اوهام الجنوبين التاريخية

فرضيات كادت ان تصبح مسلمات

تأسست الحركة الجنوبية السياسية الحديثة على فرضيات طرقت عليها بشدة، خصوصاً في الاعلام العالمي حتى كادت ان تصبح مسلمات، في حين لا تعدو هذه الفرضيات اكثر من كونها اوهاماً تاريخية، اخذ يسوق لها في الآونة الاخيرة كذلك نفر من النخب وكبار السياسيين، ابتداء من السيد الصادق المهدي الذي طالب الشمال بالاعتذار للجنوب ومروراً بالىساريين الذين اسقطوا قراءتهم الخائبة في صراع الطبقات في المسألة الجنوبية وانتهاء بالدكتورين منصور خالد والشيخ حسن الترابي في اجتهاداته الاخيرة حول المسألة الجنوبية، ولعل اكثر هؤلاء المثقفين ابعاداً في النجعة د. منصور خالد الذي انتهى الى ما ظلت تردده الكنائس من ان هناك ظلماً واقعاً على الجنوبيين يرقى الى درجة التفرقة العنصرية على غرار الابارتهايد في جنوب افريقيا، حيث لم يكن للافارقة حق في انتخاب أو ترشيح بل لم يكن لهم حق في دخول مطعم يغشاه البيض أو نادياً يرتادونه ونسأل ما هو وجه المقارنة في ذلك مع الحالة السودانية؟.

ثم نسأل متى بدأ الشمالىون في ظلم اخوانهم من الجنوبيين، في الحقبة المعروفة بالعهد التركي «1821 / 1885» أم في حقبة المهدية «1885 / 1998» أم في حقبة الحكم الثنائي «1898 / 1954» أم في ظل رجال المقاومة أمثال المك نمر، والسحيني وود حبوبة مروراً بمؤتمر الخريجين وقيام الاحزاب الوطنية؟ ام ان هذا الظلم وقع وتكرس بعد رفع علم الاستقلال، وعلى يد مَنْ؟ اسماعيل الازهري، ام السيد ابن علي الميرغني، وعبد الرحمن المهدي؟، والصفوة السياسية التي استخدموها واستخدمتهم امثال محمد احمد محجوب وعبد الله خليل وعلي عبد الرحمن ام يا ترى المقصودين بالظلم حكام السودان الذين جاءوا على اعقابهم «الفريق عبود والرئيس النميري، وسر الختم الخليفة وعبد الخالق محجوب وحسن الترابي ومنصور خالد أم المقصود كل هؤلاء الخلق؟ ثم ما جنس هذا الظلم الذي وقع على الجنوبيين؟ وفيماذا يتمثل؟ هل يتمثل في مذكرة مؤتمر الخريجين التي طالبت بابطال سياسة الجنوب والغاء سياسة المناطق المقفولة؟ أم في جهود دعاة الاسلمة والتبشير كالشيخ محمد الامين القرشي ومشايخ الطرق الصوفية؟ أم ان الظلم المقصود هو جهود الجلابة في فتح الجنوب امام حركة التجارة؟ أم ان المقصود حالة استثنائية تمثلت في الزبير باشا رحمة الذي نسجت حوله اساطير نفاها الرجل في مذكراته وأوضح انه كذلك مجرد ضحية من ضحايا الحقبة التركية وانه مظلوم كغيره من مظالىم خلق الله في السودان.

ونعود لجنوب السودان وكيف كانت اوضاعه يوم تعرف علىه الشمال ويوم تركه هل كان الجنوب مثلاً مثل بغداد في القرن الرابع الهجري أدباً وفكراً ورقياً قبل ان يستبيحها التتر؟ أم كان مثل مصر التي تعاقب على حكمها الفاطميون والايوبيون والممالك والعثمانيون وانتهاء بالفرنسيين والانجليز والى الىوم لم يسود المصريون الصحائف يشكون ظلماً من جنس وينسبون ما هم فيه من وقائع على هذه الامم.

ونسأل أهل الذكر من المؤرخين هل كان في الجنوب دولة حينما استباحها الشمالىون؟ أو حتى كيان أو شعور مشترك ــ أم ان الجنوب مجرد مصطلح جغرافي يشتبك فيه الفورقي القادمون من دارفور الى مناطق الفرتيت مع الزاندي المنتشرين ما بين الاستوائية والكنغو وانتهاء بالدينكا الذي هم شعب كبير تختلف احياناً لهجاته وتقالىده ــ دعك من عشرات القبائل الاخرى بشخصيتها المستقلة ولهجاتها وخصوصياتها.

ويدور كلام كثير حول مشكل السودان السياسي والفيدرالىة وتوزيع السلطة والثروة ولا يدرون انه الى عهد قريب لم يكن في السودان من مورد للخزينة العامة سوى السكك الحديدية في عهدها الزاهر حيث كانت تعود بـ 10% من ما يدخل الخزينة ثم مشروع الجزيرة بالاضافة الى الضرائب وشئ من صادر السودان الحيواني والزراعي فمن نهب الجنوب؟ وما هي ثرواته التي تأسس علىها ظلم تاريخي؟ هل وقع ذلك في العهد الحزبي أم في حقبة النميري والتي تحركت فيها التنمية فقد كان ذلك جزءاً من الطفرة النفطية والتي وصلت عائداتها حتى الجنوب ممثلة في ما بذلته دولة الكويت والمنظمات الاسلامية العربية.

ونسأل ما هو دور الصفوة الجنوبية في تنمية الجنوب؟ خصوصاً ان هناك مناطق محررة تكاد تمثل ثلثي مساحة الجنوب؟ ألم تصبح هذه المناطق المحررة خراب الخراب؟ ما هي صور التسيير الذاتي الموجود فيها؟ ألم يصبح ضحايا الحرب الجنوبية / الجنوبية اكثر من ضحايا حرب الشمال والجنوب؟.

ثم ما هي مقومات الثقافة الجنوبية التي يتكلمون عنها وان الشمال قد استباحها؟ هل هي اللغة الانجليزية ام هذه اللغات الكثيرة القابلة للتطوير لا كلغات علم وحضارة ولكن فقط كثقافات محلية؟ وهل يمكن ان يستخدم الجنوب لغات الادك والاواك واللاتوكا والمورلي أم سيتم نسخ هذه بلغات القبائل الكبيرة كالدينكا والشلك والنوير والزاندي؟.

من ظلم الجنوبيين، كاتب هذه المقالة طاف بالجنوب وكتب عن الجنوب وله تلامذة من الجنوب منهم حملة الماجستير والدبلوم العالى ومنهم من هو في طريقه لنيل الدكتوراة لم يسمع منهم إلا الخير ولم يكلموه عن ظلم وانما تحدثوا عن مطلوبات تتعلق بالخدمات والتنمية والتعلىم، وكانوا يرون ان الذين ظلموا الجنوب هم دعاة الحرب والغابة الذين استسهلوا دخول الغابة واستمرأوا لغة الحرب والقتل والتدمير وفرق بين التدمير وبين القدرة على البناء والنهضة والتفاعل.

ولكن ماذا يعني ما قلناه؟ ما يعنيه ببساطة ان الاتفاق مع الحركة يجب ان يقوم على قراءة صحيحة للتاريخ وألا يقوم على الابتزاز ولا المزايدة وان استنهاض الجنوب لا يقوم على «تجريم» الشمال كما يفعل بعض المثقفين الشمالىين حسني النية الذين يريدون الوصول الى سلام، سواء أكان هذا السلام طياً لملف الانقاذ أو انه سيصبح في سجل انجازاتها ــ المهم ان يقوم السلام على القراءة الموضوعية المتأنية وان لا نستعجل الأمور لأن الادارة الامريكية تريد انجازاً يحسب لها في الانتخابات ويبيض وجهها، وهذه اجندة امريكية والمطلوب ان يسعي السودان للسلام العادل الموضوعي وألا نستعجل لان استحقاقات الحرب اصبحت مؤلمة وموجعة ــ ولابد ان يقوم السلام على العدل ولابد أن يقوم السلام على الموازنات الموضوعية ــ ولا مناص من السلام والسودان قدر السلام
د:حسن مكى

سلام مربع

هذه واحدة من النقاط التي تفقع مرارتك عندما يقوم بعض المثقفين بالجري وراء مناصب او عقدة معينة بغرض الالتفاف حول قضيه يرون ان سبق اكل النبق
واحدهم منصور خالد
والدكتور قرنق
وياسر عرمان
وكثيرين .. ماذا فعلوا للجنوبين انفسهم
ما الذي فعله جون قرنق بعد اكثر من عشرين سنة قتال
في الغابات وموات لكل شيء
ثم ما الذي اضافه الدكتور منصور خالد للجنوبين
اعلم ان الف نفر سوف يطلعون لك ان منصور خالد فعل وفعل
ماذا فعل
غير كلام ونظريات كلنا نعرفها
ليس مهما ان تطلع لنا في كل جريدة او كل نشره اخبار او ندوة لتحدثنا عن مشاكل نعرفها وتعرفنا
وتنظر لنا
المهم ما الذي حدث بعد ان قلت انت حديث وغادرت الصالة او غادرت كتابك
الحال ياهو نفس الحال
اذن نظريات لا تسوي عندنا شيئا
هل ما كتبته اوقف الحرب
اوقف موت الاطفال
كلاهم يسكنون لندن ، واديس ابابا ونيروبي
ولا يدرون شيئا عن العذابات التي يعيشها الناس هناك

لقد كفرت بتلك الوجوه التي بسبب ما تقول ومابسبب ما تعتقده في نفسها .. مازلنا نغطس كل يوم الى سابع ارض
فليذهب للجميح كل صاحب فكر اعتقد انه السودان
او اعتقد ان بكلامه يعني مصلحة السودان
نفاق وزيف وايادي غاطسه حتى الكتف في المويه الباردة
ولا يهمها سوي ان تلمع كل لحظة في تلفزيونات العالم
واشك كثيرا انها تشاهد تل المناظر ا لفظيعة التي تحدث باسم التحرر

ارفعوا ايديكم ياهؤلاء عن السودان وشعب السودان
ارفعوا ايديكم عن مشاكل السودان
وستجدون اننا كشعب سوداني جنوبنا وشمالنا
قادرين على التعايش دون هذه النظريات والكلام الذي يحمل
اكثر من معني واكبر من المواقف
ارفعوا ايديكم عن وصايتنا واوقفوا هذه الشعارات التي تتحدثون بها نيابة عنا


ماذا

عطفا علي مقال الكاتب وتعليقا علي ما زكرت اخت شيري
نجد ان داء السودان في العقود السابقة هو وهم الاخوة الجنوبين في انهم واقعين تحت ظلم الشمالين ظل القادة الجنوبين يتعاطون هذه المقولات ردحا من الزمان حتي اصبحوا يتعاملوا مع هذا الوهم كانه واقع وكانه حقيقة تاريخية ناسين انها كانت مجرد اجتهادات تبريرية للواقع الجنوبي
تعليقا علي ما زكرت اختي شيري نجد ان ما زكرتيه هو بيت الداء من وجهة نظري ايضا فمن اطلقت عليهم كبار الساسة الجارين وراء المناصب والمكاسب الشخصية فهؤلاء اي ديناصورات السياسة السودانية الواجب ان يكونوا في عداد المخلوقات المنقرضة ولكن ماذالوا يتشبثون بالمناصب وكانها خلقت لهم ولاسرهم فقط وكانهم خلقوا ليحكمونا
ودافعهم علي ذلك تفشي الجهل السياسي داخل السودان بالرغم من السنحة التنظيرية التي تمسحنا كسودانين جميعا بحيث صرنا ابواق تتناقش ولكن لا عمل

و الوهم الاكبر هو ذلك الذي اشتراه رواد الاستقلال .. لشيء في نفس يعقوبهم الانتخابي .. و باعوه للتابعين بعدهم .. بأن هذا الجسم الرقيع المدعو السودان هو دولة!! و هو لم يكن كذلك. السودان دول

The so-called Sudan is not a state, it never was and will never be. Vote for baby Sudans; mini Sudans. Two or Three is always greater than one.

همل سمعتم أو قرأتم شئ عن مؤتمر جوبا 1947؟

Deng