امريكا و الحسابات الخاطئة في العراق

امريكا و الحسابات الخاطئة في العراق


04-27-2003, 01:17 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1051402655&rn=0


Post: #1
Title: امريكا و الحسابات الخاطئة في العراق
Author: Elsadiq
Date: 04-27-2003, 01:17 AM


 
بعد سقوط طالبان بدا الأفغان في حلق لحيتهم ولكن بعد سقوط صدام حسين العراقيّون بدءوا باٍطلاقها .
القوة الواضحة و المفاجئة للاغلبيّة الشيعية ذات الهوية الدينية و السياسيّة كانت نتيجة غير متوقعة للمحتل الامريكي قبل الحرب , و الاحتفال بالذكري الاربعينية للامام الحسين وحضور حوالي مليون مؤمن و مؤمنة إلى المدن المقدّسة النجف و كربلاء كان هو الرمز الحقيقيّ الأوّل للعراق ما بعد صدام , وخطفت الاضواء عالميا اكثر من اسقاط تمثال صدام في بغداد لما حملته من شعارات معادية للوجود الامريكي .

و الرسالة الموجهه لم تكن تختلف بكثير عن تلك التي اطلقت في باقي المدن العراقية الاخري : شكرًا لتحريرنا من صدام ولكنّ الآن من فضلكم عودوا إلى دياركم .

بالتّأكيد هناك من الجماعات ذات الافكار المناهضة للامركيين والاخري التي تتنافس علي السلطة و الحركات التي لها انطلاقات ايديولوجية ولكن هذا لا ينفي الحقيقة من وجود قلق عام وسط عامة الشعب العراقي للوجود الاجنبي علي ارض العراق . ويدرك الشعب العراقي قبل سقوط القنابل بكل اشكالها علي رؤوسهم ان بلادهم لن تستهدف اذا كانت تنتج سلعة اخري غير البترول , هذا بالاضافة لعلمهم المسبق لكل اجنده المحتل الامريكي .

شاهدوا قوّات و دبّابات كافية تحمي حقول بترول الجنوب و الشّمال حتي وزارة النفط في بغداد ولا دبابة واحدة لا أحد المتاحف القومية او المكتبات النّادرة , يرون البنتاجون ينقل جويا احمد شلبي من منفاه ليحكمهم في المستقبل , ويرون قوات امريكية تحرسه وتدرب قواته المقدرة ب600 فرد بينما هناك تجاهل تام لحماية المنشأت المدنية و الحيوية , يرون الرّئيس جورج دبليو. بوش يستبعد الأمم المتحدة كقوة حياديةّ لإيصال فجر الديمقراطيّة الموعودة

تدخّلت مختلف الفئات لتقديم الطّعام و الدّواء و لاستعادة القانون و النّظام . و الموقف الاقوي الذي تبنته المساجد في حث الناس لاستعادة السّلع المنهوبة و التّصرّف بطريقة لائقة مع كل الناس بمختلف طوائفهم و معتقداتهم مما يثبت صلابه الموقف الداخلي العراقي , و الصلاة التي اقيمت يوم الجمعة الماضي ببغداد كانت اعظم مثال للتوحد بين السنة و الشيعة وان دلت علي شئ انما تدل علي وحدة القدر و المصير , وكل الشعارات التي رفعت كانت تنادي بخروج المستعمر .

و وزير الدّفاع الامريكي دونالد رامسفلد لم تروق له وحدة الشعب العراقي , فاطلق تهديدات الي ايران بعدم التدخل في شئون العراق الداخلية , متجاهلا الحقيقة الثابتة للتركيبة العراقية و التمثيل الشيعي الكبير فيها ولم يقف عند هذا الحد بل اعلنها واضحة بانه لن يقبل بأي حكومة مشابهه لايران في العراق , متخطيا رغبات الشعب العراقي .

اذا وضعت الولايات المتحدة الامريكية الشيعة بعيدا عن المسرح السياسي العراقي , ستنشأ مقاومة نشطة قد تقود البلاد الي متاهات مظلمة واذا سمحت لهم بالمشاركة في الانتخابات فان العمليّة الدّيمقراطيّة الموعودة خدعة . ولم يبقي من الوقت للشعب العراقي لارتكاب اخطاء تاريخية مرة اخري .

http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=6927