شهيد الديمقراطية و الحرية الفريق أول فتحي أحمد علي

ست سنوات مضت على رحيل شهيد الديمقراطية والحرية الفريق أول فتحي أحمد علي

واسجل- 28/4/1997 القاهرة أم الدنيا- 28/4/2003 متشجان امريكا/ الدنيا الجديدة
ابتعدت كثيرا عن الوطن بحضوري إلى هنا ومع ذلك اتوق للعودة للوطن فهناك الماضي والحاضر والمستقبل وفي البال دوما ان نسهم في بناء الوطن بقدر ما نستطيع من جهد في مجال معرفتنا.
السنوات تمضي تباعا ونحن لازلنا في سوداننا الحبيب في مربع واحد. أمسية الخميس 11 مايو 1997 " هكذا السودان الان في داخله حرقة وفرقة وفي داخله سلطات مختلفة، وفي داخله قيادات مختلفة، فأبناؤه مشردون هنا وهناك في عدد كبير من الأوطان والذين يعيشون داخل البلاد، يعيشون في حالة من الحسرة والأسى يمكن أن تقول عنها نحن – والله – في زمان اذا رأيناه في المنام فزعنا واصبح الناس فيه في سوء حال حق من مات منهم أن يعني. هذه الظروف دفعتنا إليها الحماقة والتعصب والرأي الواحد وعدم الاعتراف بالرأي الاخر" هذه الكلمات افصح عنها السيد الصادق المهدي رئيس وزراء السودان في حالة من الحزن والاسى في التأبين الخطابي الذي اقامه التجمع الوطني الديمقراطي في ذلك المساء ممثلا في قيادته يؤبم ابن السودان البار الفريق أول فتحي أحمد علي. واضيف أنا في ايجاز، أن الحالة التي وصلنا إليها في وطننا هي سببها الرئيسي "التخلف" ويتامر من اين اتى هؤلاء للسلطة وبإنقلاب يونيو 1989 دخل السودان عهد الغيهب فاصبح اكثر تخلفا في كافة المجالات ويحتاج لجهود جميع ابنائه لاعادة اعماره.
واليوم 28/4/2003 في ذكرى رحيل الشهيد الفريق أول فتحي أحمد علي نحرص على توضيح رؤاه وتبيان عقيدته العسكرية ومفهومه للوطنية والقومية وننقل بالحرف مرتكزاته من مذكراته " إن العمل العسكري الخالص هو أساس فهم معنى القومية، وأن القوات المسلحة هي البوتقة التي ينصهر فيها الجميع رغم اختلاف الجنس واللون والعرق الدين والفكر ولهذا فأن القيادة الشرعية تحرص على أن تكون القوات المسلحة هي الفصيل الأكثر محافظة وحرصا على المفهوم والعمل على نشره ليشمل الجميع".
وعن الديمقراطية والحرص عليها يقول:
" إن رصيدنا، نحن في القيادة الشرعية للقوات المسلحة من أجل الحفاظ على الديمقراطية بمفهومها العصري المبسط هو التزام القيادة جانب الشرعية والحرص على حرية الناس رغم الأهواء والأهوال والمحن التي لاقتها وتلاقيها مسيرة الديمقراطية في بلادنا، لابد أن نؤكد بأستمرار أن البندقية التي نحملها هي أداة تأمين وطمأنة للشعب لاعصاة لارهابه والسيطرة على فعله وانفعالاته".
وعن التامر على السلطة يقول:
"إن ركن الديمقراطية الأساسي هو الشرعية المستمدة من الإنتخاب المباشر. والشرعية تعني أول ما تعني شرعية تقلد السلطة. وتقلد السلطة بالقوة والإنقلاب يظل دائما عملا غير شرعي ويدمغ السلطة بعدم الشرعية. وفي هذه الحالة أن تقلد السلطة يعتبر اغتيالا لإرادة الشعب. كما أن ممارسة السلطة بالإرهاب والقهر والنهب والكذب يعتبر خيانة للمبادئ الأمانة".
وعن إنقلاب الجبهة الاسلامية القومية ذكر في لقاء وفد القيادة الشرعية بوفد الحركة الشعبية لتحرير السودان الذي عقد في "استولي" جنوب غرب توريت في الفترة من 21 إلى 23 ديسمبر 1990 " أننا نعتبر أن هذا الإنقلاب هو انتكاسة للسودان لابد من التغلب عليها بكل السبل ومهما كانت التكاليف. ونعتبره أيضا الخطوة الأولى في تفتيت السودان المعروف بحدوده الراهنة ومزيجه ومزاجه المعروف في كل أنحاء العالم، ولذا نعمل جاهدين أن تكون هذه الخطوة هي الأخيرة بأذن الله. فمبلغ علمنا أن الجبهة الإسلامية القومية قد انتوت، بل قررت فصل الجنوب ولكن تخشى من تبعات اعلان ذلك. قادها ذكاؤها القاصر على أن تترك الأمر يأتي من جهة أخرى أيا كانت تلك الجهة. وقد تركت أمر الاخراج لاعلامها وعناصرها في الجيش ليصبح الأمر في نظر الناس أنها مواقع تسقط أو تخلى حتي يصبح الجنوب كواقع مفصولا".
ونورد بعض ما كتبه الأستاذ التجاني الطيب عن الشهيد:
" ... الشهيد فتحي اقتحم معركة القتال للاطاحة بحكم الجبهة الاسلامية الدموي منسجما مع نفسه ومبادئه تماما. فقد كان من أبرز خصاله عداؤه العميق والأصيل وغير المفتعل وغير الخطابي للديكتاتورية العسكرية. ويشير كثيرون من زملائه بأنه شارك في العمل السري بين الضباط لتجريد النظام المايوي من سند الجيش من ثم لإضعافه في وجه المعارضة الشعبية الواسعة غير أنه حتى أنذاك لم يذكر عنه التعاطف مع الخطط الأنقلابية لتحقيق ذلك الهدف. ومعروف عنه تحمسه لمذكرة فبراير الشهيرة وأنه منحها توقيعه ورغم اي انتقادات يمكن أن توجه لتلك الخطوة التي صارت غطاء لأنقلاب- الجبهة الاسلامية القومية في يونيو. إلا أنه تعامل معها فقط كأداة للتعبير عن الضيق، بينما رفض ضغوطا عديدة عليه للإنتقال من الضيق إلى تدبير إنقلاب.
ويروج كثيرون للمزاعم القائلة بأن عبدالرحمن سوار الذهب تخلى طواعية عن السلطة، زهدا فيها. مع الإدعاء أيضا بأنه كان يستطيع أن يفرض نفسه بسهولة حاكما عسكريا مقبولا شعبيا لو أراد ذلك. لكن سوار الذهب كان أضعف من أن يقدم على المحاولة، في حين أن الشعب السوداني، وقد خرج لتوه من ظلام وظلم الديكتاتورية المايوية الذي أمتد ستة عشر عاما، وما تزال تحدوه امال عراض في الديمقراطية.
وحتي بعد إنقلاب 30 يونيو كان بوسعه أن يرضى بالامتيازات المقررة لقائد الجيش المتقاعد. ولكنه اختار طريق القاومة الشريف، راكلا تلك الامتيازات وتاركا مقتنياته ومقتنيات أسرته كانسان وكضابط، وهي مقتنيات كانت عزيزة عليه وقد صادرها زبانية النظام في ما صادروا. وذلك موقف لم يكن غريبا على رجل له تاريخ فتحي أحمد علي الذي لم يكتف برفض العقلية الإنقلابية، بل شارك في معارضة ديكتاتورية نميري وقاوم بالفعل انقلاب الجيهة ليله 30 يونيو".
سوار الذهب لم يفكر في مغامرات غير مأمونة، وإنما كان يفكر بحسابات أخرى: تدبير ترقيته إلى رتبة المشير ليزيد امتيازات تقاعده، تأمين مكافأته على دوره مع المجلس العسكري الإنتقالي لتصفية الانتفاضة، والخدمات التي أداها لليمين عامة وللجبهة الأسلامية خاصة، وتحديدا توثيق التحالف بينها وبين اليمين داخل القوات المسلحة. وتقاعد سوار الذهب كمشير وتم تعيينه رئيسا لمنظمة الدعوة الأسلامية بمرتب خرافي، فحقق أحلامه.
بالمقارنة، رفض الفريق فتحي أحمد علي، باقتناع فكري ونفسي كامل، قيادة إنقلاب عسكري كان الرأي العام الشعبي قد صار مستعدا لتقبله بعد سنوات مترعة بالخيبة والإحباط. وقد ناقشته في ذلك أكثر من مرة، وكان يرد، وإبتسامه مريرة ترف على وجهه الصبوح، بأنه لو عاد التاريخ القهقرى لأختار أن يعمل على سد الثغرات التي صاحبت تقديم المذكرة لا القيام بإنقلاب كان و ما زال يرفضه".
ونورد من حديث الصادق المهدي:
" أتحدث عن الحبيب الفريق فتحي عبر سبع نقاط وننقل هنا النقطة الأخيرة، نقطة أخيرة أذكرها عن الفريق الحبيب الراحل هي أننا في محنتنا التي نعيشها الان تسلحنا بفكر جديد وسياسة جديدة تنقلنا حقا من أحادية المنطلق والتفكير إلى تعددية التفكير والمنطلق وتثبت بأن كل الهويات الموجودة بالسودان يمكن أن تتعاون وأن تكون في وطن واحد على أساس المواطنة حقا مهما اختلف جنسهم أو عرقهم أو دينهم. ومن هذا المنطلق لابد أن نعطي مفهوما واضحا بأن تكون هناك شرعية ونعطيها قدسيتها ومن هذا المنطلق أعتبر الفريق الأخ الراحل مدرسة عسكرية غير أنقلابية، مدرسة ترغب للمؤسسة العسكرية أن تساهم في بناء الوطن دون خيانة، هذا المفهوم أرجو أن نذكره به ونذكره له. وأرجو أن يكون الدرب الذي سار فيه بثقة ووضوح، هو دربنا جميعا حتى نبلغ الغاية".
واخيرا نشير لحرصنا في هذا اليوم على ابراز ذكرى شهيد الديمقراطية والحرية الفريق أول فتحي أحمد علي من الكتيب الذي استطعنا توثيقه عن حياته ويمكن الرجوع أليه. ولنا عودة للتعليق على كتاب في التاريخ أصدره صديقي العميد(م) عصام الدين ميرغني طه بعنوان:
"الجيش السوداني والسياسة"

عميد (م) عبد الرحمن خوجلي السيد
ميتشجان- الولايات المتحدة الامريكية

الاخ الكريم التوم
نعم رحم الله الفقيد فتحى احمد على،شهيد الواجب والحرية والكرامة،ولقد رزء الوطن برحيله وفجعت جموع الشعب السودانى،انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله

الأخت مهيرة، يظل ما قدمه الشهيد فتحي أحمد علي من أجل اعادة الديمقراطية و توحيد الجهود من أجل سودان موحد مثلا يحتذى. للشهيد الرحمة والعزاء لأسرته ولجميع المناضلين المرتبطين بالتجمع الوطني الديمقراطي وبقية التجمعات التي تدعو لنفس الشعارات وإن اختلفت رؤاها..

التوم

الشهيد الفريق فتحى أحمد على الذى وهب حياتة من أجل أستغلال المؤسسة العسكرية بعيدا عن الاستغلال الحزبى وهذا خلافة مع الانقاذ ظل يعمل من أجل الحرية والديمقراطية وأحلال السلام العادل وأستغلال المؤسسة العسكرية دافع عن هذه المبادئ حتى أستشهاده ...فلتكن ذكرى أستشهاده تصعيد النضال من أجل القضايا التى أستشهد من أجلها

ما اروع هذا الرجل
ما اعظمه انه الانسان
الذي كان قائدا بحق حين اقتحمت منزله
جحافل القهر وحينها كانت الخيانه
ولكن ذكراه واهدافه الوطنية الساميه ستكون لنا نبراسا
اخيرا وين الصوره بتاعت الشهيد يالتوم

رحم الله فتحي أحمد علي
رجل يعرف معنى المسئولية
الوجه الأجمل للديمقراطية
فتحي
القيادة الشرعية لقوات الشعب المسلحة
فكروا معي؟
عند هذا الذكرة الأليمة المضيئة
كيف سينبني جيش سوداني قومي وحقيقي
بعد انهيار النظام الحالي
بمليشياته
نعرف
انه ربما كان هناك مخلصون وابرياء كثيرون داخل الجيش الحكومي
لا يزالون
ولكن
الجيش كمؤسسة يحتاج
الى اعادة بناء كاملة وجذرية
رحم الله فتحي احمد علي
الرجل المؤسسة
صاحب هذه المؤسسة
والذي مات بحسرته عليها

جاءنا التالي من عميد اركان حرب هاشم الخير

Quote: من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدو الله عليه منهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا صدق الله العظيم

في ذكري رحيل شهيد الحرية والديموقراطية الفريق اول فتحي احمد علي
يوم28 ابريل 1997 علينا ان نقف جميعا ابناء هذا الوطن
خاصة زملاء السلاح والدرب ونتمعن بعمق صادق تلك القيم والمثل التي
التي امن بها راحلنا حينما كان قائدنا العام الشرعي لقواتنا المسلحة قبل رحيله
صفات الصدق والامانة والنزاهة وعلو النفس والتجرد وحب الوطن
بكل وعي وطني وعشقا للديموقراطية لايضاهي وعشقا للحرية يفوق حدود الوصف في زمن كان كل شيئ في متناول يده التي عفت عن التناول
بل ان الامتيازات التي كفلها له القانون فان نفسه الرفيعة قد ابتها
ضاربا المثل الاعلي كقائد عام يؤمن بالديمقراطية ويدافع عنها حتي النفس الاخير وهو القائد الاول الذي يترجم ميثاق الدفاع عن الديموقراطية الي واقع للعمل الوطني داخل القوات المسلحة
وقد خان الامانة من خان ونكص العهد من نكص وتبقي مبادؤك الرفيعة
نعاهد روحك الطاهره بان نترجم كل الافكار والقيم التي قدمت من اجلها نفسك رخيصة الي واقع لانها اصبحت اساسية ومن اولوياتنا في العمل النضالي
التحية لذكراك
ولاسرتك الكريمة الصابره
عميد اركان حرب
هاشم الخير هاشم

التحية للعميد أركان حرب هاشم الخير والعقد الفريد من العسكريين المدافعين عن الديمقراطية. على مدى نصف القرن الماضي ظلت هذه المجموعة تمثل السند الرئيسي للجماهير المؤمنه بالديمقراطية وساهمت بثبات في حسم المعركة الأخيرة مع كل الأنظمة الدكتاتورية التي حكمت السودان وقطعا ستقوم بنقس الدور في هزيمة نظام الجبهة الاسلامية القومية. الشكر للأخ الفنان يوسف الموصلي لدعمه الفني في انزال صورة الشهيد الفريق أول فتحي أحمد علي.

التوم

لاشكر علي واجب ياعزيزين