وقفة أمام دار العجزة

وقفة أمام دار العجزة


05-22-2003, 12:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1053602462&rn=0


Post: #1
Title: وقفة أمام دار العجزة
Author: heema
Date: 05-22-2003, 12:21 PM

هناك فى دار العجزة ..
دفعنى الفضول الى دخول المكان الذي امر به يوميا منذ ثلاث سنين ..

بدات بالسلام
لم يرد عيله الا احدهم ..ربما كان اقواهم سمعا بصرا..

كان قابعا فى كرسيه
رحب بي ..
دعا رفاقه ..

بدأ
يحدثني عن أبنائه وعن ماضية



عدت وفى راسي الكثير والكثير ..
منها كانت هذه الوقفة
.
.
ماذا تحيك أيها الشيخ العجوز ؟!! لقد تسلل عمرنا خفية من بين أظهرنا .. فماذا تخيط ؟ أتنسج عمراً آخر كى ترصفه بجانب بعضه خيطاً خيطاً ، فتلمها في بكرة من الأحزان الماضية وتديرها في كف !!؟

أم ماذا تجدي الحياة وأحلامنا تضيق بلباسها لنا !

------------

أيها المتهالك .. ماذا وراءك ؟ وحبات العرق ألهبت جبينك ؟ تنحدر قطرة إثر قطرة ، تحصي عدد السنين .. وتتحدث بلغة المكدودين ، ترسم تجربة مرة تجرّعت ضيمها ، وتلوّنت بحزنها .

واقع كئيب أحاط بك ، أوجعك .. وأكال لك الضربات ، فلم تجرؤ سنين عمرك أن تجاريها أو تقصيها !؟

------------

أدر البكرة . لا تتوقف عن الغزْل ، أتركها في دورانها وتيهها ، تلف وتطوي في الكون عمرا ، فما عاد في العيون دمع ، يسح على الخدود ، وما عادت الآمال تنثر سوى أحزان معبأة ، تفجرها في ساعة غضب ، وتسحقها في ساعة من السعادة .

------------

أحلامك أيها الشيخ انسلت عنك ؟! تدثرت في رداء خفى ، وأطلقت العنان لساقيها ، هرولت .. تسبقها مطويات أحزانك ، معقودة بالأمل غير المرجوة ، فقد ركلتها الأقدام .. فتدحرجت .. وتخطتك ثم انتحرت . لقيت مصرعها إثر شجة قوية ، أتت على بقايا حلم يتيم ، ثم لفظت أنفاسها .

------------

ماذا أعد لك قدرك يا شيخى ؟ دعني أتأمل كفك ؟! خشنة .. مهمومة .. تحمل نتوءات آهاتك .. وخدوش صعاب الحياة ، صعبة ؟! وتنشق عن دسائس ذاتك .. شاقة هى تلك الحياة ، حينما تضربك في مقتل بقسوة !

قد تنزعك من الحياة .. فلا تكترث لوخزات الإبر في يدك ، المهم أن تغدو وفق ما تصبو إليه .

------------

أيها المسكين ماذا فعلت بزمانك ؟ أو ماذا فعل هو بك ؟

اسنان محطمة .. وظهر محدب .. وأنامل ضاقت ذرعا بالانتظار ، فخلّفت إنسانا محطما ، يجاري الصمت من حزنه .. فمن يسمع صراخ الموتي ؟!!

------------

تصدّعت أحلامه .. وتناوبت عليه خفافيش الوحدة ، فاغتالته قسوة القلوب .
لترمي به فى مثل هذه الدور




بونا - الهند
مايو 2000