عاش بقلب طفل نقي وروح فنان مبدع وكان بسيطاً مثل الفراش مثله مثل اغلب شعراء بلادي لم يرغب من الدنيا الا يري إبداعه في قلوب كل الذين يحبهم ويحبونه هو وعوالم الخير والجمال والحق ..
لم يحلم بأكثر من لقمة العيش الكريمة له ولابنائه ولم يكن له مصدر رزق غير الشعر واكتفى بالقليل مما تحققه اشعاره من أموال لغيره حتي ان الظلم قد امتد الي ذلك الحق اليسير الذي كان يجده من مطربي هذا الزمان السحيق الذين يتغنون باشعاره وينامون ملء جفونهم ولايعلمون كيف ينام فارس اغنياتهم وما الذي يفقده ويؤلمه ..
ولانه كان طيب القلب لم يشأ يوماً في ان يعيد ضمائر مطربيه الغائبة بالقانون ليأخذ حقوقه بالشكل الذي ينبغي .. لذا فانه رحل ولم يكن له سوي قلباً نقياً ونفساً قنوعة وقد عاش مظلوماً ومات مظلوماً .
ولكن هل سيقبل اولئك المطربون الذين يتغنون باغنياته ان يكون عوض جبريل مظلوماً حياً وميتاً .. ولعل الانتباه الي اسرته هو اقل مايمكن القيام به ليرفعوا عنه بعض ظلمهم له .
وليس من العسير ان تعود الي الوجود ضمائر المطربين الغائبة وكذلك شركات الانتاج الفني التي حصدت من عوض جبريل مشاعره ومنحته الفتات وأخذت الكثير ..
وان لم تكن اسرة الراحل عوض جبريل هي المقصد للمطربين والشركات فان علي ورثته اللجوء الي القانون وايقاف اغنياته من جميع المطربين حتى تعود حقوقه كاملة غير منقوصة وفي ذلك يحلو الجهاد .
عن صحيفة المشاهد