اعتراف أمريكي مخجل

اعتراف أمريكي مخجل


05-31-2003, 11:58 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1054378686&rn=0


Post: #1
Title: اعتراف أمريكي مخجل
Author: Yassir7anna
Date: 05-31-2003, 11:58 AM

Quote:
كتب عبد الباري عطوان

اعترف دونالد رامسـفيلد وزير الدفاع الامريكي امس وللمرة الاولي، بانه ربما لن يتم العثور علي اسلحة دمار شامل في العراق. وهذا الاعتراف يشكل احراجا قانونيا واخلاقيا كبيرا للادارة الامريكية الحالية وحليفها توني بلير رئيس وزراء بريطانيا اللذين ذهـبا الي الحرب وعرّضا ارواح مئات الآلاف من الجنود للخطر تحت ذريعة ازالة خطر الرئيس العراقي صدام حسين واسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها.
رامسفيلد ادعي ان الرئيس العراقي دمر هذه الاسلحة بعد ان تأكد من حتمية الحرب، وازال اي اثر لها. ولكن هذا الادعاء غير مقنع علي الاطلاق، فلو كان صدام حسين يملك هذه الاسلحة فعلا، وتأكد من حتمية الحرب، فان المنطق يقول بانه سيحتفظ بها، وربما يلجأ الي استخدامها سواء كورقة ضغط، او لالحاق اكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف القوات الامريكية والبريطانية.

ونحمد الله ان الادارة الامريكية اصرت علي استبعاد فرق التفتيش الدولية بقيادة هانز بليكس من مهمة البحث عن اسلحة الدمار الشامل العراقية بعد سقوط بغداد. وحصرت هذه المهمة في لجنة خبراء امريكيين فقط، لانها لو فعلت العكس، اي اعطت فرق الامم المتحدة الصلاحيات المطلقة في هذا الخصوص، لما توصلت هذه الفرق الي نتيجة خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل بهذه السرعة، ولاستمرت ادارة الرئيس بوش، وخاصة رامسفيلد، في الادعاء بان الاسلحة موجودة، والمشكلة تتلخص في بطء عمل الفرق الدولية المكلفة بالبحث عنها.
الادارة الامريكية، وحتي تخفي فشلها في تبرير حربها، والدمار الذي الحقته بالعراق، لجأت الي التركيز علي مسألة القبور الجماعية، واظهار وحشية النظام من خلالها، علي امل التغطية علي فشلها في ايجاد اسلحة الدمار الشامل.

المقابر الجماعية امر بشع وجريمة مدانة، تظل نقطة سوداء، بل حالكة السواد في تاريخ النظام العراقي السابق، ولكن معظم ضحايا هذه الجرائم سقطوا عندما كان هذا النظام هو الاقرب للغرب والولايات المتحدة الامريكية بسبب خوضه الحرب ضد ايران.

العدوان علي العراق لم يتم من اجل الانتقام من النظام العراقي بسبب انتهاكاته لحقوق الانسان، وقتل الآلاف من معارضيه دون محاكمات، وربما دون تهم في بعض الاحيان، وانما تحت ذريعة القضاء علي اسلحة الدمار الشامل، وازالة خطر استراتيجي يهدد الدولة العبرية.

وربما لا نبالغ اذا قلنا ان الادارة الامريكية كانت تعرف مسبقا ان العراق خال من الاسلحة البيولوجية والكيماوية والنووية، والا لما خاطرت بارسال مئات الآلاف من جنودها لخوض هذه الحرب.

الرئيس جورج بوش وحليفه توني بلير مطالبان بالاعتذار عن عمليات الكذب والتضليل التي مارساها ضد شعبيهما، عندما ركزا طوال الوقت علي خطر اسلحة الدمار الشامل لارسال الجنود الشبان الي الحرب وتعريض ارواحهم للخطر. الاعتذار يجب ان يوجه الي البريطانيين والامريكان اولا ثم الي الامم المتحدة وشعوب الارض الاخري.