بشاشة الدهشة في شهقة ... عاطف

بشاشة الدهشة في شهقة ... عاطف


05-07-2003, 08:57 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1052337421&rn=0


Post: #1
Title: بشاشة الدهشة في شهقة ... عاطف
Author: aboalkonfod
Date: 05-07-2003, 08:57 PM

نكر صُوتك صداك
غالطني الزمن فيك
شهرت على الجفاف وعدك
بطاقاتنا الخريفية
رجع فاضي الكلام مليان

معاك اتبرجت غيمة
شهق جواي صوت جدول
مرقت على المطر حفيان
لقيتك والرزاز مدخل
ناديتك :
أقيفي معاي نشيل كتف الغنا الميل
ونتخيل حلم دونك بتحقق
وقبلك خيل دماي واقفة
على شرياني تتشهق
...الخ

(جزء من قصيدته حوار كمثال)

قال أفلاطون "" دعني أكتب أغاني الشعب .. ولا أبالي بمن يضع قوانينه"

الجمال كمفهوم فني صنو الابداع. تفكيك مفردات الواقع واعادة تركيبها بطريقة مغايرة، وفق وضمن الشروط الفنية دون إخلال.
قوة الجمال تكمن في قدرته التأثيرية، وايقاظ عصب الجمال الخامل في المتلقي. تختلف الفنون في التأثير وتتدرج .. من النحت أكثرها تطرفا في الحسية (الجمال المباشر) .. الى الشعر أكثرها تطرفا في التجريد (الجمال المستتر). لذلك قال "هيجل" أن النحت أرقى الفنون على الاطلاق. علاقة المبدع بالمتلقي ، علاقة خيالية، بمعني كلما زاد منسوب الخيال لدى المتلقي، قارب المبدع أو كاد أن يكونه.

مهمة الشاعر المبدع أن يطرح (فكرته) أو قضيتة، دون التورط في الالتزام بتقديم الحل.
كشاعر ملتزم بفكرته، يطرح (عاطف خيري) مفهوما مغايرا. اللغة عنده بناء إسفنجي شامخ، قابل للتطويع والامتصاص، الوقوف في وجه الزلزال دون السقوط. فإذا كانت اللغة معلاق (ماعون) الفكرة وتمارس الحياد، حشد (عاطف) كل أدوات البناء الفني لتدعيم فكرته، طالما أنه اقتنع بأن اللغة تمارس الحياد الإيجابي.
اعتمد في بنائه على تكثيف الخيال، حتى يكاد يصاب المتلقي بمتلازمة الفوضى الجمالية (حالة لا يشعر فيها المتلقي إلا بنشوة الجمال الطاغي وهو في قمة الوعي المستسلم لشروط الجمال). مقدرة (عاطف) الابداعية الفذة، تجعل المتلقي يستغرق في حالة من النشوة العارمة المتصلة، دون بلوغ حالة الذروة، التي تتبعها، إذا ما وقعت، استرخاء عصب الخيال. تتابع زخات الدهشة اكسب اسلوبه حلاوة ومتعة. لا يستطيع المتلقي تخيل ما سيأتي في اللحظة التالية .. حالة من الترقب المشوب بالحذر، دونما إنذار تصيبك الدهشة التي تظن أنها الأخيرة، فإذا به يصيبك بالأخرى.
تمثل الفنتازيا الشعرية عند (عاطف) العمود الفقري للبناء الشعري، متعة الإبهار .. الضوء .. الخيال الطافح .. لغة الحوار الدرامي (عزز لدى المتلقي العلاقة الموجبة بين السينما وفن الشعر).
الرمزية كحق مكتسب للشاعر، قد لا تهني الهروب، فالترميز أو الرمزية عند (عاطف)، لها وضعية خاصة، دغدغة وملامسة المنطقة الحساسة (للفكرة) بظاهر الكف وليس بباطنها.
فكلما كان الشعر أكثر واقعية (مس حقائق الواقع)، كان أكثر صدقية وتأثيرا. نجح (عاطف) في نسج خيوط (الفكرة) المستقاة من قاع المجتمع، من دون تقديم تنازلات في عناصر البناء الفني الجمالي. ذلك أن يجلس على ركام معرفي ضخم من التراث السوداني (ببعدية الأفريقي والعربي)، فكثير من الألفاظ التي استخدمها تدل على ذلك مثل المسادير .. الطنابير .. هسا .. الزنج الهاربة .. سوق عكاظ (تمعن الدلالات الخفية للكلمات) .. وهكذا.
عند (عاطف) الضد معادل طبيعي لإظهار القيمة الجمالية والفنية للضد، تمعن في المتقابلات التالية .. الصوت في مقابل الصدى .. الجفاف في مقابل الخريف .. الفاضي في مقابل المليان .. المروق في مقابل الدخول .. الأزرق في مقابل الأبيض (الدحض والبرهنة عن طريق المقارنة والمقابلة أو كما يسميها "أفلاطون" المراوغة) .. وهكذا.
يمارس (عاطف) أعلى درجات الذكاء الشعري، فإذا كان قارئ النص (المتلقي)، هو المنتج الفعلي للنص، فإنه يجعل المتلقي الفاعل والمنفعل بالفكرة، وبلمسة سحرية يجعله، دون أن يشعر، المفعول به، حينما يطرح جواب الفكرة أو (مفتاح الحل)، ولا يعيبه ذلك، طالما أنه التزم بشروط فنه. تأمل استخدامه لـ(كاف المخاطب) في صوتك .. صداك .. فيك .. وعدك وهكذا. فمنذ الوهلة الأولى .. (الفكرة) أو القضية حسمت لصالح الشاعر المتلقي، فإذا كانت الحقيقة دائرية تقرأ من عدة وجوه، فالقوانين الثابتة للحقائق العلمية تقرأ من زاوية واحدة، ولها وجه واحد، استرسال الخيال العميق في إنكار الصوت للصدى حسم القضية (براهين الفكرة) لصالحه.
تعاطي (عاطف) مع لون الفكرة الأبيض (الأساسي) بمنتهى الحرفية والخيال الجامح اللا متناهي، فما أن يقع في المنشور الزجاجي (للمتلقي)، يتشظى لألوان قوس قزح، وكل يقرأ لونه الذي يعشق.
التزم (عاطف) بوحدة الموضوع منذ افتتاحية الإنكار وحتى ختامية الشهقة، دون أن يصاب المتلقي بالملل أو عوارض الإستطالة، أعانه الجرس الموسيقي الجزل والايقاع المتزن مثل دقات القلب، فالنغمة الموسيقية تخرج في زمنها ومن مكانها، محدثة العلاقة الجدلية العجيبة بين الإلفة والدوزنة، في لحظة طيران العصفور من الصدر (مكان القلب) (مشهد حركي إيقاعي نابض بالحياة والحيوية).
قد تختلف أو تتفق مع (فكرته)، ولكنك لا تستطيع أن تنكر بشاشة دهشته.

Post: #2
Title: Re: بشاشة الدهشة في شهقة ... عاطف
Author: KOSTA
Date: 05-07-2003, 09:25 PM
Parent: #1



قنفده


يعجبنى هذا التواثب الجامح نحو ذات عاطف

قصائده تجعلك تتشهى الواقع و تتجرع الخيال بمحض ارادتك

و لا تبتئس

Post: #3
Title: Re: بشاشة الدهشة في شهقة ... عاطف
Author: aboalkonfod
Date: 05-11-2003, 11:17 AM
Parent: #2

.........................شكرا كوستا

Post: #4
Title: Re: بشاشة الدهشة في شهقة ... عاطف
Author: aboalkonfod
Date: 05-14-2003, 06:54 PM
Parent: #3

في اللحظة التي تسبق متعة حُمى الكاكاو ، وبنفس متهدل ، قلت ليها :..

دونك بقية من ذكرى ورحيق
علق
وميسم وكأس مدام عتيق
عتق
يا أنت والكأس والرحيق ومعصمي

وعندما أقسمت بالهفتجة، تذكرت جلسة عاطف في بنبره ، ولم تقوى اللغة على المداهنة، فذكرتها باللغة الأنثي ، ثم قفلت قادما من الاتجاه المعاكس

Post: #5
Title: Re: بشاشة الدهشة في شهقة ... عاطف
Author: KOSTA
Date: 05-14-2003, 07:49 PM
Parent: #1


فقأت حبى لها فى داخلى

ارتوت منه المنايا

و دافع مع جهازى المناعى ضد جينات النسيان ( لها ) .. و مداعاتها فى كل اوان

خثرة من حبها تكونت فى جنين احساسى بها
و بانسيابها لخارج ذاتى
تجلطت منى المشاعر

و انفجر جواى نغم يردد : سالت بحبها
و انسحبت
و بين الشفاه على المهارق
نزفت
و تدحرجت فى القلب
و غمست

اتانى صداها :انا الذى جالستك فى المساء فذممت

Post: #6
Title: Re: بشاشة الدهشة في شهقة ... عاطف
Author: aboalkonfod
Date: 05-15-2003, 06:22 PM
Parent: #5

أخي .. كوستا

لك المطبوخ المُعتق،من خندريس الدن، في جلسة على الشاطئ، وأنت ممسك بالفتاكة الخضراء.
يعجبني هذا التدافع الجيني، هذا الصراع الجدلي بين المعشوقة والدم.

قالوا حكمة الجوع هي العلمت الأرضة كيف تقرأ المِرق
وحكمة المرأة هي العلمت الرجل كيف يقرأ الـ .... ورق


وريني كيف أقراك؟؟؟ ولنا كرة أخرى

لك الشكر والعرفان أخي كوستا