لقد ظهر في هذه الحرب أن السنن الكونية نافذة، والأقوى هو الأغلب، فأمريكا طاغية وصدام ظالم باغٍ، وكانت آليات أمريكا أقوى من عتاد وجند صدام، فحسمت المعركة لصالحها، ولو قال قائل: أين الشعب العراقي -والمسلم منهم- من هذه السنة الكونية لقلنا إن صدام لم يعلن توبة صادقة، ورجوعاً صريحاً لدين الإسلام، وإعلان الجهاد في سبيل الله لتحقق له سنة شرعية، وقد تدفع السنة الشرعية السنة الكونية .
في صحيح مسلم من حديث المستورد القرشي قال عند عمرو بن العاص سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول : ( تقوم الساعة والروم أكثر الناس، فقال له عمرو أبصر ما تقول قال أقول ما سمعت من رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالاً أربعاً إنهم لأحلم الناس عند فتنة وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة وأوشكهم كرة بعد فرة وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك).
خمس قواعد ذهبية حقيق بالأمة أن تعمل بها وهي خير أمة أخرجت، للناس فهل يكون فينا الحلم مع هذه الفتنة فلا يهلكنا الاستغراق في لحظتنا ومصيبتنا هذه فنجر الأمة إلى هوة سحيقة بتصرف غير مدروس وعمل غير مسؤول وهل نفيق بعد هذه المصيبة بعجالة؛ لنلملم الجراح ونواسي الثكالى، ونبدأ حياة الجد والاجتهاد في نصر جديد مجيد للأمة وهل نبذل فراً كراً ونخطط برؤى مستقبلية ناضحة، بحيث نعرف ماذا سوف نعمل بعد عشر بل عشرين بل خمسين سنة، وهل ينتهي الفقر والمسكنة والضعف في أمة هي أغنى الأمم حتى طمع العدو في خيراتها، وقرر أنها لا تستحق هذه الخيرات لعدم استفادتها منها وخامسة هي ما نرجوها بعد الصور التي رأيناها من الشعب العراقي تجاه نظامهم الساقط، فما أعظم لعنة الشعوب وأبلغ دعائهم على كل ظالم ولو بعد حين