|
اهرش معي
|
كنا لا نفترق ,,صباحا نكون في المدرسة وعصرا في في الميدان -هكذا نسمي ملعب كرة القدم في اطراف الحي- نلعب او نكون في الإحتياطي عندما يكثر عدد الذين يكبروننا سنا ,واحيانا لا يكون لنا إلا ان (نجيب الكرة من بعيد) او نكون متفرجين ,,اما مساءنا فنقضيه في أي مكان غير بيوتنا , كان يكبرنا بتسعة اشهر لم تشفع له للحاق بالدفعة التي تسبقنا لأن المدرسة رأت انه يصغر اقرانه بأربعة اشهر ولم تفكر انه سيكبر دفعتنا بتسعة اشهر , وهكذا رحلوا مشكلته للسنة الدراسية الجديدة. في طريق عودتنا الى البيوت ليلا نقف في الساحة التي تفصل بيوتنا-حيشاننا- لنكمل ما تبقى من حديث ,وكان هو دائما أقربنا الى النعاس والنوم ,ينحني ليتخذ شكل الإبريق ويبدا يهرش - يحك ويكرش- جلده يبدا بالجنب اليمين ثم اليسار فالبطن فالظهر فنقول له: - انت نمت ولا شنو - لا والله ,,,انموم شنو ياخي ,,, أنا لآخر واحد ينوم فيكم( يقول هذا وهو يفكر في اللحاف والملاية التي تهبها وتنفضها رياح الصيف الرائعة التي تنتظره) ولا نستطيع ان نغالطه ,وما هي إلا دقائق حتى يثقل لسانه ويزداد هرشه ولا يعود يسمع شياً , فيدخل كل الى بيته لنلتقى في اليوم التالى فيبادرنا : - انتو امبارح تخلوني واقف اتكلم وتمشو ياخ ,,, اليوم مددت يدي لأهرش مكانا كان يلح علي ,هرشته بشدة ,يبدو انني حككت مكانا آخر ,فمددت يدي للمكان الآخر فاتضح انه ليس المطلوب ,بقعة في جلدي تنادي بإلحاح ,,وانا احك واهرش لم استطع تحديد مكانها( كمايعجز اللسان عن تحديد مكان بواقي اللحم الذي يسبب المضض بين الأسنان؟) حككت وحككت ولم استطع تحديد مكانها الى ان صار جسمي كله ينادي ويلح على ان اكرشه, اكرش ويقع الكرش في غير مكانه كأني احك جسما آخر ,,,ربما جسم صديقي القديم
|
|
|
|
|
|