لله صاحبه *** إن أخلص العزم أو إن صحّت الفطر

يا من يصرّ على الآثام في صلفٍ *** و الموت خلف جدار الغيب مستتر

الله يفرح إن تاب المسيء ..ألا *** قوموا إلى الله و استعفوه و ابتدروا

لا تأمن العمر والأيام راكضةٌ *** وقد يجيء بما لم تحذر القدر!!

في الدهر زجرٌ وفي الأحداث موعظةٌ *** فما لقلبي المعنّى ليس ينزجر؟!

كم غرّ إبليس والأهواءُ من نفرٍ!! *** وأعظم الذنبِ أنّ الذنبَ يُحتقرُ..



رضي الله عنها وأرضاها فقد قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (لقد تابت توبةً لو تابها أهل المدينة لقُبل منهم) صحيح الجامع للألباني



المصدر موقع الصحوة نقلا عن مجلة الأسرة / للشاعر صالح علي العمري



وفى أمان الله

لا اله الا الله

Post: #2
Title: Re: لماذا تابت هذه المرأة وكيف تابت
Author: قرشـــو
Date: 06-04-2003, 10:44 AM

الاخت بت الاحفاد

لك التحية

شكرا لتلك الكلمات الرائعات وليتنا عزيزتى نقرأ ونفهم ونتفكر ونتدبر ونعمل بما قرأناه

Quote:


يا من يصرّ على الآثام في صلفٍ *** و الموت خلف جدار الغيب مستتر

الله يفرح إن تاب المسيء ..ألا *** قوموا إلى الله و استعفوه و ابتدروا

لا تأمن العمر والأيام راكضةٌ *** وقد يجيء بما لم تحذر القدر!!



اسأل الله ان يجعل تذكيرك لنا فى ميزان حسناتك

مع كل الود

Post: #3
Title: Re: لماذا تابت هذه المرأة وكيف تابت
Author: bint_alahfad
Date: 06-04-2003, 10:26 PM

الأخ الكريم قرشو


جذاءك الله كل خير


أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه


وفى أمان الله

لا اله الا الله

Post: #4
Title: Re: لماذا تابت هذه المرأة وكيف تابت
Author: مهيرة
Date: 06-05-2003, 11:41 AM
Parent: #3

الاخت العزيزة بت الاحفاد
جعلها الله فى ميزان حسناتك
القصيدة تعبر اجمل تعبير عن قصة المرأة الغامدية التى زنت ولكنها تابت توبة نصوحة وطلبت من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم اقامة الحد عليهالتطهير روحهالتلقى الله طاهرة من الذنب.اتمنى لو تترجم القصة والقصيدة وتهدى الى جماعات حقوق الانسان التى تطالب المسلمين بالغاء حد الزنى لأنه يتعارض مع حقوق الانسان!!!علهم يدركون شيئا من هذه المعانى السامية.والمصيبة ان هنالك من المسلمين من يطالب بالغاء الحدود ويطعن فى شريعة الله التى ارتضاها لعباده،وهو خالقهم وهو اعلم بمايصلح او يضر من خلقهم.ولكن المخلوق حينما تجبر وطغى اراد ان يتطاول على خالقه ويغير شرائعه!!وهم يحسبون ان ذلك من تمام العقل والفكر الذى وصلوا له فى القرن العشرين،ولكن الحقيقة انهم عطلوا عقولهم،رغم الكتب التى قرؤوها وحملوها فصاروا (كالحمار يحمل اسفارا) لا يرقى عقله الى فهم فحواها وان قرأ الحروف!!
تحياتى

Post: #5
Title: Re: لماذا تابت هذه المرأة وكيف تابت
Author: SAdo7
Date: 06-05-2003, 12:38 PM
Parent: #4


جزاك الله الف خير وجعل الله لك بكل حرف بيتا فى الجنه ونسال الله التوبه النصوحه وحسن الخاتمه

Post: #6
Title: Re: لماذا تابت هذه المرأة وكيف تابت
Author: obay_uk
Date: 06-05-2003, 08:09 PM

الكريمة المكرمه
هل موقع الصحوة هو نفسه شبكة الصحوة الاسلاميه ؟؟
أما بالنسبة للحديث أعلاه فيبدو أن خطأ حدث لكاتب المقال الأصلي حيث ان توبتها ليست معادلة لكل أهل المدينه لفظا ، بل الحديث ذكر سبعين
لقد تابت توبةً لو تاب بها سبعون من أهل المدينة لقبل منهم

sister مهيره
you said والمصيبة ان هنالك من المسلمين من يطالب بالغاء الحدود
i am not really sure if it's allowed for us in islam to call those people 'Muslims' or no, i am really not sure at all, i hope some one does have an answer from Quraan or Sunna please, i would be grateful.

Brother Sado7,
آمـيــــــن. وجزاك الله خيرا على دعائك
ملاحظه لغويه صغيره لوما بتزعل وهي أننا نقول توبة نصوح يا صادوح وليس نصوحة ، حسب علمي ، مثلما نقول امرأة عاقر - لا عاقره

الله يرزقك بالودود الولود بس مافي داعي تكون ألمانيه والسلام

اللهم اغفر لنا مغفرة ترضيك عنا
وتب علينا توبة لا نخطئ بعدها