الإعتداء الجنسي : المشكلة الصامتة‏..‏ خطر يهدد أطفال

الإعتداء الجنسي : المشكلة الصامتة‏..‏ خطر يهدد أطفال


05-17-2003, 04:04 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1053183875&rn=0


Post: #1
Title: الإعتداء الجنسي : المشكلة الصامتة‏..‏ خطر يهدد أطفال
Author: Elsadiq
Date: 05-17-2003, 04:04 PM



كتب : أحمد عادل هاشم


لا ينحصر العنف الذي يمارس ضد الأطفال‏,‏ علي الضرب فقط‏,‏ أو حتي الإهانة بالقول واللفظ‏,‏ إنما يكون أيضا من خلال تعرضهم لما يطلق عليه أطباء الصحة النفسية العنف الجنسي‏..‏ ويتفادي الجميع الحديث في هذا الموضوع في حين أنه موجود بالفعل‏,‏ ولذلك قررنا أن نناقشه بجدية‏..‏ لنضعه أمام القاريء وجاءت دراسة عن العنف والطفل‏,‏ للدكتور أحمد جمال أبوالعزايم‏,‏ رئيس الاتحاد العالمي للصحة النفسية‏,‏ تدفعنا إلي طرح الموضوع حيث قال إن واحدا من كل أربعة أطفال‏,‏ قد يتعرض للعدوان الجنسي‏,‏ خاصة الصغار في سن العاشرة‏,‏ حيث يكونون أكثر عرضة للعدوان الجنسي‏.‏

وتلمح الدراسة‏,‏ إلي أن أكثر أنواع الاعتداء الجنسي‏,‏ تحدث علي هؤلاء الأطفال من شخص يوثق فيه من أفراد الأسرة‏,‏ أو من الأصدقاء‏,‏ أو ممن يقدمون الرعاية للأطفال‏.‏

والاعتداء الجنسي قد يكون جسديا أو لفظيا أو عاطفيا‏,‏ ويشمل التلامس الجنسي والإعجاب بالطفل‏,‏ وتعرض الأطفال لرؤية ممارسة جنسية‏,‏ أو لرؤية الأفلام الجنسية أو الصور الفاضحة‏..‏ كما يتم الاعتداء الجنسي عندما يطلب من الطفل أن يفعل كما رأي في الفيلم‏,‏ أو يطلب منه ان يشارك شخصا بالغا دخول الحمام‏.‏

وتضيف الدراسة‏,‏ ان العنف الجنسي قد يمتد إلي حد الاغتصاب‏,‏ مثل إجبار الطفل أو إغرائه‏,‏ أو ممارسة الجنس معه تحت ضغط‏..‏ وهذا النوع من الاعتداء الجنسي يبدأ تدريجيا ويتزايد معدله مع الوقت‏.‏

وتفسر الدراسة‏,‏ رضوخ الاطفل أحيانا لرغبات البالغين عند الاعتداء عليه‏,‏ حيث إنهم في العادة يرغبون في إرضاء الذين يحبونهم‏,‏ كما أن التنشئة الاجتماعية في العادة‏,‏ تشجع الأطفال علي عدم مناقشة أوامر الكبار‏,‏ والآخرون يدركون ذلك جيدا‏,‏ وغالبا ما يقع الأطفال الأكثر طاعة فريسة لهم‏.‏

لكن السؤال المهم الذي قد يتبادر إلي الذهن‏,‏ لابد أن يدور حول مظاهر العدوان الجنسي الذي يتم علي الطفل‏,‏ وكيف للأسرة أن تلاحقه؟
تجيب الدراسة ــ التي أعدها الدكتور ابوالعزايم ــ أن أغلب حالات الاعتداء الجنسي علي الأطفال لا يبلغ عنها الطفل‏,‏ وأن مهمة كشف ذلك العدوان تقع علي من حولهم‏.‏

وتضيف الدراسة‏,‏ أن الآثار الجسدية لهذا الابتزاز أو ذلك العدوان‏,‏ نادرة‏,‏ كما لا توجد أعراض محددة يمكن الاعتماد عليها لاكتشاف تعرض الطفل للعدوان الجنسي‏..‏ إلا أن هناك سلوكا عاما‏,‏ يظهر علي الأطفال الذين تم الاعتداء جنسيا عليهم‏,‏ يمكن رصده في الآتي‏:‏

ـ خوف واضطراب‏,‏ وعدم رغبة في أشخاص معينين أو أماكن معينة‏.‏

ـ اضطرابات في النوم‏,‏ وصداع في الرأس‏,‏ ووجود مشاكل دراسية لم تكن موجودة من قبل‏.‏

ـ الانسحاب بعيدا عن الأسرة والأصدقاء والأنشطة واللعب‏.‏

ـ العودة إلي سلوكيات الطفولة الأولي‏,‏ كالتبول اللاإرادي مثلا‏,‏ أو البكاء ليلا‏.‏

ـ محاولة ايذاء الطفل لنفسه‏,‏ وميل للعدوانية والاندفاع‏,‏ وظهور علامات مبكرة لنشاط جنسي منحرف‏.‏

وتضيف الدراسة‏,‏ ان من يتم الاعتداء عليهم جنسيا‏,‏ غالبا ما يحاولون ممارسة الجنس مع أطفال آخرين ولو بالقوة‏,‏ ويتحدثون عن الجنس كثيرا‏,‏ فضلا عن إحساسهم بآلام غير مبررة في المناطق الجنسية والشرج‏.‏

وتتحدث دراسة الدكتور أحمد جمال أبو العزايم عما وصفتـــه بـ المشكلة الصامتة‏..‏ أي المشكلة التي لا تتحدث عن نفسها أبدا‏.‏ وتؤكد الدراسة‏,‏ أن الأطفال الذين يعانون الاعتداء الجنسي عليهم‏,‏ لا يستطيعون الإبلاغ عن هذا العدوان إذا حدث من أحد أفراد الأسرة أو الموثوق بهم داخل دائرة الأهل‏,‏ وذلك لأنهم أصغر من أن يضعوا ما حدث لهم في كلمات علي شكل شكوي‏,‏ كما يتم تهديدهم أحيانا لكيلا يذكروا ما حدث لهم لأحد‏,‏ كما يحدث في بعض الأحيان‏,‏ اختلاف في الأمر عليهم‏,‏ عندما يصاحب الاعتداء الجنسي عليهم الكثير من الاهتمام والمودة‏..‏ كما أن شعورهم بالخجل الشديد كثيرا ما يمنعهم من كشف ما حدث لهم‏,‏ فضلا عن خوفهم في أغلب الأحيان من حدوث مشكلة كبيرة لهم ولوالديهم‏.‏

وتحذر الدراسة بشدة من هذا الصمت والذي يساعد المعتدين جنسيا علي الأطفال‏,‏ علي مواصلة فعلتهم‏,‏ والإضرار البالغ بالصحة النفسية للطفل‏.‏

وتنتهي الدراسة إلي وجوب حماية الأطفال من الاعتداءات الجنسية‏,‏ باعتبارها مسئولية الكبار‏..‏ ولأن الكبار لا يوجدون دائما لحمايتهم‏,‏ فإنه يجب عليهم أن يعلموا الأطفال كيفية حماية أنفسهم من الاعتداء الجنسي لكي تزيد من إدراكهم‏,‏ وقدرتهم علي مقاومة مثل ذلك العدوان‏.‏

وتقول الدراسة إن هناك طرقا تساعد الأسرة علي ذلك‏,‏ منها ضرورة زرع الثقة في الطفل وامداد بالمعلومات الجنسية الكافية والدعم المعنوي من خلال التحذيرات المتكررة له من الملامسة بوجه عام‏..‏ كما يجب أن نعلم الطفل الفرق بين أن يتلامس أحد معه‏,‏ وأن يتجاوز حدود اللمس‏,..‏ كما يجب تعليم الأطفال أسماء أعضاء جسدهم المختلفة حتي يستطيعوا أن يعبروا عن أي اعتداء يحدث علي اجسادهم‏.‏

وان تلك التحذيرات والمباديء العامة تنطبق علي الجميع‏,‏ حتي علي من يحبونهم ويثقون فيهم‏.‏

كما يجب التأكيد علي الطفل أن جسمه ملك له وحده‏,‏ ولا يحق لأحد أن يلمسه أو يؤذيه‏,‏ كما يجب تعليمهم كيفية أن يقولوا لا لأي إحساس في عدم الأمانة عند التلامس‏,‏ حتي لو كان لقريب من الأسرة‏.‏

وكذلك يجب تعليم الأطفال أن يذكروا للأسرة أي واقعة طلب خلالها أحد منهم عدم ذكرها لأسرتهم وأن تبقي سرا‏.‏

وتؤكد الدراسة أيضا ضرورة الاستماع للأطفال‏,‏ والمحافظة علي الهدوء إذا ما روي الطفل أي واقعة احتكاك أو اعتداء جنسي عليه‏,‏ كما يجب التأكيد علي فضيلة المكاشفة والمصارحة مع الأبوين‏.‏

وتحذر الدراسة من إفشاء اسرار الأطفال بوجه عام‏,‏ وما يحدث لهم من اعتداءات علي وجه خاص‏.‏

وأخيرا تخدر الدراسة من مواجهة المعتدي علي الطفل‏,‏ أمام الطفل‏..‏ وكما تقول‏,‏ فهذا الضغط النفسي له أضراره الخطيرة‏,‏ ولا يصح مطلقا ـ أيضا ـ إلقاء اللوم علي الطفل الذي تعرض إلي اعتداء جنسي‏.

http://www.amanjordan.org/