اثر البيئة في مجتمعنا/الرومانسية

..............
يري البعض ان العلاقات الزوجية بين الرجل السودانى والمرأة السودانية خالية
من الرومانسية...تجنح للجفاف....ينعدم فيها التعبير المباشر ...بل يتهم البعض المجتمع السودانى بانه معقد وبه الكثير من الخوف حتى بعد عقد الزواج.
احاول من خلال هذا المقال البحث عن الاسباب التى جعلتنا مختلفين .....وكما تري بعض النساء متخلفين...هذا لانهم بطبعهم يقدرون ويحبون الاطراء
كثيرا ....وكذلك الرجال بدرجة اقل....
...............................
الشاهد ان اى فصل بين البيئة السودانية والعلاقات داخل المجتمع السودانى سوف يفضي بنا الي فضاء اللااسباب
.....طقسنا الحار له اثر كبير في حياتنا وسلوكنا ومعيشنا....وليس هذا غريبا....
.......................................
السودان قبل الاف السنين وقبل ان تعرف حدوده الحالية...هو جزء من اثيوبيا.....واثوبيا في اللغات القديمة تعنى كلمتين هما ذوى الوجوه المحروقة......وهذا كناية عن اثر الحرارة والشمس في لون جلدتنا ...لذا نجد العالم الخارجي انذاك عرفنا بذاك الاسم ....وهذا يعطى مدخلا عن كيف تعرف
البيئة الانسان
...........................
الحرارة والطقس ايضا يؤثران علي الانسان وسلوكه وعاداته ....ونحن نعلم من اول دروس علم الاحياء كيف ان بعض الكائنات تتبع سلوكا محددا بسبب الطقس او الحرارة ....كالبيات الصيفي والشتوى...والاحتفاظ بالماء في صورة اكياس وزوائد ...التزاوج في وقت محدد من العام او في ساعة محددة من اليوم ....وهكذا الانسان الذي ينتمى احيائيا للمملكة الحيوان ...
ساتناول سلوك الانسان السودانى مع زوجته من ناحية الحميمية او الرومانسية....هذا السلوك قد يستبين كفلق الصباح عند الاغتراب...او عند مشاهدة المواد التلفزونية
الاجنبية...عندها يلاحظ الزوجين المدى الشاسع بين علاقات الازواج في الخارج وبين سلوكهم .....والوجود في بيئة مختلفة يؤثر علي الانسان ...ذلك انه سيحاول مجاراة هذا الجديد ...ولنعود الي تفسير اسباب عدم الرومانسية في العلاقات الزوجية...

........................

اعتقد ان عدم الحميمية يرجع لطقس بلادنا الحار...وهذه حقيقة ....فطقسنا الحار يتحكم في كل ضروريات حياتنا ومسارها اليومى...فنجد الزوج لا يمسك بيد زوجته ابدا ولا يداعبها....فنحن نكره الالتصاق...وكلنا يذكر ...انه اذا اقترب من والده بعيد عودته من العمل ...مابين الثانية والثالثة....ان الرد هو....ابعد ياولد الحر الحر...خلي الهوى يجينا......ليس هذا فحسب بل نحن السودانيون نفضل ان ننام كل في سريره الخاص منذ الصغر ونحلم بان نكبر حتى يفصل كل منا من اخيه في السرير النوم.....ولسنا نعرف حتى عند الزواج مايعرف بالدبل والكوين والكنج الا ايام معدودات ...وبعدها يعود كل الي عنقريبو....ونحن نكره الالتصاق ليس لجفاف القلوب بل لجفاف الدم من الماء الذي اخرجته الحرارة الزائدة....الحر..
لذلك تجدنا ننام في الحيشان....لهذا تجد حتى علاقات الازواج الشرعية متحفظة حتى في ما احله الله.......لان الخصوصية الانفراد دائما غير موجود كماهو عليه الحال في المجتمعات الاخري التى دائما يكون للزوج وزوجته غرفة نوم خاصة بهما.......هذا التحفظ نتج عنه عقلية التحفظ المغالي فيه احيانا حتى في علاقة الرجل وزوجته....
...................................
ايضا نحن نلاحظ اننا حتى في الحيشان ....يكره الواحد منا ان يلتصق سريره بسرير اخيه واخته ...فكلما ابتعدت عنهم كان اجمل واريح .....ونحن نكره ايضا النوم في مكان مغلق او بجانب الحائط.......واجمل المواقع للنوم هو منتصف الحوش عند المركز ...ذلك لاننا نمقت الجو الحار...وننزع الي النسيم العليل او ما نسميه الهمبريب..
سألت حرامى ذو خبرة في الشان السودانى...عن اكثر ما يواجهه من هموم فقال لي ....الحيط ما مشكلة...المشكلة في
السراير المجدعة بناسها سااااكت في الحيشان....الواحد ما عارف اللياقة دى ننط بيها الحيط والا السراير ...
...................

................
نواصل غدا
.............
شريف محمد شريف
دايتون /اوهايو

.............................
سألنى احدهم عن عزوف الرجل السودانى عن زوجته..فقلت له العلاقة بين الزوجين في السودان تبدوا فعلا فاترة...وهذا الظاهر ...اما مالا تعرفه هو ان حبنا افعال لا كلام .....والرجل السودانى يحب زوجته باكثر مما تراه في الشعوب الاخري ولكن لا يصرح....لذا دائما تجده ملتزم بمسؤليته في الاسرة ويتحدث عن زوجته بانها...ام الاولاد.......ولكن ايضا حرارة الطقس هى من اهم الاسباب من كراهية الالتصاق....وحتى العلاقة الزوجية تتخذ وقتا محددا.....فلا يعقل ان يقترب زوج من زوجته في منتصف النهار الخرطومى....ولعلنا نذكر جدل الازواج مع عراب البكور....الذي افرغ الليل من ساعاته واحل بدل عنه مايعرف بالقيلولة...وكلنا يعرف حر القيلولة...او كما يقول صديقى عنه...حر اللهو اكبر..
.......................
ايضا اثر الطقس في شكل العمارة السودانية....وهذا بدوره ينعكس علي العلاقات داخل البيت السودانى...فلا توجد غرفة خاصة بالزوج وزوجته ....وعدم الخصوصية هذه يؤثر تماما علي سلوكهم...الذي سيغلب عليه القلق والخوف من ان يداهمهم احد ....فالتقليد السودانى في البناء ...نظام الحوش الكبير الذي تقطنه كل الاسرة الكبيرة....ثم التقسيم الي ديوانين......ديوان الرجال....وديوان النساء......الحوش هذا به العمات والخالات والجدة...وهكذا مما يصعب جدا معه اي رومانسية
.......وحتى عندما ينفصل الرجل مع زوجته واولاده...نجد بيته عبارة عن غرفة وبرندة وحوش.....وايضا هنا نلاحظ انعدام الخصوصية......ثم نلاحظ ان الحوائط قصيرة والشبابيك كبيرة والطاقات مفتوحة...كل هذا يفرض ظروف محددة علي طبيعة حميمية العلاقة بين الرجل والمراة......وعلي هذا نشأ اباؤنا وعلي هذا نشأنا نحن
...................
نواصل غدا
shereef shereef
dayton,ohio

امدرماني سلامات ــ
موضوع شيق ـ تعجبني المواضيع البسيطة التي تنبع من معطيات مألوفة ولكن عندما يتفنن كاتبها في تناولها تصبح تحفة ـ واصل، نحن في الانتظار ــ
لكين بيني وبينك كده، هو العلوج فضلوا لينا فيها رومانسية ؟ ــ

..............
نمط العمارة....في السودان...الذي يتكون من حيشان مرتبطة بممرات ضيقة......هذا ايضا اثر علي العلاقات من حيث وجود كل افراد الاسرة الكبيرة في نفس الحوش.....فوجود النساء في ديوان النساء مع بعض....وتبادل الاحاديث....الونسة....اثناء الطبيخ الذي لاينقطع مده .....بل يتحول الي شاي وكركدى وجبنة..نار لا تخمد.....بحركة الرجال في الديوان.....فالجد وكبار السن ليس لهم عمل ....فهم المحور للعائلة....اهل الراى والمشورة....يجلسون يتجاذبون الحديث عن كل شئ واى شئ...ويدخل ويخرج الشباب ومتوسطى الاعمار لاعمالهم.......هذا الكرم والصلات الطيبة....يؤثر بان يخلق حبا للزوج والزوجة للحديث ومواصلته كل مع قسمه....وعندما نعلم ايضا ....ان ا العام في مجتمعنا في علاقات الرجل والمرأة هو الالتزام الاخلاقي...حتى قبل دخول الاديان السماوية.....وهذا نجده بوضوح عند القبائل من الجنوب...التى تقنن العلاقة الجنسية بين الرجل المراة في صور مختلفة....فالشهوات محكومة بالعقل والعرف ثم الدين....لذا تجد الاضياف ياتون الي الاسرة بصور مستمرة ....ولفترات طويلة......وانا اتحدث عن ضيف وزوجته واولاده....يعنى قوم.....هذا يجعل علاقة الزوج وزوجته في اضيق الحدود....فالضيافة اولي .....وكل هذا عن طيب نفس واريحية....فلم نسمع عن ضيف مطرود او ضيف ثقيل ...الا في قريب الزمان........الاستقبال هذا يفرض ظروفا جديدة...فالنساء المضافات مع نساء المضيف...والرجال مع الرجال...لايام او اسابيع اوشهور....ويتغلب هنا واجب الضيافة علي حقوق الزواج.....وهذا عن حب ورضاء ...
..............

وكلنا يعلم لذة الونسة الحلوة...مجتمعات المثقفين يعلموها في ما يعرف ب......intellectual stimulation.....والبعض يراها اللذة الكبري بين اللذات..........

هذا يقودنى الي النعيم الذي يعيشه كبارنا ....من حياة مليئة بالحيوية...اثر الاسرة الممتدة....ودورها في خلق جو جميل لكل افراد العائلة بما فيهم العجزة....هذا النسيج الاجتماعي الذي سيكون له دور السبق في مقاومة العولمة الخبيثة....بخلاف دور العجزة التى يعلمها من عاش بامريكا واوربا...ولي مقال عن هذا فترقبوه..
............................
قلت ان المجتمع السودانى غير مهووس بطبعه بالعلاقات الغير شرعية....هذه التربية..وهذا المناخ ...له دور كبير في تكييف المناخ في حالة وجود الاضياف او الاقارب او الاهل..
..................
بعض من مظاهر اثر الطقس....خلق هوايات جديدة ....ومنها هواية ترطيب الجو والطقس ...بالرش...فقد انعم الله علينا بالنيل الخالد...فنحن اكثر الشعوب...رشا....فتجدنا نرش البرندات والحيشان والاشجار والشوارع....ونختلف صغارا. .فالبنات يريدون القش والرش معا....ونحن الاولاد
نمقت القش...ونحب الرش.....ليس هذا فحسب بل نحن نخلق لوحات كاجمل مايكون بالرش....فنحن نرسم رشا ...فتجدنا
نبدأ الرش وجوها ودوائر ومربعات واشكال اخري مما تجود به قريحتنا ....ثم ننتقل للتظليل برش الفراغات....فنحن شعب نعشق الرسم بالماء علي الارض...ولكن رسمنا تاخذه الحرارة...وتعيده لنا نسيما عليلا...
................
البعض يتمادى في الرش...فلنا جار....يرش الحيشان والبرندات...والشوارع...ثم يرتفع...فيرش الحيطان...الحيط.....ثم يفتح جميع الابواب علي مصراعيها...في دعوة لطيفة للهوى....واقصد به الهواء..
.....................
\.........
................
نواصل غدا
.............
شريف محمد شريف
دايتون /اوهايو

اعتزر...عن بعض الاخطاء النحوية...وهذا يرجع لابتعادى عن العربية عموما بخلاف القران والمنبر..
مثال ...البنات يردن ...بنون النسوة لا واو الحماعة
............
بعض الكلمات كتبتها كما ننطقها ...لتعطى وقعا اجمل
مثل...الهوى للهواء..الحيطان للحوائط والاسوار
..........
any lang correction is welcome
shereef

اخى منير
شايف العلوج ديل بقو حمار الشيل... .وشكرا علي المداخلة...ماعارف لكن فيك ريحة امدرمان.....
shereef shereef

شباب بريك لحدىالاسبوع الجاي

up

سلام يا امدرماني ـ
هذا البوست جميل ببساطته، ولكنه قابل لأن يتمدد ليصبح كتابآ اذا صبرت عليه وتطرقت فيه ايضآ لتأثير الطقس علي سلوكنا العام و نشاطنا الاقتصادي والتعليمي والرياضي و... وهلمجرا ــ ونحن في الانتظار ــ

انا والله بحراوي بيننا وبينكم البحر ــ ودمت ...ـــ

الاستاذ منير ...
سلامات واحترامات....
بعض السلوك والايحاءات اللااخلاقية هي ما دفعنا للابتعاد. ولا ادري كيف تجتمع الثقافة وسوء الاخلاق.
..............
وطلعت ما ولدنا لكن جارنا ...وفيك روح امدرمان...
و سنواصل
..................

شريف محمد شريف
اوهايو