ما أنسب وأحسن أن تحكم شعبا بلا ذاكرة ! هكذا قالت قنقليسة بت الريس الوداعية وهي تتفرس ودعة طارت هناك محمدة قعيدها جردقة البوشاني – زبونها الذي يقاسمها هذه الجلسة الودعية ، إلا أنه يتوجب عليك توفير ذاكرة جديدة لهذا الشعب المغلوب ، أضافت قنقليسة ناصحة . فأجابها موافقا : ول مام ذس از اكزاكتلي وت آم قونا دو . ثم إنه ما يفعل شعب في القرن الحادي والعشرين بهذه الأشياء القديمة : سومرية وآشورية وبابلية ولا حتى العباسية وأموية ، إنها حتى أسماء بلدي آوي . سوف نبلدهم بأشياء مودرن وأب تو ديت . لكن قنقليسة استدركت قائلة ، قد يتعجب متعجب من تلك الأشرطة الصدئة لسجلات الإذاعة والتلفزيون التي تم تمديرها ضمن حملة تدمير أسلحة الدمار الشامل حيث أنها عملت في عصر حديث نسبياً ، فيقول جردقة ، نو مام ، إنها أشرطة قديمة وبعضها اسطوانات عتيقة كلها تشتمل على مواد معادية لحقوق الانسان أو تشتمل محتوياتها على أصوات وصور أناس متوحشين هم الذين جلبوا الدمار لهذا الشعب المسكين . هنا أضافت قنقليسة : نعم يجب أن ينسى المواطنون في ذلك البلد هذه الأسماء والشخصيات التي تجلب الأرق وسهر الليالي . أضاف جردقة ، نعم فإن الذين يعيشون الآن سيموتون قريباً والذين لا يموتون لأي سبب من الأسباب سينسون بطول المدة ، ثم ينشأ نشء جديد معافى كلياً ، وبمفاهيم جديدة وأخلاق متقدمة .
ثم يقول جردقة مستنصحا ، إلا أن ثمة شيء قد يجلب لنا بعض المتاعب . صورة مخرج التلفزيون الذي تم تصويره وهو جالس بين كومة من تلك الأشرطة القديمة الخبيثة وهو يولول ، وقد وصفه بعض السفهاء كوالدة ذبح وحيدها على حجرها ، ما هذه الأوصاف المقززة . قالت قنقليسة والله دي فاتت علي لكن .. بنلقى ليها طريقة . وحتى نلقى هذه الطريقة عليكم تحذير كل من يمكن أن يعمل من هذه الحادثة المريبة شيئا ما ، ثم إن هذا المخرج هو جزء من نسيج النظام المنهار ، يجب أن ينساه الناس ، بل يجب أن يموت هو أيضاً ، وأن يمسح الناس هذا الحدث من ذاكرتهم ومن أجهزة تسجيلهم إن كان قد فعلوا وسجلوا ، عجبي ! كيف يسجلون شيئا دون إذن ! .